الرئيسية

201407

دنا شاب من ضريح أعجبه نقشه، فقرأ هذه الكتابة: "تذكروا أننا كما أنتم كذا كنا، وكما نحن تكونون، فاستعدوا للموت واتبعونا". فأخذ الشاب قلمه وكتب تحتها "أما على اتباعكم فلا أقدر ما لم أعلم اتجاهكم، هل هو إلى فوق أو إلى أسفل".

إن هذه الحقيقة الرهيبة منسية عند الكثيرين، وهي أنه لا بد من الموت.. وبعد الموت الدينونة. فكثيرون كانوا نظيرنا يمارسون أمورهم اليومية حتى أدركهم الموت وهم الآن يتوقعون حكم الله الأبدي. ليت الأحياء يستفيدون من فرصة الحياة القصيرة ليدركوا غاية وجودهم في العالم! لقد صدق من قال: "ليس عالمنا الحاضر مقرًا لنبني عليه، إنما هو ممرّ نعبر عليه للأبدية". إن فرصة الخلاص هذه هي لنا ما دمنا على الأرض، وصار لنا بموت المسيح امتياز الدخول مجانًا إلى هذه النعمة.

فقد حاول الإنسان جهده في إرضاء الله، لكن جميع جهوده باءت بالفشل. أما الله فقدم ابنه كفارة عن خطايا البشر، وإذ الجميع أخطأوا وهب الله خلاصه هذا ليكون للجميع.

نحن سنُدان لا لأننا أخطأنا فحسب بل لأننا لم نقبل الخلاص المقدم لنا مجانًا من الله. إن حالة الخطية تشمل جميع البشر ولا مفر منها لأننا جميعنا ورثنا طبيعة السقوط من أبوينا الأولين. وقال الله "إنه ليس بارّ ولا واحد... إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله" (رومية 10:3 و12 و23). وبهذا استحق الناس العقاب "لأن أجرة الخطية هي موت". ولكن شكرًا لله على نعمته المجانية التي تبرر الخاطئ، كما هو مكتوب "متبررين مجانًا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح..." (رومية 24:3-25).

لا رجاء لخطاة نظيرنا إلا عن هذا الطريق.. طريق نعمته.. وبعمل هذا المخلص الوحيد الذي "ليس بأحد غيره الخلاص. لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أُعطي بين الناس به ينبغي أن نخلص" (أعمال 12:4).

إن هذا الخلاص المجيد يقدَّم مجانًا لجميع الخطاة الراجعين إلى الله، ويقدَّم على أساس رحمته في المصلوب. لا نناله لأجل صلاحنا ولا لسبب تهذيبنا بل بموجب رحمته علينا، كما أكد ذلك الرسول بولس: "ولكن حين ظهر لطف مخلصنا الله وإحسانه لا بأعمال في بر عملناها نحن بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس" (تيطس 4:3-5).

هلا تمد يد الإيمان فتستفيد من رحمة الله وتنال هبة الخلاص مجانًا بالإيمان بيسوع المسيح؟ لا عذر لك البتة إن أهملت أو أجّلت نوال الخلاص المقدم لك من قبل الله المحب. تعال إليه الآن، تعال إليه كما أنت، بخطاياك كإنسان هالك يستحق الدينونة وكإنسان عاجز لا يستطيع إرضاء الله لسبب سقوطه. إنه لعارف يقينًا أن المرضى بحاجة إلى طبيب، فلا شفاء من أمراضك الروحية إلا به.

لقد تذوّق الكثيرون لذة الغفران والمسامحة وهم يشهدون عن نعمة الله المخلصة. ربما تعرف واحدًا منهم فلا تحسدهم، فالخلاص هو للجميع.. وهو مقدم لك أيضًا.. لكل من يريد ولكل من يؤمن. "من يعطش فليأتِ ومن يرد فليأخذ ماء حياة مجانًا" (رؤيا 17:22).