الرئيسية

القس فضل ناجيهل تواجه مخاوف أو متاعب لا ترى لها أي حل؟ الله القدير وحده لديه الحلّ بطريقة لا تتوقعها ولا تخطر على بال، وهذا ما يفعله دائمًا مع كل أولاده في كل زمان ومكان.
قال الرب يسوع: «عند الناس غير مستطاع، ولكن ليس عند الله، لأن كل شيء مستطاع عند الله» (مرقس 27:10). سيكون لنا جولة روحية في كلمة الله، نرى فيها أُناسًا مثلنا كانت تواجههم متاعب ومخاوف، لكن الرب العظيم تدخّل بحلول، وبحسب النظرة البشرية لا شيء يفيد... لكن عندما تُوضع بين يدي الرب القدير تتم المعجزة ويأتي الخلاص. وهذا ما سنراه من خلال:

أولًا: مخاوف تسديد الاحتياج

خمسة آلاف رجل ما عدا النساء والأولاد في برية، ليس عندهم ما يأكلون، والوقت قد مضى، والموضع خلاء، والنهار ابتدأ يميل، فمن أين لهم أن يأكلوا ويشبعوا وهم لا يمتلكون إلا خمسة خبزات وسمكتين؟ من يأكل؟ ومن لا؟ بل كما قال أندراوس: "ما هذا لمثل هؤلا؟" (يوحنا 9:6).  كيف يتم تسديد هذا الاحتياج؟ ما هو الحل حتى تكتمل مسيرة الحياة؟ إنها حقًا مشكلة وخوف، هذا من ناحية النظرة البشرية التي دائمًا ننظرها جميعًا عندما نكون في مأزق، أو عوز، أو احتياج. ننسى ونتجاهل وجود رب عظيم وسيد قدير، يقول فيكون، يأمر فيصير، يبارك في قليل، فيصير كثيرًا.
ثم "أخذ يسوع الأرغفة وشكر، ووزّع على التلاميذ". لماذا يا رب؟ هذه لا تكفي، نحن بالآلاف!
انتظرْ حلّ الله لأمورك... ضع الاحتياج في يديه... ضع القليل الذي تملكه ولا تسأل كيف؟ ومن أين؟ هو يستطيع، كما قال: «إن كنت تستطيع أن تؤمن. كل شيء مستطاع للمؤمن» (مرقس 23:9). أخذ الرب الخبزات الخمس والسمكتين، ورفع نظره نحو السماء، وبارك، وكسر، وأعطى التلاميذ، وأعطوا الجمع فأكلوا وشبعوا وفضل عنهم. ما أروع الرب وحلوله! ليتنا نتعلم أن نرفع أنظارنا دائمًا نحو الرب القادر على كل شيء، ونشكر، ونصلي بثقة فيأتي الرب بأعظم الحلول، فيسدد احتياجك، وترى عظمة الرب السيد الذي عنده للموت مخارج.

ثانيًا: مخاوف صراع الأمواج

كانت السفينة في وسط البحر معذبة من الأمواج (متى 24:14)، تمامًا مثل سفينة حياتي وحياتك في بحر هذا العالم، بل والأكثر من ذلك، حلّ المساء، وليل الخوف، والمجهول، وقلة الحيلة والحلول في وقت صعب. كان الأمر يزداد تعقيدًا لأن الريح كانت مضادة، بمعنى أن كل شيء أصبح عكس ما نرغب أو نطلب... وهذا قد يكون حال الكثيرين المعذبين، الذين هم في حيرة، وكل الأمور أو الأشخاص أصبحت ضدنا، وكما حدث مع التلاميذ قد يحدث معك الآن وهو أنهم صاروا في الهزيع الرابع من الليل، بمعنى اشتدت بهم الأزمة بل واشتد الليل ظلامًا... لقد خيم ظل الموت على نفوسهم وانتُزع كل أمل في نجاتهم. خافوا، وصرخوا، وصلوا... كيف الحل والنجاة؟  ومن أين؟
في ذلك الليل حالك الظلام... حاول التلاميذ جاهدين أن يرسوا بالسفينة على الميناء الأمين، ولكن بلا جدوى ولا فائدة... كما إني أسمعها من كثيرين: «لقد حاولنا، وحاولنا... ولم ننتفع شيئًا، ولم نصل إلى حلّ». الله القدير لديه الحل الذي لا ولن يخطر على عقل بشري، وبل وفي نظر البشر هذا مستحيل، لكن ذلك المستحيل هو يسير في يدي الرب يسوع العظيم.
أتى يسوع إليهم ماشيًا على البحر (متى 25:14).  يا لروعة وعظمة الرب يسوع الذي لا مثيل له! البحر الذي كان يرُعب التلاميذ، ويبتلع الكثيرين ولا يزال، سواء كان ذلك البحر المائي الذي أغرق الكثيرين أو بحر العالم الذي أهلك ولا يزال يهُلك بشهواته وشره... لكن الرب سار ماشيًا عليه متحكّما فيه، ولا قوة له أمام خالقه. لم يصدّق ذلك التلاميذ، بل اضطربوا لأنهم لم يتوقعوا أن يأتيهم الرب بهذه الطريقة، لأنها لم تحدث من قبل، وفي عُرف البشر والقوانين الطبيعية هذا مستحيل. لذلك صرخوا  قائلين: إنه خيال! فما كان من الرب الحنان إلا أن قال لهم: «تشجعوا! أنا هو. لا تخافوا».
هذا هو صوته الحلو المطمئن لنا في كل مكان وزمان: "[لا تخف. أنا هو]، أستطيع أن آتي إليك بأعجب وأعظم الحلول، والبركات، والتعزيات، وبطريقة لا تخطر على بال". لا، لن يتأخر، «في وقته يسرع به»... يرسل لك الرب معونة ويبدّد مخاوفك في وقت لا تتوقعه ومن أشخاص لا تعرفهم. صدّق الرب وانتظره، «ليتشدد ويتشجع قلبك وانتظر الرب». ومن كلمة الرب واختبارات ملايين المؤمنين أؤكد لكم بكل يقين أنه سيأتي اليوم الذي فيه تترنمون وتشكرون وتشهدون قائلين: «انتظارا انتظرت الرب فمال إليّ وسمع صراخي...» (مزمور 1:40).

ثالثاً : السمكة والإستار

وضع بطرس نفسه في مشكلة عندما سُئل: «هل يوفي معلمكم الدرهمين؟» (متى 24:17)، فقال: «نعم»، مع أنه غير مطلوب من الرب أن يدفع. لكن تسرّع بطرس كعادته... وهذا هو بطرس: أنا وأنت... نتسرع، ونتخذ قرارت، وننطق بكلمات تضعنا في مخاوف ومشاكل وضيقات، لكن ما هو الحل؟ الرب موجود! قال له: اذهب إلى البحر وألقِ صنارة والسمكة التي تطلع أولاً خذها، ومتى فتحت فاها تجد إستارًا (عملة تساوي أربعة دراهم)، فخذه وأعطهم عني وعنك. المسيطر على سمك البحر سيرسل لك الحل في فم السمكة. في مكان تذهب إليه، وما عليك فقط هو أن تلقي الصنارة... صنارة الإيمان لتأخذ من كلمة الله الوعد، وتمسك به.
هذا هو الرب، لديه الحلول لكل المخاوف بطرق إلهية، فلا تفشلوا! «هو هو أمسًا واليوم وإلى الأبد»، يأتي إلينا بكل البركات.
صلاة: سيدي القدير، ربي يسوع، أشكرك لأنك عظيم ولا يعسر عليك أمر. تأتي بأعظم الحلول، ومن مكان لا أتوقّعه، وقد يكون مستحيلاً، لكن أنت تقدر وتفعل. زد إيماني لأنتظرك وأثق فيك سامعًا لصوتك [لا تخف]، وواثقًا في محبتك وحنانك ويدك... لك ربي كل قلبي وشكري من الآن وإلى الأبد، آمين.