نيسان (إبريل) 2009

ربما لم يطرق ذهنَي آدم وحواء، قبل أكلهما من ثمر الشجرة التي نهاهما الله عنها، أن النتائج ستكون مريعة ومدمّرة إلى ذلك الحدّ بالنسبة لهما ولجميع النسل البشري من بعدهما!!


ويظن البعض أن الله في جلال سلطانه وعظمة قدرته يمتلك الحق وكامل الحرية للصفح عن زلتهما بحجة غفلتهما ووقوعهما ضحية حيلة إبليس التي استخدم فيها الحية، مستغلاً عاطفية المرأة وصداقتها لذلك المخلوق المخادع. ولكن، لنفترض بأن الله يقول ثم يغيّر مراعاة لشهوات أحد خلائقه، ومن خلال أي اعتبار، فإن ذلك يجرح مصداقيته، ويهدّد كرامته كإله حقيقي، ويجعله ديكتاتوراً مزاجياً منفعلاً بالأمور وليس فاعلاً بها، لا يقيم كلامه، ولا يثبت على قراره... وحاشا لله جلّ شأنه أن يكون هكذا!!
ما كانت خطية آدم وحواء في حدّ ذاتها لتؤثر على مركز الله شخصياً أو تحطّ من قدره، ولكنها في الواقع طعنٌ في حبّه لمخلوقه المفضّل "الإنسان"، وجحودٌ لأمانته ولطفه، وتشكُّكٌ في صدق مقاصده. وهي، وإن كانت محدودة إذا قيست بمؤهلات مخلوق جسدي يخطئ أو يصيب بحسب محدودية شخصه، لكنها فظيعة وغير محدودة لأنها تشكل إساءة لكرامة الله، وعظمة سلطانه، ومجد جلاله، وقدسية كلمته، وعدم محدودية شخصه!
لذا فقد أدّت تلك الخطيئة إلى وقوعهما تحت الغضب الإلهي، والطرد من محضره، وفقدان حياة الفردوس، والخضوع لناموس الموت الأدبي والجسدي والأبدي. وهي، كما أعلنت كلمة الله في نتيجتها، أدّت إلى تغيير جذري في جسديهما ونفسيهما، انتقل بالوراثة إلى كل أفراد نسلهما الذي ورث إرادة العصيان مع كل نتائج العداء لخالقه والتمرّد على وصاياه.
لقد كانت عدالة الله تقضي بتنفيذ كلمته بكل أبعادها لعقاب مرتكبي الخطيئة، ولكن رحمته تقضي بالعفو والمسامحة. فقد رتّب في المشورات الأزلية حلاًّ يوفِّق بين العدل والرحمة وذلك بأن قام بنفسه بعمل الفداء الذي كان تدبيراً مكلِّفاً تطلّب تضحية غير محدودة.
وكان الثمن باهظاً وهو تقديم الابن الإلهي البار - كلمة الله المتجسّد - ليكون كفارة كافية لإرضاء عدله السامي على مقدار حجم الخراب الروحي الذي أدّت إليه خطية العصيان بالنسبة لجميع النسل البشري.
ونورد فيما يلي بعض المقابلات:
-  كانت خطيئة آدم وحواء هي عصيان الوصية؛ فلا بد من وجود شخص كامل أدبياً يتحلّى بالطاعة الكاملة والإكرام التام لشريعة الله، وليس ذلك الشخص سوى كلمة الله المتجسد الخالي من العيوب وغير الوارث للطبيعة الفاسدة.
-  لم يتخلّ آدم وحواء عن كرامتهما حين أقدما على الخطية – بينما أخلى الرب يسوع نفسه من مجد لاهوته إذ أخذ جسد إنسان وصار في صورة عبد.
- تحرّكت حواء ربما خطوة أو خطوتين لقطف الثمرة، وتحرّكت يدها مع يد آدم، كلّ إلى فمه فقط. ولكن يسوع نزل من السماء إلى أرض اللعنة.
-  أكل آدم وحواء تلك الثمار لشهوتهما الوقتية، بينما صام يسوع أربعين يوماً وأربعين ليلة قبل قيادته من الروح لتجربة إبليس.
-  فعل آدم وحواء فعلتهما في دقائق معدودات وتلذّذا لفترة وجيزة، بينما تجسد يسوع وتحمّل الإهانة والظلم ثلاثاً وثلاثين سنة ختمها بالموت صلباً.
من هذا نستنتج أن خطايانا التي نظنها صغيرة في بعض الأحيان تسبب جروحاً بليغة في جسد الرب يسوع البار. فنحن نجرح كرمه ببخلنا، ونجرح رحمته بقساوة قلوبنا، وحبّه ببغضنا، وتسامحه وغفرانه بعدم صفحنا، وتواضعه بكبريائنا، وقلبه العطوف بعنادنا وتصلّبنا!
إذاً، ما هي فاعلية الفداء وعمل صليب المسيح؟
1) صليب يسوع في بعدَيه
هناك بُعدان لصليب المسيح:
البُعد العمودي ويرمز إلى محبة الله التي ظهرت في تنازل الرب يسوع المسيح من أعالي السماء إلى أقسام الأرض السفلى. وهو بالمقابل يرمز لرفع الإنسان بالفداء من انحطاطه لتكون له صلة من جديد مع الله العلي. وعلى قدر ما يتواضع المؤمن يرتفع في نظر الله وحسبانه.
والبُعد الأفقي ويمثّل الحب الإلهي لكل أفراد البشرية على حد سواء؛ من كل جنس ولون وشعب وأمة، وهو بالمقابل يمثل حب المؤمن بالفداء لجميع الناس بدون استعلاء أو استكبار ولا امتهان لأحد.
2) صليب يسوع في مضمونه
إن موضوع الصليب هو الكفارة. فيسوع المصلوب هو البار الكامل الذي بلا عيب ولا دنس، قدّم نفسه ذبيحة خطية مع أنه لم يفعل خطية ولا كان في فمه غشّ. هو حمل الله الرافع خطية العالم "أَمَّا الرَّبُّ فَسُرَّ بِأَنْ يَسْحَقَهُ بِالْحَزَنِ. إِنْ جَعَلَ نَفْسَهُ ذَبِيحَةَ إِثْمٍ يَرَى نَسْلاً تَطُولُ أَيَّامُهُ، وَمَسَرَّةُ الرَّبِّ بِيَدِهِ تَنْجَحُ" (إشعياء 10:53).
لقد تدخّل عدوّ الخير إبليس مستغلاً كمال الله الأدبي وعدالته غير المتناهية التي منحت الحرية لجميع خلائقه، فأفسد فكر الإنسان من نحو خالقه، وأسقطه في خطية العصيان والكبرياء التي سقط هو أصلاً فيها. فالنسل البشري الذي أُنجب بعيداً عن محضر الله لم يتمكن من العودة إلى حالة البراءة التي فقدها، لأنه لم تعد لديه الإرادة القادرة على مقاومة الفساد. لذلك أصبح المسيح المصلوب الذي قام منتصراً على قوات الجحيم هو الوحيد القادر على تجديد الإرادة الفاسدة وتنقية القلب الملوّث وذلك بالإيمان بشخصه وفدائه.
3) فاعلية عمل الصليب
1- الفداء والتطهير كما هو مكتوب: "الَّذِي فِيهِ لَنَا الْفِدَاءُ بِدَمِهِ، غُفْرَانُ الْخَطَايَا، حَسَبَ غِنَى نِعْمَتِهِ" (أفسس 7:1).
2- المصالحة مع الله كما هو مكتوب: "وَأَنْ يُصَالِحَ بِهِ الْكُلَّ لِنَفْسِهِ، عَامِلاً الصُّلْحَ بِدَمِ صَلِيبِهِ، بِوَاسِطَتِهِ، سَوَاءٌ كَانَ: مَا عَلَى الأَرْضِ، أَمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ" (كولوسي 20:1).
3- المسامحة والغفران كما هو مكتوب: "وَإِذْ كُنْتُمْ أَمْوَاتًا فِي الْخَطَايَا وَغَلَفِ جَسَدِكُمْ، أَحْيَاكُمْ مَعَهُ، مُسَامِحًا لَكُمْ بِجَمِيعِ الْخَطَايَا" (كولوسي 13:2).
4- الرجوع من الضلال "لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ كَخِرَافٍ ضَالَّةٍ، لكِنَّكُمْ رَجَعْتُمُ الآنَ إِلَى رَاعِي نُفُوسِكُمْ وَأُسْقُفِهَا" (1بطرس25:2).
5- تجديد الحياة "إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا".
6- صلب الحياة والعالم كما يقول الرسول بولس: "وَأَمَّا مِنْ جِهَتِي، فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ" (غلاطية 14:6).
7- حفز المؤمن لحمل الصليب كما قال له المجد "وَمَنْ لاَ يَحْمِلُ صَلِيبَهُ وَيَأْتِي وَرَائِي فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذًا" (لوقا 27:14).
4) حصاد القيامة المجيدة
لو لم يقم المسيح من الموت لاعتُبِر صلبه عقوبة حقيقية عن ذنب اقترفه كباقي الناس، وفقد مجيئه أية فاعلية في حياة بني الإنسان. وبالتالي اعتُبِرت خطة الله في حياة البشرية فاشلة لأن الشيطان استطاع أن يفسد تلك الخليقة في يوم من الأيام!
ولكن شكراً لله الذي أقام ربنا يسوع المسيح من بين الأموات ناقضاً أوجاع الموت وقاهراً قوات الظلمة، وبهذا فقد صار لنا بقيامته رجاء بالقيامة من موت الخطية، وأحيت قيامته روح الشهادة لدى المؤمن بكل قوة وسلطان، وبها حصلنا على تبرير الحياة وتقديسها، ورجاء اللقاء معه في الأمجاد، وتقوية رجائنا بقيامة الأموات وبالميراث الأبدي الذي لا يفنى ولا يتدنّس ولا يضمحلّ.
قارئي الكريم، إن من يتصوّر أنه يقدر أن يعيش مستغنياً عن فداء المسيح رافضاً قوة صليبه وقيامته فإنه يتحوّل إلى شيطان آخر مشابهاً عمل إبليس الذي قرر أن يقيم لنفسه كياناً مستقلاً عن الله بقوله: "أصير مثل العليّ"، لكن خلاص الله بالمسيح يسوع مقدّم لكل إنسان مجاناً، وعلينا فقط أن نؤمن أنه صُلب من أجل فدائنا وأُقيم من أجل تبريرنا.

 

ربما لم يطرق ذهنَي آدم وحواء، قبل أكلهما من ثمر الشجرة التي نهاهما الله عنها، أن النتائج ستكون مريعة ومدمّرة إلى ذلك الحدّ بالنسبة لهما ولجميع النسل البشري من بعدهما!!

ويظن البعض أن الله في جلال سلطانه وعظمة قدرته يمتلك الحق وكامل الحرية للصفح عن زلتهما بحجة غفلتهما ووقوعهما ضحية حيلة إبليس التي استخدم فيها الحية، مستغلاً عاطفية المرأة وصداقتها لذلك المخلوق المخادع. ولكن، لنفترض بأن الله يقول ثم يغيّر مراعاة لشهوات أحد خلائقه، ومن خلال أي اعتبار، فإن ذلك يجرح مصداقيته، ويهدّد كرامته كإله حقيقي، ويجعله ديكتاتوراً مزاجياً منفعلاً بالأمور وليس فاعلاً بها، لا يقيم كلامه، ولا يثبت على قراره... وحاشا لله جلّ شأنه أن يكون هكذا!!

ما كانت خطية آدم وحواء في حدّ ذاتها لتؤثر على مركز الله شخصياً أو تحطّ من قدره، ولكنها في الواقع طعنٌ في حبّه لمخلوقه المفضّل "الإنسان"، وجحودٌ لأمانته ولطفه، وتشكُّكٌ في صدق مقاصده. وهي، وإن كانت محدودة إذا قيست بمؤهلات مخلوق جسدي يخطئ أو يصيب بحسب محدودية شخصه، لكنها فظيعة وغير محدودة لأنها تشكل إساءة لكرامة الله، وعظمة سلطانه، ومجد جلاله، وقدسية كلمته، وعدم محدودية شخصه!

لذا فقد أدّت تلك الخطيئة إلى وقوعهما تحت الغضب الإلهي، والطرد من محضره، وفقدان حياة الفردوس، والخضوع لناموس الموت الأدبي والجسدي والأبدي. وهي، كما أعلنت كلمة الله في نتيجتها، أدّت إلى تغيير جذري في جسديهما ونفسيهما، انتقل بالوراثة إلى كل أفراد نسلهما الذي ورث إرادة العصيان مع كل نتائج العداء لخالقه والتمرّد على وصاياه.

لقد كانت عدالة الله تقضي بتنفيذ كلمته بكل أبعادها لعقاب مرتكبي الخطيئة، ولكن رحمته تقضي بالعفو والمسامحة. فقد رتّب في المشورات الأزلية حلاًّ يوفِّق بين العدل والرحمة وذلك بأن قام بنفسه بعمل الفداء الذي كان تدبيراً مكلِّفاً تطلّب تضحية غير محدودة.

وكان الثمن باهظاً وهو تقديم الابن الإلهي البار - كلمة الله المتجسّد - ليكون كفارة كافية لإرضاء عدله السامي على مقدار حجم الخراب الروحي الذي أدّت إليه خطية العصيان بالنسبة لجميع النسل البشري.

ونورد فيما يلي بعض المقابلات:

-  كانت خطيئة آدم وحواء هي عصيان الوصية؛ فلا بد من وجود شخص كامل أدبياً يتحلّى بالطاعة الكاملة والإكرام التام لشريعة الله، وليس ذلك الشخص سوى كلمة الله المتجسد الخالي من العيوب وغير الوارث للطبيعة الفاسدة.

-  لم يتخلّ آدم وحواء عن كرامتهما حين أقدما على الخطية – بينما أخلى الرب يسوع نفسه من مجد لاهوته إذ أخذ جسد إنسان وصار في صورة عبد.

- تحرّكت حواء ربما خطوة أو خطوتين لقطف الثمرة، وتحرّكت يدها مع يد آدم، كلّ إلى فمه فقط. ولكن يسوع نزل من السماء إلى أرض اللعنة.

-  أكل آدم وحواء تلك الثمار لشهوتهما الوقتية، بينما صام يسوع أربعين يوماً وأربعين ليلة قبل قيادته من الروح لتجربة إبليس.

-  فعل آدم وحواء فعلتهما في دقائق معدودات وتلذّذا لفترة وجيزة، بينما تجسد يسوع وتحمّل الإهانة والظلم ثلاثاً وثلاثين سنة ختمها بالموت صلباً.

من هذا نستنتج أن خطايانا التي نظنها صغيرة في بعض الأحيان تسبب جروحاً بليغة في جسد الرب يسوع البار. فنحن نجرح كرمه ببخلنا، ونجرح رحمته بقساوة قلوبنا، وحبّه ببغضنا، وتسامحه وغفرانه بعدم صفحنا، وتواضعه بكبريائنا، وقلبه العطوف بعنادنا وتصلّبنا!

إذاً، ما هي فاعلية الفداء وعمل صليب المسيح؟

1) صليب يسوع في بعدَيه

هناك بُعدان لصليب المسيح:

البُعد العمودي ويرمز إلى محبة الله التي ظهرت في تنازل الرب يسوع المسيح من أعالي السماء إلى أقسام الأرض السفلى. وهو بالمقابل يرمز لرفع الإنسان بالفداء من انحطاطه لتكون له صلة من جديد مع الله العلي. وعلى قدر ما يتواضع المؤمن يرتفع في نظر الله وحسبانه.

والبُعد الأفقي ويمثّل الحب الإلهي لكل أفراد البشرية على حد سواء؛ من كل جنس ولون وشعب وأمة، وهو بالمقابل يمثل حب المؤمن بالفداء لجميع الناس بدون استعلاء أو استكبار ولا امتهان لأحد.

2) صليب يسوع في مضمونه

إن موضوع الصليب هو الكفارة. فيسوع المصلوب هو البار الكامل الذي بلا عيب ولا دنس، قدّم نفسه ذبيحة خطية مع أنه لم يفعل خطية ولا كان في فمه غشّ. هو حمل الله الرافع خطية العالم "أَمَّا الرَّبُّ فَسُرَّ بِأَنْ يَسْحَقَهُ بِالْحَزَنِ. إِنْ جَعَلَ نَفْسَهُ ذَبِيحَةَ إِثْمٍ يَرَى نَسْلاً تَطُولُ أَيَّامُهُ، وَمَسَرَّةُ الرَّبِّ بِيَدِهِ تَنْجَحُ" (إشعياء 10:53).

لقد تدخّل عدوّ الخير إبليس مستغلاً كمال الله الأدبي وعدالته غير المتناهية التي منحت الحرية لجميع خلائقه، فأفسد فكر الإنسان من نحو خالقه، وأسقطه في خطية العصيان والكبرياء التي سقط هو أصلاً فيها. فالنسل البشري الذي أُنجب بعيداً عن محضر الله لم يتمكن من العودة إلى حالة البراءة التي فقدها، لأنه لم تعد لديه الإرادة القادرة على مقاومة الفساد. لذلك أصبح المسيح المصلوب الذي قام منتصراً على قوات الجحيم هو الوحيد القادر على تجديد الإرادة الفاسدة وتنقية القلب الملوّث وذلك بالإيمان بشخصه وفدائه.

3) فاعلية عمل الصليب

1- الفداء والتطهير كما هو مكتوب: "الَّذِي فِيهِ لَنَا الْفِدَاءُ بِدَمِهِ، غُفْرَانُ الْخَطَايَا، حَسَبَ غِنَى نِعْمَتِهِ" (أفسس 7:1).

2- المصالحة مع الله كما هو مكتوب: "وَأَنْ يُصَالِحَ بِهِ الْكُلَّ لِنَفْسِهِ، عَامِلاً الصُّلْحَ بِدَمِ صَلِيبِهِ، بِوَاسِطَتِهِ، سَوَاءٌ كَانَ: مَا عَلَى الأَرْضِ، أَمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ" (كولوسي 20:1).

3- المسامحة والغفران كما هو مكتوب: "وَإِذْ كُنْتُمْ أَمْوَاتًا فِي الْخَطَايَا وَغَلَفِ جَسَدِكُمْ، أَحْيَاكُمْ مَعَهُ، مُسَامِحًا لَكُمْ بِجَمِيعِ الْخَطَايَا" (كولوسي 13:2).

4- الرجوع من الضلال "لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ كَخِرَافٍ ضَالَّةٍ، لكِنَّكُمْ رَجَعْتُمُ الآنَ إِلَى رَاعِي نُفُوسِكُمْ وَأُسْقُفِهَا" (1بطرس25:2).

5- تجديد الحياة "إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا".

6- صلب الحياة والعالم كما يقول الرسول بولس: "وَأَمَّا مِنْ جِهَتِي، فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ" (غلاطية 14:6).

7- حفز المؤمن لحمل الصليب كما قال له المجد "وَمَنْ لاَ يَحْمِلُ صَلِيبَهُ وَيَأْتِي وَرَائِي فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذًا" (لوقا 27:14).

4) حصاد القيامة المجيدة

لو لم يقم المسيح من الموت لاعتُبِر صلبه عقوبة حقيقية عن ذنب اقترفه كباقي الناس، وفقد مجيئه أية فاعلية في حياة بني الإنسان. وبالتالي اعتُبِرت خطة الله في حياة البشرية فاشلة لأن الشيطان استطاع أن يفسد تلك الخليقة في يوم من الأيام!

ولكن شكراً لله الذي أقام ربنا يسوع المسيح من بين الأموات ناقضاً أوجاع الموت وقاهراً قوات الظلمة، وبهذا فقد صار لنا بقيامته رجاء بالقيامة من موت الخطية، وأحيت قيامته روح الشهادة لدى المؤمن بكل قوة وسلطان، وبها حصلنا على تبرير الحياة وتقديسها، ورجاء اللقاء معه في الأمجاد، وتقوية رجائنا بقيامة الأموات وبالميراث الأبدي الذي لا يفنى ولا يتدنّس ولا يضمحلّ.

قارئي الكريم، إن من يتصوّر أنه يقدر أن يعيش مستغنياً عن فداء المسيح رافضاً قوة صليبه وقيامته فإنه يتحوّل إلى شيطان آخر مشابهاً عمل إبليس الذي قرر أن يقيم لنفسه كياناً مستقلاً عن الله بقوله: "أصير مثل العليّ"، لكن خلاص الله بالمسيح يسوع مقدّم لكل إنسان مجاناً، وعلينا فقط أن نؤمن أنه صُلب من أجل فدائنا وأُقيم من أجل تبريرنا.

المجموعة: 200904