كانون الأول (ديسمبر) 2009

أخي العابر من الظلمات إلى نور المسيح..
بإيمانك بيسوع المسيح ابن الله، انتقلت من الموت إلى الحياة. أقول هذا على أساس كلمات يوحنا الرسول: "وَآيَاتٍ (معجزات) أُخَرَ كَثِيرَةً صَنَعَ يَسُوعُ قُدَّامَ تَلاَمِيذِهِ لَمْ تُكْتَبْ فِي هذَا الْكِتَابِ. وَأَمَّا هذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ، وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ" (يوحنا 30:20-31).
والآن أرجو منك أن تراجع عقائدك. لقد اعتقدتَ بتعاليم، وسنن، وتقاليد تبين لك بطلانها، وحان الوقت الآن لمراجعة ما تعتقد به بخصوص ثلاثة أمور جوهرية:


أولاً: راجع ما تعتقد به بخصوص الكتاب الذي تؤمن به
الله تبارك وتعالى أعطى للناس كتاباً واحداً أوحى به لأنبيائه القديسين، وهذا الكتاب هو "الكتاب المقدس". ومع أنه يتضمن ستة وستين سفراً إلا أن وحدته فريدة. ولكي تتأكد مما أقول، عليك أن تقرأ بنفسك الكتاب المقدس وستُدهش من عمق كلماته وتنوّع أسفاره.
ستقرأ فيه سفر أيوب الذي يكشف الستار عن سرّ آلام الأبرار.. وسفر الجامعة الذي يعلن بطلان كل ما هو تحت الشمس.. وسفر المزامير الذي يصوّر مواقف ومشاعر المؤمنين في مختلف الظروف.. ستبهرك نبوات أنبياء الله الحقيقيين التي تمت، وتتم، وسوف تتم.
وإذ تنتقل إلى بشائر العهد الجديد تلتقي بالمسيح يسوع، ويبهرك شخصه، وعظمته، وحكمته، وعصمته عن الخطية.. سترى أنه هو الذي تمت فيه نبوات أنبياء العهد القديم، وأنه قادر على كل شيء، وموجود دائماً مع المؤمنين به حين يجتمعون باسمه.
وإذ تستمر في القراءة ستجد سفر أعمال الرسل، أي أعمال الروح القدس التي عملها بواسطة رسل يسوع المسيح.. وسيدهشك كيف ان عدداً قليلاً من رسل المسيح نشروا المسيحية في العالم، بلا سيف ولا عدوان على حرية الإنسان.
وأخيراً ستقف مبهوراً أمام سفر رؤيا يوحنا، ولن تفهمه إلا إذا قرأت الكتاب المقدس كله وبالأخص نبوات الأنبياء.
إقرأ الكتاب المقدس يومياً، وأكرّر كلمة يومياً فإنه كلام الله النقي غذاء روحك.. واذكر أنه "لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ" (لوقا 4:4).
ارفض جملة وتفصيلاً كل كتاب آخر يدّعي من جاء به أنه كلام الله، فكل كتاب غير الكتاب المقدس، إما أن يكون من صناعة الإنسان، أو من وحي الشيطان.
ثانياً: راجع ما تعتقد به بخصوص الإله الذي تؤمن به
العالم ملآن بالآلهة المزيّفة التي يؤمن بها ويعبدها الملايين.. لكن يوجد إله واحد حقيقي، أعلن عن ذاته في الكتاب المقدس.. أعلن أنه مكتفٍ بذاته وليس في حاجة إلى مخلوقاته.. كان منذ الأزل متكلِّماً، محبّاً، سميعاً، بصيراً.. ولذلك يتحتم أن يكون جامعاً في وحدانيته ليمارس صفاته وقدراته بغير حاجة إلى مخلوقاته..
هذا الإله الحقيقي لا نستطيع إدراكه بعقولنا، هو فاعل عظائم لا تُفحص وعجائب لا تُعدّ.
 قال عنه يسوع المسيح أن اسمه "الآب والابن والروح القدس" لا تعدّد فيه بل وحدانية جامعة، وعِلم الحساب يعلن إمكانية هذه الوحدانية فإذ نضرب 1 × 1 × 1 = يكون الحاصل واحداً.
مارسَ "الآب والابن والروح القدس“ صفة الكلام منذ الأزل:
"قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ" (مزمور 1:110).
ومارسَ "الآب والابن والروح القدس" صفة الحب، فقال الابن مخاطباً الآب: "لأَنَّكَ أَحْبَبْتَنِي قَبْلَ إِنْشَاءِ الْعَالَمِ" (يوحنا 24:17).
ومارسَ "الآب والابن والروح القدس" تنفيذ خطة الفداء، فأرسل الآب والروح القدس، الابن الأزلي إلى العالم، وأعلن الابن هذا الحق بقوله: "وَالآنَ السَّيِّدُ الرَّبُّ أَرْسَلَنِي وَرُوحُهُ" (إشعياء 16:48).
هذا هو الإله الحقيقي الكامل في ذاته.
-    وهو إله قدوس لا يفعل خطية ولا يأمر بالفسق.
-     وهو إله قادر على كل شيء، ليس في حاجة أن يجاهد الإنسان في سبيله، بل هو الذي يرعى الإنسان ويحميه.
-     وهو إله محب، بيّن محبته في بذل ابنه لأجل من يؤمنون به.
اعرف الإله الذي تؤمن به، وارفض الإيمان بأي إله سواه.
ثالثاً: راجع ما تعتقد به بخصوص مصيرك الأبدي
قبل أن تؤمن بيسوع المسيح ابن الله، كنت تجيب من يسألك: أين ستذهب بعد أن تموت؟ بالقول: "الله أعلم".
أما وقد آمنت بيسوع المسيح وسكن الروح القدس في قلبك، فقد صرت متيقناً من أن السماء هي مصيرك الأبدي.
هذا وعد يسوع المسيح للمؤمنين به:
"خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي. وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي. أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ، وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي. أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ" (يوحنا 27:10-30).
ما دمت قد آمنت بابن الله، وعبرت من الموت الأبدي إلى الحياة الأبدية فتيقّن مصيرك الأبدي.
قبل أن تؤمن بابن الله كنت ترتعب من الموت.. الآن تقدر أن تقول مع بولس الرسول: "لأَنَّ لِيَ الْحَيَاةَ هِيَ الْمَسِيحُ وَالْمَوْتُ هُوَ رِبْحٌ" (فيلبي 21:1).
يسوع ابن الله يقول لك: "أنا أعرفك"، "أنا أعطيك حياة أبدية ولن تهلك إلى الأبد"، "أنا والآب واحد".
فأنت منذ أن آمنت إيماناً حياً حقيقياً صرت محفوظاً في يد الابن، وفي يد الآب... فانزع عنك الخوف من ورود جهنّم فأنت الآن ابن السماء.

المجموعة: 200912