أيلول (سبتمبر) 2009

جاء المعلم الإسرائيلي "نيقوديموس" إلى يسوع ليلاً، وفوجئ بكلمات يسوع: "الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللهِ. قَالَ لَهُ نِيقُودِيمُوسُ: كَيْفَ يُمْكِنُ الإِنْسَانَ أَنْ يُولَدَ وَهُوَ شَيْخٌ؟ أَلَعَلَّهُ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ بَطْنَ أُمِّهِ ثَانِيَةً وَيُولَدَ؟ أَجَابَ يَسُوعُ: الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ" (يوحنا 3:3-5).


الإنسان الذي لا يولد ثانية.. لا يولد من فوق.. لا يولد من الماء والروح.. لا يقدر أن يرى أو يدخل ملكوت الله.
وسبب عجز الإنسان عن أن يرى أو يدخل ملكوت الله.. هو أنه حين وُلد من والديه، وُلد بطبيعة ساقطة ورثها من أبويه الأولين.. وُلد في خسران وهلاك، وُلد كثير الظلم، وُلد شديد الكفر، وُلد بنفس أمّارة بالسوء، وُلد ضعيفاً لا يستطيع مقاومة الشهوات، وُلد في أسفل سافلين.
ولأن الإنسان وُلد في أسفل سافلين، فنهايته الأرضية الموت، ولو أن الإنسان يولد نقياً مطهراً من الإثم لعاش إلى الأبد ولم يمت.
وطبيعة الإنسان الشريرة هي التفسير المنطقي لكل ما نراه في العالم من جرائم، وخيانات، ونجاسات يقشعرّ لها البدن، ويهتزّ لها الكيان.
من هنا كان من المحتَّم أن يولد الإنسان ثانية، ولادة روحية، لتتغيّر حياته وينتقل من الموت إلى الحياة.
معنى الميلاد الثاني
1. الميلاد الثاني يعني أن الله يعطي للإنسان الذي يؤمن بأن يسوع المسيح هو ابن الله، وأنه مات على الصليب ليخلّصه من عقاب وسلطان خطاياه، طبيعة جديدة بها يصير خليقة جديدة.
وهذا ما قاله بولس الرسول: "إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا" (2كورنثوس 17:5).
هذا هو المعنى الأول للميلاد الثاني: الأشياء العتيقة.. خطايا الغرائز المنحرفة، خطايا اللسان، خطايا العينين واليدين، واللباس الذي لا يمجّد الله، والقساوة في معاملة الآخرين.. كلها قد مضت. و"هوذا الكل قد صار جديداً".
فالتغيير الذي يحدث في الإنسان الذي يولد ثانية يثير تعجب المحيطين به وعارفيه.
2. الميلاد الثاني هو دافع المحبة ليسوع المسيح ابن الله، ولكل من وُلدوا من الله
"كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ فَقَدْ وُلِدَ مِنَ اللهِ... بِهذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا نُحِبُّ أَوْلاَدَ اللهِ: إِذَا أَحْبَبْنَا اللهَ وَحَفِظْنَا وَصَايَاهُ" (1يوحنا 1:5-2).
فالمولود ثانية يحب يسوع المولود من الله في الأزل، ويحب كل المؤمنين المولودين من الله في الزمان.
ويصف بطرس الرسول محبة المؤمنين لبعضهم بالكلمات: "طَهِّرُوا نُفُوسَكُمْ فِي طَاعَةِ الْحَقِّ بِالرُّوحِ لِلْمَحَبَّةِ الأَخَوِيَّةِ الْعَدِيمَةِ الرِّيَاءِ، فَأَحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ بِشِدَّةٍ" (1بطرس 22:1).
3. الميلاد الثاني هو الدافع المقدس لصنع البر
يقول يوحنا الرسول: "إِنْ عَلِمْتُمْ أَنَّهُ بَارٌّ هُوَ، فَاعْلَمُوا أَنَّ كُلَّ مَنْ يَصْنَعُ الْبِرَّ مَوْلُودٌ مِنْهُ" (1يوحنا 28:2).
 البر الذي يصنعه الإنسان المولود من الله، ليس لنوال الخلاص، بل هو ثمر الخلاص.
البر الذي يصنعه الإنسان بهدف نوال الخلاص، بر مرفوض، قال عنه النبي إشعياء: "وَقَدْ صِرْنَا كُلُّنَا كَنَجِسٍ، وَكَثَوْبِ عِدَّةٍ كُلُّ أَعْمَالِ بِرِّنَا، وَقَدْ ذَبُلْنَا كَوَرَقَةٍ، وَآثَامُنَا كَرِيحٍ تَحْمِلُنَا" (إشعياء 6:64). وثوب العدة هو الثوب المهلهل الذي لا يستر عرياً.
لكن المولود من الله يصنع البر الذي أعدّه الله له "لأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ، مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَال صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا" (أفسس 10:2).
والله في مشورته الأزلية أعدّ لكل من وُلد منه أعمالاً صالحة ليسلك فيها.
أعدّ لنوح أن يبني فلكاً لخلاص بيته، وأعدّ لإبراهيم أن يخرج من أرضه ومن عشيرته ويتغرّب في أرض الموعد، وأعدّ لسارة أن تأخذ قدرة على إنشاء نسل، وأعدّ لموسى أن يأبى أن يكون ابن ابنة فرعون، ويقود شعب إسرائيل من العبودية إلى الحرية. وأعدّ لجدعون، وباراق، وشمشون، وداود، وصموئيل ودانيآل أن يصنع كل واحد منهم ما أعدّه له من بر عليه أن يصنعه.
طريق نوال الميلاد الثاني
علينا أن نذكر جيداً أن المسيحية الحقيقية هي الديانة الوحيدة التي تطالب الفرد أن يولد ثانية ليصير مسيحياً، والتي تؤكد أن هذا الميلاد الثاني هو اختبار من فوق.. من الروح القدس.
Å      الميلاد الثاني ليس بالوراثة.. الوراثة تعطينا الطبيعة الساقطة كما قال داود النبي: "هأَنَذَا بِالإِثْمِ صُوِّرْتُ، وَبِالْخَطِيَّةِ حَبِلَتْ بِي أُمِّي" (مزمور5:51).
Å      الميلاد الثاني ليس عن طريق الإرادة البشرية.
Å      الميلاد الثاني ليس من مشيئة رجل.
1. الميلاد الثاني بقبول يسوع المسيح والإيمان بأنه ابن الله
"اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُل، بَلْ مِنَ اللهِ".
 (يوحنا 11:1-13)
2. الميلاد الثاني بالنعمة بالإيمان وهو عطية الله
"لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ. لَيْسَ مِنْ أَعْمَال كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ" (أفسس 8:2-9).
أي عمل صالح يقصد صاحبه أن يضيفه إلى ما عمله المسيح بموته على الصليب لينال به الخلاص هو إهانة صريحة للمسيح، وإنكار واضح لكمال عمله.
لقد قال المسيح وهو على الصليب: "قد أُكمل" والعمل الذي أُكمل تُعتبر أي إضافة إليه تشويهاً له.
3. الميلاد الثاني يحدث بكلمة الله وروح الله
قال يسوع لنيقوديموس: "الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ" (يوحنا 5:3).
هذه الكلمات لا تعني معمودية الماء بحال من الأحوال. الماء في هذه الآية يشير إلى كلمة الله كما قال بطرس الرسول: "مَوْلُودِينَ ثَانِيَةً، لاَ مِنْ زَرْعٍ يَفْنَى، بَلْ مِمَّا لاَ يَفْنَى، بِكَلِمَةِ اللهِ الْحَيَّةِ الْبَاقِيَةِ إِلَى الأَبَدِ" (1بطرس 23:1). وكما قال يعقوب في رسالته: "شَاءَ فَوَلَدَنَا بِكَلِمَةِ الْحَقِّ لِكَيْ نَكُونَ بَاكُورَةً مِنْ خَلاَئِقِهِ" (يعقوب 18:11). والروح المذكور في الآية هو الروح القدس "الْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ" (يوحنا 6:3). فالولادة الثانية تحدث بعمل كلمة الله إذ يستخدمها روح الله وليست بمعمودية الماء.
لقد اشترط الرب في كلمته إيمان الفرد قبل أن يعتمد بالماء فقال: "فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ" (متى 19:28).
"اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا. مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ" (مرقس15:16-16).
فالإيمان شرط ضروري قبل معمودية الماء.. ويعترف كل عاقل أن الطفل لا يستطيع الإيمان ولذا فلا يجوز أن يعتمد.
وإذا قيل إن الطفل يعتمد على إيمان والديه، يناقض كلمة الله التي تؤكد أن الميلاد الثاني ليس بالوراثة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن ملايين من المسيحيين هم مسيحيون بالاسم فقط، ومعمودية أطفالهم على إيمانهم خطر رهيب إذ هم في الحقيقة لا إيمان لهم.
حين بشر فيلبس وزير مالية الحبشة بيسوع المسيح، وأخبره بضرورة المعمودية بالماء بعد الإيمان..
"وَفِيمَا هُمَا سَائِرَانِ فِي الطَّرِيقِ أَقْبَلاَ عَلَى مَاءٍ، فَقَالَ الْخَصِيُّ: هُوَذَا مَاءٌ. مَاذَا يَمْنَعُ أَنْ أَعْتَمِدَ؟ فَقَالَ فِيلُبُّسُ: إِنْ كُنْتَ تُؤْمِنُ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ يَجُوزُ. فَأَجَابَ وَقَالَ: أَنَا أُومِنُ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ ابْنُ اللهِ. فَأَمَرَ أَنْ تَقِفَ الْمَرْكَبَةُ، فَنَزَلاَ كِلاَهُمَا إِلَى الْمَاءِ، فِيلُبُّسُ وَالْخَصِيُّ، فَعَمَّدَهُ" (أعمال 36:8-38).
كان الإيمان من كل القلب شرطاً أساسياً قبل المعمودية، والطفل ليس في قدرته أن يؤمن من كل قلبه فلا يجوز أن نعمده. وكذلك يلزم أن تكون المعمودية بالتغطيس، فقد نزل فيلبس والخصي كلاهما إلى الماء.
نكرر القول إن المعمودية ليست هي وسيلة نوال الولادة الثانية.
شهادات نوال الميلاد الثاني
1.     شهادة تصديق كلمة الله
يقول يوحنا الرسول: "إِنْ كُنَّا نَقْبَلُ شَهَادَةَ النَّاسِ، فَشَهَادَةُ اللهِ أَعْظَمُ، لأَنَّ هذِهِ هِيَ شَهَادَةُ اللهِ الَّتِي قَدْ شَهِدَ بِهَا عَنِ ابْنِهِ. مَنْ يُؤْمِنُ بِابْنِ اللهِ فَعِنْدَهُ الشَّهَادَةُ فِي نَفْسِهِ. مَنْ لاَ يُصَدِّقُ اللهَ، فَقَدْ جَعَلَهُ كَاذِبًا، لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِالشَّهَادَةِ الَّتِي قَدْ شَهِدَ بِهَا اللهُ عَنِ ابْنِهِ. وَهذِهِ هِيَ الشَّهَادَةُ: أَنَّ اللهَ أَعْطَانَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَهذِهِ الْحَيَاةُ هِيَ فِي ابْنِهِ. مَنْ لَهُ الابْنُ فَلَهُ الْحَيَاةُ، وَمَنْ لَيْسَ لَهُ ابْنُ اللهِ فَلَيْسَتْ لَهُ الْحَيَاةُ" (1يوحنا 9:5-12).
فالفرد ينال الحياة الأبدية بتصديقه الكامل لكلمة الله التي تقول: "الَّذِي يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللهِ" (يوحنا 36:3).
2. شهادة روح الله
يقول بولس الرسول: "اَلرُّوحُ نَفْسُهُ أَيْضًا يَشْهَدُ لأَرْوَاحِنَا أَنَّنَا أَوْلاَدُ اللهِ" (رومية 16:8). ويقول يوحنا الرسول: "مَنْ يُؤْمِنُ بِابْنِ اللهِ فَعِنْدَهُ الشَّهَادَةُ فِي نَفْسِهِ" (1يوحنا 10:5).
ومن هاتين الآيتين نرى أن الفرد المولود من الله يشهد الروح القدس لروحه أنه ابن الله. ويقوده الروح القدس في حياته "لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ، فَأُولئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللهِ. إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ أَيْضًا لِلْخَوْفِ، بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ: يَا أَبَا الآبُ" (رومية 14:8-15). وشهادة الروح القدس لروح المؤمن حقيقة اختبارية لا يدركها إلا الذين نالوها. والروح القدس في المولود من الله هو روح التبني الذي به يستطيع المؤمن أن يخاطب الله قائلاً: "يا أبا الآب" أي "يا بابا الآب".
3. شهادة اليقين برجاء الحياة
قبل أن يولد الإنسان ثانية لا رجاء له في الحياة الأبدية، فهو لا يعلم أين مصيره بعد الموت.. وإذا سألته: أين ستذهب بعد الموت؟ يقول: الله أعلم.
أما الفرد الذي وُلد من الله فعنده اليقين الكامل بأنه سيقضي أبديته في السماء في رحاب الله.
يقول بطرس الرسول: "مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي حَسَبَ رَحْمَتِهِ الْكَثِيرَةِ وَلَدَنَا ثَانِيَةً لِرَجَاءٍ حَيٍّ، بِقِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مِنَ الأَمْوَاتِ، لِمِيرَاثٍ لاَ يَفْنَى وَلاَ يَتَدَنَّسُ وَلاَ يَضْمَحِلُّ، مَحْفُوظٌ فِي السَّمَاوَاتِ لأَجْلِكُمْ، أَنْتُمُ الَّذِينَ بِقُوَّةِ اللهِ مَحْرُوسُونَ، بِإِيمَانٍ، لِخَلاَصٍ مُسْتَعَدٍّ أَنْ يُعْلَنَ فِي الزَّمَانِ الأَخِيرِ" (1بطرس 3:1-5).
Å  فالفرد المولود ثانية له رجاء حي في مصيره الأبدي "كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ" (1كورنثوس9:2).
Å والفرد المولود ثانية محفوظ بقوة الله، فلا يمكن أن يفقد خلاصه وهذا وعد يسوع المسيح الصادق الأمين: "خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي. وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي. أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ، وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي" (يوحنا 27:10-29).
فهل آمنت بيسوع المسيح ابن الله؟ وهل وُلدت ثانية من الله؟ وهل لك شهادة كلمة الله، وروح الله، ورجاء الحياة؟
آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص، واعرف جيداً أنه "َلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ" (أعمال 12:4). فليس في قدرة أي نبي أن يخلصك. لا موسى النبي ولا إيليا النبي ولا إشعياء النبي ولا أي نبي آخر. وبالإجمال لا يقدر أي نبي أن يهبك الميلاد الثاني إلا الرب يسوع المسيح وحده.
فآمِن به وارْكعْ أمامه مصلياً ليهبك الميلاد الثاني والحياة الأبدية.

 

جاء المعلم الإسرائيلي "نيقوديموس" إلى يسوع ليلاً، وفوجئ بكلمات يسوع: "الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللهِ. قَالَ لَهُ نِيقُودِيمُوسُ: كَيْفَ يُمْكِنُ الإِنْسَانَ أَنْ يُولَدَ وَهُوَ شَيْخٌ؟ أَلَعَلَّهُ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ بَطْنَ أُمِّهِ ثَانِيَةً وَيُولَدَ؟ أَجَابَ يَسُوعُ: الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ" (يوحنا 3:3-5).

الإنسان الذي لا يولد ثانية.. لا يولد من فوق.. لا يولد من الماء والروح.. لا يقدر أن يرى أو يدخل ملكوت الله.

وسبب عجز الإنسان عن أن يرى أو يدخل ملكوت الله.. هو أنه حين وُلد من والديه، وُلد بطبيعة ساقطة ورثها من أبويه الأولين.. وُلد في خسران وهلاك، وُلد كثير الظلم، وُلد شديد الكفر، وُلد بنفس أمّارة بالسوء، وُلد ضعيفاً لا يستطيع مقاومة الشهوات، وُلد في أسفل سافلين.

ولأن الإنسان وُلد في أسفل سافلين، فنهايته الأرضية الموت، ولو أن الإنسان يولد نقياً مطهراً من الإثم لعاش إلى الأبد ولم يمت.

وطبيعة الإنسان الشريرة هي التفسير المنطقي لكل ما نراه في العالم من جرائم، وخيانات، ونجاسات يقشعرّ لها البدن، ويهتزّ لها الكيان.

من هنا كان من المحتَّم أن يولد الإنسان ثانية، ولادة روحية، لتتغيّر حياته وينتقل من الموت إلى الحياة.

معنى الميلاد الثاني

1. الميلاد الثاني يعني أن الله يعطي للإنسان الذي يؤمن بأن يسوع المسيح هو ابن الله، وأنه مات على الصليب ليخلّصه من عقاب وسلطان خطاياه، طبيعة جديدة بها يصير خليقة جديدة.

وهذا ما قاله بولس الرسول: "إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا" (2كورنثوس 17:5).

هذا هو المعنى الأول للميلاد الثاني: الأشياء العتيقة.. خطايا الغرائز المنحرفة، خطايا اللسان، خطايا العينين واليدين، واللباس الذي لا يمجّد الله، والقساوة في معاملة الآخرين.. كلها قد مضت. و"هوذا الكل قد صار جديداً".

فالتغيير الذي يحدث في الإنسان الذي يولد ثانية يثير تعجب المحيطين به وعارفيه.

2. الميلاد الثاني هو دافع المحبة ليسوع المسيح ابن الله، ولكل من وُلدوا من الله

"كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ فَقَدْ وُلِدَ مِنَ اللهِ... بِهذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا نُحِبُّ أَوْلاَدَ اللهِ: إِذَا أَحْبَبْنَا اللهَ وَحَفِظْنَا وَصَايَاهُ" (1يوحنا 1:5-2).

فالمولود ثانية يحب يسوع المولود من الله في الأزل، ويحب كل المؤمنين المولودين من الله في الزمان.

ويصف بطرس الرسول محبة المؤمنين لبعضهم بالكلمات: "طَهِّرُوا نُفُوسَكُمْ فِي طَاعَةِ الْحَقِّ بِالرُّوحِ لِلْمَحَبَّةِ الأَخَوِيَّةِ الْعَدِيمَةِ الرِّيَاءِ، فَأَحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ بِشِدَّةٍ" (1بطرس 22:1).

3. الميلاد الثاني هو الدافع المقدس لصنع البر

يقول يوحنا الرسول: "إِنْ عَلِمْتُمْ أَنَّهُ بَارٌّ هُوَ، فَاعْلَمُوا أَنَّ كُلَّ مَنْ يَصْنَعُ الْبِرَّ مَوْلُودٌ مِنْهُ" (1يوحنا 28:2).

 البر الذي يصنعه الإنسان المولود من الله، ليس لنوال الخلاص، بل هو ثمر الخلاص.

البر الذي يصنعه الإنسان بهدف نوال الخلاص، بر مرفوض، قال عنه النبي إشعياء: "وَقَدْ صِرْنَا كُلُّنَا كَنَجِسٍ، وَكَثَوْبِ عِدَّةٍ كُلُّ أَعْمَالِ بِرِّنَا، وَقَدْ ذَبُلْنَا كَوَرَقَةٍ، وَآثَامُنَا كَرِيحٍ تَحْمِلُنَا" (إشعياء 6:64). وثوب العدة هو الثوب المهلهل الذي لا يستر عرياً.

لكن المولود من الله يصنع البر الذي أعدّه الله له "لأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ، مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَال صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا" (أفسس 10:2).

والله في مشورته الأزلية أعدّ لكل من وُلد منه أعمالاً صالحة ليسلك فيها.

أعدّ لنوح أن يبني فلكاً لخلاص بيته، وأعدّ لإبراهيم أن يخرج من أرضه ومن عشيرته ويتغرّب في أرض الموعد، وأعدّ لسارة أن تأخذ قدرة على إنشاء نسل، وأعدّ لموسى أن يأبى أن يكون ابن ابنة فرعون، ويقود شعب إسرائيل من العبودية إلى الحرية. وأعدّ لجدعون، وباراق، وشمشون، وداود، وصموئيل ودانيآل أن يصنع كل واحد منهم ما أعدّه له من بر عليه أن يصنعه.

طريق نوال الميلاد الثاني

علينا أن نذكر جيداً أن المسيحية الحقيقية هي الديانة الوحيدة التي تطالب الفرد أن يولد ثانية ليصير مسيحياً، والتي تؤكد أن هذا الميلاد الثاني هو اختبار من فوق.. من الروح القدس.

Å      الميلاد الثاني ليس بالوراثة.. الوراثة تعطينا الطبيعة الساقطة كما قال داود النبي: "هأَنَذَا بِالإِثْمِ صُوِّرْتُ، وَبِالْخَطِيَّةِ حَبِلَتْ بِي أُمِّي" (مزمور5:51).

Å      الميلاد الثاني ليس عن طريق الإرادة البشرية.

Å      الميلاد الثاني ليس من مشيئة رجل.

1. الميلاد الثاني بقبول يسوع المسيح والإيمان بأنه ابن الله

"اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُل، بَلْ مِنَ اللهِ".

 (يوحنا 11:1-13)

2. الميلاد الثاني بالنعمة بالإيمان وهو عطية الله

"لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ. لَيْسَ مِنْ أَعْمَال كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ" (أفسس 8:2-9).

أي عمل صالح يقصد صاحبه أن يضيفه إلى ما عمله المسيح بموته على الصليب لينال به الخلاص هو إهانة صريحة للمسيح، وإنكار واضح لكمال عمله.

لقد قال المسيح وهو على الصليب: "قد أُكمل" والعمل الذي أُكمل تُعتبر أي إضافة إليه تشويهاً له.

3. الميلاد الثاني يحدث بكلمة الله وروح الله

قال يسوع لنيقوديموس: "الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ" (يوحنا 5:3).

هذه الكلمات لا تعني معمودية الماء بحال من الأحوال. الماء في هذه الآية يشير إلى كلمة الله كما قال بطرس الرسول: "مَوْلُودِينَ ثَانِيَةً، لاَ مِنْ زَرْعٍ يَفْنَى، بَلْ مِمَّا لاَ يَفْنَى، بِكَلِمَةِ اللهِ الْحَيَّةِ الْبَاقِيَةِ إِلَى الأَبَدِ" (1بطرس 23:1). وكما قال يعقوب في رسالته: "شَاءَ فَوَلَدَنَا بِكَلِمَةِ الْحَقِّ لِكَيْ نَكُونَ بَاكُورَةً مِنْ خَلاَئِقِهِ" (يعقوب 18:11). والروح المذكور في الآية هو الروح القدس "الْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ" (يوحنا 6:3). فالولادة الثانية تحدث بعمل كلمة الله إذ يستخدمها روح الله وليست بمعمودية الماء.

لقد اشترط الرب في كلمته إيمان الفرد قبل أن يعتمد بالماء فقال: "فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ" (متى 19:28).

"اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا. مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ" (مرقس15:16-16).

فالإيمان شرط ضروري قبل معمودية الماء.. ويعترف كل عاقل أن الطفل لا يستطيع الإيمان ولذا فلا يجوز أن يعتمد.

وإذا قيل إن الطفل يعتمد على إيمان والديه، يناقض كلمة الله التي تؤكد أن الميلاد الثاني ليس بالوراثة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن ملايين من المسيحيين هم مسيحيون بالاسم فقط، ومعمودية أطفالهم على إيمانهم خطر رهيب إذ هم في الحقيقة لا إيمان لهم.

حين بشر فيلبس وزير مالية الحبشة بيسوع المسيح، وأخبره بضرورة المعمودية بالماء بعد الإيمان..

"وَفِيمَا هُمَا سَائِرَانِ فِي الطَّرِيقِ أَقْبَلاَ عَلَى مَاءٍ، فَقَالَ الْخَصِيُّ: هُوَذَا مَاءٌ. مَاذَا يَمْنَعُ أَنْ أَعْتَمِدَ؟ فَقَالَ فِيلُبُّسُ: إِنْ كُنْتَ تُؤْمِنُ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ يَجُوزُ. فَأَجَابَ وَقَالَ: أَنَا أُومِنُ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ ابْنُ اللهِ. فَأَمَرَ أَنْ تَقِفَ الْمَرْكَبَةُ، فَنَزَلاَ كِلاَهُمَا إِلَى الْمَاءِ، فِيلُبُّسُ وَالْخَصِيُّ، فَعَمَّدَهُ" (أعمال 36:8-38).

كان الإيمان من كل القلب شرطاً أساسياً قبل المعمودية، والطفل ليس في قدرته أن يؤمن من كل قلبه فلا يجوز أن نعمده. وكذلك يلزم أن تكون المعمودية بالتغطيس، فقد نزل فيلبس والخصي كلاهما إلى الماء.

نكرر القول إن المعمودية ليست هي وسيلة نوال الولادة الثانية.

شهادات نوال الميلاد الثاني

1.     شهادة تصديق كلمة الله

يقول يوحنا الرسول: "إِنْ كُنَّا نَقْبَلُ شَهَادَةَ النَّاسِ، فَشَهَادَةُ اللهِ أَعْظَمُ، لأَنَّ هذِهِ هِيَ شَهَادَةُ اللهِ الَّتِي قَدْ شَهِدَ بِهَا عَنِ ابْنِهِ. مَنْ يُؤْمِنُ بِابْنِ اللهِ فَعِنْدَهُ الشَّهَادَةُ فِي نَفْسِهِ. مَنْ لاَ يُصَدِّقُ اللهَ، فَقَدْ جَعَلَهُ كَاذِبًا، لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِالشَّهَادَةِ الَّتِي قَدْ شَهِدَ بِهَا اللهُ عَنِ ابْنِهِ. وَهذِهِ هِيَ الشَّهَادَةُ: أَنَّ اللهَ أَعْطَانَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَهذِهِ الْحَيَاةُ هِيَ فِي ابْنِهِ. مَنْ لَهُ الابْنُ فَلَهُ الْحَيَاةُ، وَمَنْ لَيْسَ لَهُ ابْنُ اللهِ فَلَيْسَتْ لَهُ الْحَيَاةُ" (1يوحنا 9:5-12).

فالفرد ينال الحياة الأبدية بتصديقه الكامل لكلمة الله التي تقول: "الَّذِي يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللهِ" (يوحنا 36:3).

2. شهادة روح الله

يقول بولس الرسول: "اَلرُّوحُ نَفْسُهُ أَيْضًا يَشْهَدُ لأَرْوَاحِنَا أَنَّنَا أَوْلاَدُ اللهِ" (رومية 16:8). ويقول يوحنا الرسول: "مَنْ يُؤْمِنُ بِابْنِ اللهِ فَعِنْدَهُ الشَّهَادَةُ فِي نَفْسِهِ" (1يوحنا 10:5).

ومن هاتين الآيتين نرى أن الفرد المولود من الله يشهد الروح القدس لروحه أنه ابن الله. ويقوده الروح القدس في حياته "لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ، فَأُولئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللهِ. إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ أَيْضًا لِلْخَوْفِ، بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ: يَا أَبَا الآبُ" (رومية 14:8-15). وشهادة الروح القدس لروح المؤمن حقيقة اختبارية لا يدركها إلا الذين نالوها. والروح القدس في المولود من الله هو روح التبني الذي به يستطيع المؤمن أن يخاطب الله قائلاً: "يا أبا الآب" أي "يا بابا الآب".

3. شهادة اليقين برجاء الحياة

قبل أن يولد الإنسان ثانية لا رجاء له في الحياة الأبدية، فهو لا يعلم أين مصيره بعد الموت.. وإذا سألته: أين ستذهب بعد الموت؟ يقول: الله أعلم.

أما الفرد الذي وُلد من الله فعنده اليقين الكامل بأنه سيقضي أبديته في السماء في رحاب الله.

يقول بطرس الرسول: "مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي حَسَبَ رَحْمَتِهِ الْكَثِيرَةِ وَلَدَنَا ثَانِيَةً لِرَجَاءٍ حَيٍّ، بِقِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مِنَ الأَمْوَاتِ، لِمِيرَاثٍ لاَ يَفْنَى وَلاَ يَتَدَنَّسُ وَلاَ يَضْمَحِلُّ، مَحْفُوظٌ فِي السَّمَاوَاتِ لأَجْلِكُمْ، أَنْتُمُ الَّذِينَ بِقُوَّةِ اللهِ مَحْرُوسُونَ، بِإِيمَانٍ، لِخَلاَصٍ مُسْتَعَدٍّ أَنْ يُعْلَنَ فِي الزَّمَانِ الأَخِيرِ" (1بطرس 3:1-5).

Å  فالفرد المولود ثانية له رجاء حي في مصيره الأبدي "كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ" (1كورنثوس9:2).

Å والفرد المولود ثانية محفوظ بقوة الله، فلا يمكن أن يفقد خلاصه وهذا وعد يسوع المسيح الصادق الأمين: "خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي. وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي. أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ، وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي" (يوحنا 27:10-29).

فهل آمنت بيسوع المسيح ابن الله؟ وهل وُلدت ثانية من الله؟ وهل لك شهادة كلمة الله، وروح الله، ورجاء الحياة؟

آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص، واعرف جيداً أنه "َلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ" (أعمال 12:4). فليس في قدرة أي نبي أن يخلصك. لا موسى النبي ولا إيليا النبي ولا إشعياء النبي ولا أي نبي آخر. وبالإجمال لا يقدر أي نبي أن يهبك الميلاد الثاني إلا الرب يسوع المسيح وحده.

فآمِن به وارْكعْ أمامه مصلياً ليهبك الميلاد الثاني والحياة الأبدية.

المجموعة: 200909