حزيران (يونيو) 2005

من أعظم الحقائق الإلهية المعلنة في الكتاب المقدس هي: إن الله القدوس، القدير، المهوب، العظيم، هو إله محب. وأبرز صفاته الإلهية التي يعلنها كتاب العهد الجديد، هي المحبة. والرسول يوحنا لا يتكلم عن المحبة كإحدى صفات الله فحسب، بل يعتبرها جزء من كيانه الإلهي، إذ يقول: "الله محبة".

 

أما هدف هذه المحبة العظيمة، فهو الإنسان! أنت وأنا! فيا لها من حقيقة ساطعة بأن الله يحبني أنا! الله يحبك أنت!

صحيح أن الله القدوس يبغض شرورك، ولا يوافق على تصرفاتك الخاطئة، لكنه يحبك أنت! يحب نفسك الثمينة الخالدة!

فهو يحبك، بالرغم من تهاونك واستخفافك بالأمور الروحية! فلربما اختلقت لنفسك الأعذار بأنه ليس لديك متسع من الوقت للاهتمام بالدين، وقد قررت أن تُخرج الله من دائرة تفكيرك لتعيش على هواك، وتتفاعل طبيعياً مع نزواتك ورغباتك الجسدية دون رادع أو رقيب، ضارباً بعرض الحائط جميع القيم الروحية وكأن الله غير موجود! وبالرغم من ذلك، لا زال الله يحبك، ويريدك أن تبادله المحبة.

وهو يحبك، بالرغم من عصيانك وتمرّدك على وصاياه وشرائعه! فكم من عادات ذميمة وخصال سيئة، لا تتفق مع إرادة الله، تمارسها بفخر واعتزاز زعماً منك بأنك تواكب قافلة التقدم والرقي!! وكم من عبارات مبتذلة وألفاظ رخيصة تنطق بها شفتاك، قد نهاك الله عن التلفّظ بها قطعياً! وكم من تصرفات تصدر منك، تهين اسم الله! ومع كل هذا، إن الله بقلبه الكبير يحبك، ويطيل أناته عليك.

يحبك، رغم تصلبك وعنادك! فكم من فرص ذهبية رتبها الله ليسمعك فيها صوته العذب الحنون وأنت ترفض! ألا تذكر عندما كلمك أثناء المرض، وشعرت وقتئذ أنك بأمس الحاجة إليه؟ وربما وعدته أنك ستتوب عن الخطية إذا ما وهبك الصحة من جديد، لكنك قسّيت قلبك وحنثت بوعدك حالماً زال الألم وارتفع الخطر، ثم تصلبتَ ورفضت نعمته المقدمة لك مجاناً! فوق كل هذا، ثق إن الله يحبك، ولا زال يتعامل معك.

فمع كونك تتهاون وتستخف.. تعصى وتتمرد.. تتصلب وتعاند... وأحياناً تكفر وتلحد، تيقَّن بأن الله يحبك، ويعرض نعمته المجانية عليك.

فهو يحبك أنت! أنت بالذات! أنت شخصياً. فأنت واحد من العالم الذي أحبه الله وبذل ابنه الوحيد لأجل خلاصه.

تجاه محبته العظيمة يطلب الله منك أن:

×     تدرك، أنه مع كونه يحب نفسك الثمينة جداً، لكنه يمقت خطاياك التي أفسدت حياتك، وعطّلت الشركة بينك وبينه.

×     تختلي بنفسك في محضر الله، وتعترف له بخطاياك، فهو مستعد أن يغفرها ويطهرك من كل إثم.

×     تصمم على التوبة الحقيقية، وهي ترك الخطية وعدم الرجوع إليها مستعيناً بالمسيح يسوع الحي. فهو قادر أن يعينك وينصرك على التجارب.

×     ترسم هدفاً لحياتك الجديدة، وهو أن تقصد مجد الرب يسوع وتعمل إرادته كما هي معلنة في إنجيله المقدس.

وبما أنه يحبك، فهو يطلب منك أن تُقْبِل إليه الآن وترفع إليه قلبك قائلاً:

يا رب، ارحمني أنا الخاطئ طهّر قلبي بدم المسيح. وساعدني كي أقدّر محبتك.. وأحبك من كل قلبي.. باسم المسيح، آمين.

المجموعة: حزيران June 2005