أيار May 2005

اسم يسوع المسيح أحلى اسم في الوجود! اسم أنار الحياة والخلود!يسوع، اسم يعني السخاء والجود بل العطاء بلا حدود! يسوع وحده يستحق الولاء والعهود بل الخشوع والسجود. يسوع ما أجمله! وما أجوده! هو الاسم الحسن الذي تلتقي عنده أشواق المؤمنين، وتهتف له شفاه الأبناء المخلصين. فتمتلئ قلوبهم بحب ثمين وتضرع عيون نحوه بشوق دفين.

 

والمسيح قد اجتذب إليه ملايين البشر عبر السنين، فقد سبى القلوب وجذب العقول والنفوس لشخصه الكريم المبارك. إنه الشخص الوحيد الذي قسم التاريخ كله إلى قسمين: قبل الميلاد وبعد الميلاد. لم يؤسس المسيح جيشاً، ولا حمل سيفاً، لم يؤسس مملكه لكنه غزا القلوب بحبه وحنانه.. لم يمتلك قصراً أو عرشاً.. فقد ولد فقيراً في مذود مستعار، ومات ودفن في قبر مشين، وفي حياته لم يكن له أين يسند رأسه..  عاش بيننا، لكنه لم يعرف خطية..

جاع لكنه بكلمة أشبع الآلاف.. عطش لكن بتعاليمه روى ظمأ العطاش.. تعب لكنه أراح جميع المتعبين..

مات لكنه قام وانتصر فغلب المنون.

في صليبه أدهش الكثيرين إذ قالوا "حقاً كان هذا الإنسان ابن الله".

وإذا نظرنا إلى المسيح فسنجده أبرع جمالاً من كل بني البشر.. حلقه حلاوة وكله مشتهيات.

وقد تحدَّث إلينا كل الذين اختبروه وعرفوه.. قال بطرس: "أنت هو المسيح ابن الله الحي.. هذا هو الحجر الذي صار رأس الزاوية.. وليس بأحد غيره الخلاص".

قال يوحنا المعمدان: "لست مستحقاً أن أحلَّ سيور حذائه... هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم".

قال بولس الرسول: "لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح ذاك أفضل جداً".

قال يوحنا: "مستحق هو الخروف المذبوح أن يأخذ القدرة والغنى والحكمة والكرامة".

وقال المسيح عن نفسه: "أنا هو الباب.. أنا هو الطريق والحق والحياة.. أنا هو الخبز الحي.. أنا هو الماء الحي.. أنا هو القيامة والحياة.. أنا هو الراعي الصالح“.

وحريّ بنا أن نتأمل في عدة أمور بها يجذبنا المسيح:

1- محبته العجيبة

يقول الكتاب: "كنت أجذبهم بحبال البشر بربط المحبة"، ”ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه“، "فالمسيح مر بنا وإذ زماننا زمن الحب، فتجسّد ومات من أجلنا.. لذلك نحن نحبه لأنه هو أحبنا أولاً بمحبة فائقة المعرفة.. فمن ”سيفصلنا عن محبة المسيح.. أشده أم ضيق أم اضطهاد أم جوع أم عري أم خطر أم سيف“.

ومحبة الله ظهرت في أمثلة كثيرة في الكتاب المقدس، منها مثل ما جاء في لوقا 15 عن الابن الضال الذي تاه في الكورة البعيدة، الذي استقبله أبوه استقبالاً رائعاً، فوقع على  عنقه وقبَّله وأعاده لبيت الآب. أما أعظم مثل عن الحب هو الصليب.. فالجنب المطعون، والرأس المجروح، والدم المسفوك هي دلالات الحب العظيم وعلامات الفداء الكريم.

2- عنايته الفريدة

يقول الكتاب: "ملقين كل همكم عليه لأنه هو يعتني بكم"، فنحن ”بقوة الله محروسون“، يصوننا كحدقة العين" (تثنية 10:32)، نقشنا على كفِّه (إشعياء 16:94)، فصرنا لحماً من لحمه وعظماً من عظامه.. إنه لا ينعس ولا ينام حافظنا.. بل حتى شعور رؤوسنا جميعها محصاة.. فقد سيَّج حولنا وحول كل ما لنا.. ذلك لأنه يعتني بها فكيف ينسانا؟

عزيزي القارئ، ألا تذكر عناية قد حاصرتك، وحراسة إلهية قد حفظتك من أخطار قد واجهتك في أرض الغربة؟

3-  أمانته المجيدة

الله أمين لا يقدر أن ينكر نفسه. والرب ”يسوع المسيح هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد“. إن العالم من حولنا متغيِّر، ومتقلب، لكن الله آمين معنا إلى النهاية.

4- إحساناته العديدة

قال النبي داود في مزمور 103: "باركي يا نفسي الرب ولا تنسي كل حسناته. الذي يفدي من الحفرة حياتك الذي يكللك بالرحمة والرأفة. الذي يشبع بالخير عمرك ميتجدّد مثل النسر شبابك“. "مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح الذي باركنا بكل بركة روحية في السماويات“. وباركنا ببركات زمنية أيضاً، فهو يفتح يده فيشبع كل حي رضى.

عزيزي القارئ، ألا تتذكر البركات التي باركك بها منذ قدومك لأمريكا؟ ألا تهتف مع يعقوب: "صغير أنا عن جميع ألطافك [يا رب] وجميع الأمانة التي صنعت إلى عبدك".

5- مواعيده الأكيدة

إن مواعيد الله العظمى والثمينة هي شيكات على بنك الإيمان.. قال المسيح: "اسألوا تعطوا. اطلبوا تجدوا. اقرعوا يُفتح لكم“، سلاماً أترك لكم. سلامي أعطيكم“. ومكتوب: ”لأن الذي وعد هو أمين“، فهل نتمسك بوعود الله العظمى والثمينة؟

6- تعاليمه السديدة

هتفت يوماً امرأة حين سمعت تعاليم المسيح: "طوبى للبطن الذي حملك والثديين اللذين رضعتهما“. وذات يوم ذهب الجنود ليقبضوا عليه فقبض هو على قلوبهم بتعاليمه السامية، فقالوا: ”لم يتكلم قط إنسان هكذا مثل هذا الإنسان“.

قال النبي داود: "سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي"، وقال أيضاً: "فتح كلامك ينير يعقِّل الجهال. بوصاياك أتلذذ لأنها أحلى من العسل وقطر الشهاد". ويقول الرب نفسه: "طوبى للإنسان الذي يسمع لي.. لأن من يجدني يجد الحياة".

عزيزي القارئ، اقرأ تعاليم المسيح لأنها نور لسبيلنا وسراج لأرجلنا.

7- تدبيراته الحكيمة

"ما أعظم أعمالك يا رب كلها بحكمة صنعت“، ”لأنه كما علت السموات عن الأرض هكذا علت طرقي عن طرقكم أفكاري عن أفكاركم". عندما يسمح الرب بالتجربة يضع معها المنفذ. سمح ليوسف الصديق بالسجن ثم رفعه إلى العرش، وسمح لموسى أن يُلقى في النيل وأعطاه جمالاً لتلتقطه ابنة فرعون، لكي يتربّى في القصر. ”ونحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله“.

وبعد - عزيزي القارئ - هذا هو يسوع المسيح الذي نؤمن به.. يسوع حب جارف وقلب دافئ. يسوع حنان شامل وإحسان غامر.. فهل تُقبـِل إليه طالباً المغفرة والتوبة لكي تُمحى خطاياك وذنوبك في صليبه؟ هل تتعرَّف عليه وتقرأ كتابه؟ هل تقول له أحبك يا رب يا قوتي؟ فأنت سيدي خيري لا شيء غيرك. من لي في السماء ومعك لا أريد شيئاً في الأرض؟

المجموعة: أيار May 2005