أيلول (سبتمبر) 2005

الجهاد في المسيحية ليس في الدفاع عن الله، لأن الله شديد القدرة ولا يحتاج إلى من يدافع عنه أو إلى من يستشهد في سبيله.. الله لا يحتاج إلى من يساومه بأعمال حسنة ظناً منه بأن الحسنات يُذهبن السيئات. فهو إله عادل لا يتواطأ مع الخطية التي لها عقاب شديد.. ومهما جاهد الإنسان في سبيل الله لا يستطيع أن يكمل إطاعة وصايا الله. لكنه يريد أن يسترضي الله ويعبده.. فيقول: ”ليس إله آخر إلا واحداً“ (1كورنثوس 33:14).. يدّعي بأنه يعبد الإله الواحد بينما قلبه متعلّق بآلهة كثيرة ينحني لها فتسلبه إرادته وتقوده إلى العصيان.

 

تقول كلمة الله المقدسة بأنه يكمن في طبيعة الإنسان ما يفسد عبادته لله وهي صفة ”الطمع الذي هو عبادة الأوثان“ (كولوسي 5:3). هذا يعني بأن كل ما يطمع إليه الإنسان مثل: التعلّق بتحصيل المال بطرق مشروعة أو غير مشروعة، أو الإدمان على الخمور والمخدرات، أو كل ما يتعلّق بالشهوات الجنسية والأفلام الخليعة، أو التعلّق بالممتلكات، أو التعلّق بالمراكز والشهرة، أو الاهتمام الزائد بالذات، أو التعلّق بأي شيء غير الله... كل هذه هي عبادة أوثان. وكل إنسان يقول: ”أنا لا أعبد إلهاً آخر إلا الله“ وقلبه متعلّق بهذه الأوثان هو منافق! وجهاده يشوبه النفاق. إذاً، الجميع منافقون، والجميع ”هم في الموازين إلى فوق“، ”الجميع زاغوا وفسدوا معاً. ليس من يعمل صلاحاً ليس ولا واحد“!

إذاً من يستطيع حقاً أن يعبد الله؟!

يختلف الجهاد في حياة المؤمن المسيحي عن غيره من الناس بأنه ينحصر أساساً في الإيمان بشخص المسيح الحي وفدائه الذي يستطيع أن يخلِّص من الخطية إلى التمام. تقول كلمة الله في الرسالة إلى العبرانيين 1:12-2 ”ولنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمّله يسوع“. فالحياة المسيحية تبدأ بالإيمان بالمسيح.. ”فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح“ (رومية 1:5).. وتستمر بالإيمان به.. ”فكما قبلتم المسيح يسوع الرب اسلكوا فيه“ (كولوسي 6:2)، ”لأن الله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا من أجل المسرة“. إذاً، الإيمان بالمسيح وعمله الفدائي هو سرّ المعجزة التي تولّد فينا الرغبة والإرادة والعمل. من أجل ذلك تناشدنا كلمة الله بأن الجهاد الموضوع أمامنا هو النظر المستمر بعين الإيمان إلى المسيح الذي به وحده نتمكن من أن نحيا حياة مسيحية حقيقية ومنتصرة.

المجموعة: أيلول September 2005