حزيران (يونيو) 2006

العالم اليوم أحوج ما يكون إلى رسالة المسيح، ومسؤولية المسيحيين من نحو ذلك أعظم من أي وقت مضى!!

 

 لم يواجه جيلٌ مسؤولية توصيل الإنجيل إلى العالم كما يواجهها جيلنا الحاضر. فقد قال داود لفنجستون: ”كلما اكتشف الجغرافيون رقعة أرض جديدة، زادت مسؤولية المسيحيين في توصيل الإنجيل إليها“. ولا توجد اليوم رقعة مأهولة في أرضنا لم تُستكشف... كما صار من السهل علينا أن ننفذ أمر المسيح: ”اذهبوا إلى العالم أجمع“. فإن المواصلات الحديثة جعلت هذا ممكناً وسهلاً!

إننا نعيش في أرض تدور فيها معركة بين الظلمة ورئيس السلام، ولا نستطيع أن نقف على الحياد، لأننا ملزمون أن نعمل كل ما في وسعنا لنتوج المسيح رباً على الكل.

العالم في حيرة

 عالمنا اليوم يزيد في العدد زيادة ضخمة، ولكن الكروب والمنازعات تركته فريسة الأسى والحزن، كما أن الفقر والمرض يهددان كيان معظم ساكنيه.. والعالم اليوم يزيد خوفه كلما زادت مخترعات الدمار الحديثة. والعالم القلق يبحث عن الحق، ويطلب القيامة والحياة.. فهو يحتاج إلى رسالة المسيح أكثر من أي وقت مضى!

نعم إن عدد مسيحيي كوريا اليوم أكثر من عدد  كل المسيحيين الذين كانوا في الإمبراطورية الرومانية القديمة. كما أنك تستطيع أن تخترق قارة أفريقيا من المحيط الأطلنطي إلى المحيط الهندي وأنت تقضي كل ليلة في مبنى إرسالية مسيحية.. وقد تحير كثيرون من المسيحيين بالاسم في أفريقيا حين وجدوا آكلة لحوم البشر السابقين يقدمون لهم  رسالة الإنجيل.. والكنيسة اليوم ترفع صليبها عالياً في كل بقاع العالم... غير أن كل هذا لا يجب أن ينسينا أن صورة العالم اليوم قاتمة، وأن أماكن كثيرة تحتاج إلى من يحمل إليها الرسالة المقدسة، كما أن أقطاراً كثيرة تغلق أبوابها في طريق تعاليم المسيح!

المسيح هو الجواب

والحافز الأعظم لتوصيل رسالة المسيح إلى العالم هو أمره العظيم ”اذهبوا إلى العالم أجمع“.. ونحن نذهب لنشر الإنجيل حتى يخلص الخطاة من الخطية الآسرة فيختبروا حرية مجد أولاد الله، فإن المسيح هو جواب حاجات النفس البشرية.

 قد يقول البعض إن الإنجيل هو مصدر النور والديمقراطية، وقد يقول آخرون إن الإنجيل يقوّي حياة الدول الاجتماعية، وقد نسمع فريقاً ينادي بأن الإنجيل هو الدليل المعصوم إلى تقدم العالم المادي... ولكن هذه كلها أسباب ثانوية لنشر الإنجيل، فإن الغرض الأساسي من نشره هو خلاص الفرد من الخطية حين يفتح قلبه للمسيح، ويقبله مخلصاً شخصياً.

وقد قدّم بولس الرسول في حياته خير تفسير لأمر المسيح: ”اذهبوا إلى العالم أجمع“ حين قطع مئات الأميال وتحمّل من الصعوبات ما كان ممكناً أن يفشّله، وقد جعل شعاره: ”ويل لي إن كنت لا أبشر“. وهو يشعر أن خفة ضيقته الوقتية تنشئ له أكثر فأكثر ثقل مجد أبدي... بل أنت تراه يهتم بالأمور الروحية بصورة جعلته ينسى كل شيء إلا توصيل الحق الإلهي، فتسمعه يعظ فيلكس عن الأمور الروحية حتى يرتعب الوالي أمامه... وهذا راجع إلى أن بولس عرف أن رسالة المسيح هي الجواب الوحيد لمشاكل الناس كلها، ولا عجب فإنه: ”هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية“.

أنت والرسالة

وينبغي أن يشعر المسيحيون الغيورون اليوم أن يوم الرب قريب، وأن الوقت مقصّر، فإن العالم اليوم في مرارة المر ورباط الظلم، وأنت تعرف طريق الحياة، فلماذا تقف ساكتاً؟

أبذل من ذات نفسك حتى تصل رسالة النور إلى الساكنين في الظلام.

المجموعة: 200606