كانون الأول (ديسمبر) 2007

توجهت إلى أحد الحكماء أسأله عما يدهش في تصرفات الناس، فأجابني: "الناس يملون  الطفولة، ويستعجلون سنوات الكبر، غير أنهم يعودون ويتوقون ليعودوا أطفالاً ثانية. تلك الطفولة التي اعتبرها الرب يسوع عتبة هامة لدخول الملكوت. وهم يبددون صحتهم في سبيل جمع المال وتكديس الثروات، ثم ينفقون المال في سبيل استرجاع صحتهم وهم يفكرون في المستقبل وينسون الحاضر، فلا يعيشون الحاضر ولا المستقبل. ويعيشون كما لو أنهم لن  يموتوا  أبداً. ويموتون كما لو أنهم لم يعيشوا أبداً. ويبحثون عن السعادة في حطام الدنيا  فلا يجدونها. لكن قد يعثرون عليها بعد فوات الأوان في داخلهم..

 

ثم سألت عما يتوجّب على الناس أن يتعلموا، فأجاب:

·        "ينبغي لهم أن يتعلموا أن الإنسان الأغنى والأسعد ليس من يملك الأكثر، بل من يحتاج إلى الأقلّ. ليس من ينام على الريش وغيره يفترش  الغبراء. ليس من يسكن القصور وسواه ينام على الأرصفة..

·        "أن يتعلموا التسامح  والمغفرة.

·        "أن يتعلموا أنهم لا يستطيعون حمل الناس على محبتهم، بل أن يجعلوا أنفسهم محبوبين، لأنهم محبوبون ومحط ثقة الناس.

·        "أن يتعلموا أن الجراح التي يسبّبونها في دقائق، قد لا تبرئها الحياة لسنوات.

·        "أن يتعلموا أن ثمة أشخاص يحبونهم جداً وإن كانوا لم يتقنوا فن التعبير عن مشاعرهم الدفينة.. قد يخسرون  صداقة الناس لمجرد افتقارهم إلى لباقة التعبير.

·        "أن يتعلموا أنه يمكن أن ينظر شخصان إلى هدف واحد، ولكن من  زاوية مختلفة. فتتناقض الآراء وتتضارب التوجهات من دون قصد... ولكن الواقع يقول أن آراءهما التي تبدو متضاربة، قد تكمل - في الواقع - بعضها بعضاً.."

·        أن يتعلموا أنه لا يكفي أن يسامح الناس بعضهم بعضاً.  بل أن يتعدى ذلك إلى  مسامحة أنفسهم بنفس القدر، كيلا يعيش الناس أبداً عقدة الذنب  المدمرة. بذلك فقط تكون حياتك موفورة الصحة وكأسك مترعة... نتمنى لكم أوقاتاً طيبة.

المجموعة: 200712