حزيران (يونيو) 2007

كثيراً ما نشاهد الغيرة بين الشبان والشابات في المظاهر الخارجية

والأمور الاجتماعية. وأحياناً - للأسف - نجد هذه الغيرة بين بعض المؤمنين وبعض الخدام متمثلة في محبة الذات، والرغبة في الظهور في المقدمة، والخدمة طلباً للمديح ولفت الأنظار.

 

والبعض لهم غيرة جسدية، فيخدمون لكن خدمتهم بلا ثمر، وكثيراً ما تجلب الإهانة لاسم الرب. وقد تكون هذه الغيرة قاسية فتنفّر الآخرين وتعثرهم بدلاً من أن تأتي بهم للرب. هذه الغيرة الجسدية يذمّها الروح القدس: ”وأعمال الجسد ظاهرة التي هي: زنى، عهارة، نجاسة... خصام، غيرة، سخط، تحزّب...“ (غلاطية 19:5-20).

لكن هناك غيرة روحية نافعة للخدمة. مثالها الأعظم الرب يسوع المسيح، وهذه الغيرة هي على المؤمنين الذين هم بيت الرب أو أولاده. ”غيرة بيتك أكلتني“. الغيرة قاسية كالهاوية، لهيبها نار لظى الرب“.

ما أمجد أن تكون لنا غيرة للرب فتلتهب قلوبنا بالأشواق المقدسة لخدمته وربح النفوس للملكوت. لقد كانت للرسول بولس هذه الغيرة حتى قال: ”فإني أغار عليكم غيرة الله“ (2كورنثوس 2:11). لذلك اتسعت خدمته وأثمرت ”بقوة آيات وعجائب، بقوة روح الله. حتى إني من أورشليم وما حولها إلى إِلليريكون، قد أكملت التبشير بإنجيل المسيح“ (رومية 19:15).

وهناك الغيرة لأجل خير المؤمنين وفائدتهم، حيث يحثنا الرسول بولس أن تكون لنا غيرة في الحسنى ”حسنة هي الغيرة في الحسنى كل حين“ (غلاطية 18:4). ويذكرنا بغرض الرب من فدائنا ”الذي بذل نفسه لأجلنا، لكي يفدينا من كل إثم، ويطهر لنفسه شعباً خاصاً غيوراً في أعمال حسنة“ (تيطس 14:2).

أختي، أخي، لنفحص غيرتنا، هل هي غيرة جسدية، أم هي غيرة لله؟ ولنطلب من الرب المزيد من الغيرة المقدسة.

المجموعة: 200706