أمَّـاهُ يا نوراً مشعاً

في حنايا الظلامْ

ويا ضوءاً برّاقاً

في زوايا الأيامْ

ويا بهاءً لامعاً

يكشفُ خبايا نفسيَ المنسيَّة...

***

أمـاهُ نورُكِ عمَّ المكانْ

فأنارَ فيَّ القلب والوجدانْ

سطعَ فأضاءَ العقلَ والكيانْ

وأغدقَ عليَّ بالبَيانْ

يَسري مع جَريانِ عروقيَ البشريَّة...

***

أماهُ نورُكِ قبَسٌ من نورِهِ العجيبْ

شعَّ في قلبك فأضاءَهُ الحبيبْ

فمشيتِ في دربكِ المُهيبْ

خلفَ يسوعَ الذي صارَ لكِ النصيبْ

ونعمَ لكِ يا أماهُ هذه التبعيَّة...

***

أمـاهُ أنتِ المصباحُ المنيرْ

الذي مَنَّ علينا بهِ القديرْ

فقُمتِ بأداءِ دوركِ الكبيرْ

وتنعَّمتِ بعدها بعينِ القريرْ

فمرحى لي ولإخوتي بهذه العطيَّة...

أمـاهُ، نورُك أضاءَ الشعلة فيَّ

فصرتُ أنا منارةً مرئيةْ

تَهدي نفوس الضالين في الخطيَّةْ

وتردُّ الناسَ عن مشيئتهم الجسديَّة

عساهم يدركون هذه النعمةَ الغنية...

***

فالله أشكرُ يا أمــاهُ

على حنانك وحبِّك والرعايةْ

على عطفِكِ وسَهَرِِك والعنايةْ

على بسمتك المشرقة الراضيةْ

على بساطةِ إيمانك الساميةْ

وعلى ثباتِك في الشدائد يا غاليةْ

وما أحلى اقتفاءَ آثارِِك يا هنيَّةْ

***

وأنتِ الآن في محنةِ المرض والألمْ

أعبِّرُ لكِ عن حبِّيَ الأكبرْ والأعظمْ

وأتضرَّعُ إلى الإلهِ الأكرمْ

لكي يُنعِمَ عليكِ بالشفاءِ الأعمّْ

ويهبَكِ من قلبِه الأرحمْ

ويمنحَكِ سلاماً بواسطة روحهِ القدسيَّةْ...