تشرين الأول (أكتوبر) 2007

مما لا شك فيه أن الإنسان الذي أثبت جدارته في تخطّي صعوبات عديدة ومشاكل شتى يقف اليوم حائراً أمام نفسه، تعتمل فيه ظروف تؤدي به إلى اليأس؛ وكثيراً من الأحيان إلى الضلال. ذلك أن الإنسان الذي تطلّع طيلة العصور الماضية إلى خارج نفسه، محاولاً اكتشاف مظاهر الكون وتفسيرها، قد نجح إلى حدّ بعيد في مجالات العلم والتكنولوجيا، حتى أصبح يعيش في عصر يُعتبر عصر الرفاهية والراحة... هذا الإنسان، رغم كل ذلك وقف حائراً أمام نفسه!

 

لكن الإنسان، بعد أن أخذ يتطلع إلى هذه النفس محاولاً الغوص في أعماقها لمعرفة ما تنطوي عليه هذه الذات من عناصر وقيم، فشل في إدراك ما يقود إلى إسعادها، ولم يستطع أن يحقق شيئاً حتى الآن... هذا هو سبب القلق النفسي.. إذ يقف عاجزاً أمام ذاته وهو يدرك ما تنطوي عليه هذه الذات وما بداخلها من انفعالات وأحاسيس.

والجواب لهذا القلق، وسط ظروف حالكة ومصير مجهول، يقف الإنسان أمام خيارين لا ثالث لهما: إما الاعتماد على مظاهر تؤدي به إلى يأس قاتل وخنوع، أو التوجّه إلى الخالق القدير لقولبة هذه النفس حسب المثال السماوي الذي هو الرب يسوع المسيح فتتحقق فيها السعادة الحقيقية. ولا شك أن الخيار الثاني هو الخيار الصائب لأنه وحده الطريق السليم إلى السعادة الدائمة والفرح الأصيل والحياة الأبدية.

نعم، إن الكتاب المقدس يشير إلى كل إنسان، بأن سعادته تنبع من الداخل بعد مصالحته مع الرب وأن الطريق السليم هو التسليم لمن هو الطريق والحق والحياة.

 فإلى ذلك الشخص الوحيد الفريد.. إليه وجّه نظرك، وله سلّم قلبك، فهو وحده القادر أن يمنحك سعادة وفرحاً وسلاماً، ويضعك في الطريق السليم.

المجموعة: 200710