تشرين الثاني (نوفمبر) 2008

عن ”كنيسة هيوستن العربية للمسيح“ و”الجمعية الطبّية للمسيح في الشرق الأوسط“
إلى المجد... يا أيّها الطبيب الحبيب ...
يا من سبيت قلوبنا بِحُبِ فاديك، اسمح لنا أن نودّعك بدموع المحبّة من عبر البحار. وإن كنّا لن نحزن كالباقين الذين لا رجاء لهم، لكننا سنشتاق إليك لأنك شوّقت نفوسنا إلى ذاك "الذي أحبّنا وقد غسّلنا من خطايانا بدمه" (رؤيا 5:1).


بعدما استخدمك السيّد لسنين طويلة لتربح النفوس وتعطشها إلى الاقتراب  من الرب، ها أنت تذهب بمجدٍ لتكون مع من أحبك ومن أحببت. "فذاك أفضلُ جداً" "إذ تُسرُّ بالأولى أن تتغرّب عن الجسد وتستوطن عند الرب (2كورنثوس 8:5).
يا حبيب القلب لا يوجد أروع وأحلى من مواعظ النعمة التي أعطاك إياها الرب سوى حياتك. فمن "ملئه أخذت نعمة فوق نعمة" (يوحنا 16:1) فكانت حياتك قدوة للمؤمنين وبفضل نعمته "رسالة المسيح المكتوبة في قلوبنا معروفة ومقروءة من جميع الناس".
أحببناك كثيراً لأنّك كنت وستبقى قطعة من المسيح فيك شبه ذاك الذي أحبّك وأحبّنا بوداعة الحكمة التي من فوق "وهي أولاً طاهرة ثم مسالمة مترفقة مذعنة مملوءة رحمة وأثماراً صالحة عديمة الريب والرياء" (يعقوب  17:3).
اسمح لنا أن نبكيك لا بدموع الحزن بل بدموع الإيمان والرجاء والمحبّة، بدموع السيّد حين بكى على التلميذ الذي كان يحبّه (يوحنا 35:11) لأنك كنت وستبقى هو الطبيب الحبيب الأبيض الذي كان يحمل دواء الخلاص بإنجيل المسيح لتبشر المساكين وبنعمته تشفي منكسري القلوب.
تَعِبَ قلبُك يا أيها الطبيب الطاهر لأنك حملت النفوس كلَّها في قلبك المتّسِع تماما كما كان يفعل سيّدك. من مشارق الأرض، من أرض مصر الحبيبة إلى جبال لبنان ووادي الأردن. من الخليج العربي إلى مغارب الأرض في أوربا وكندا وأمريكا وأستراليا.
وما أكبر قلبك الذي ملأتُهُ نعمة الحبيب ومحبة الرب يسوع فأحببتَ من قلبٍ طاهرٍ بشدّة (1بطرس 22:1).
وإلى أن نلتقي عن قريب سنعاهد ذاك الذي أحبك وأعطانا إيّاك كهديّة محبة. سنعاهِدُ الطبيب الأعظم بتكريسٍ أعمق وإصرارٍ أصدق بأن نكمل بفضل نعمتِهِ ما قد بدأ الرب في حياتك فنخبرُ بفضائلِ الذي دعانا من الظلمة إلى نوره العجيب (1بطرس 9:2).
وفي غيابك ستمتد أيادي الآلاف لترفع اسم المسيح ومشعل الإنجيل عاليا. ستمتد أيدينا من عبر البحار لتعانق إخوتك في الرب لكي نقف بمحبة ووقار بقرب والدتك الفاضلة وزوجتك المباركة والحنونة الدكتورة هالة وأحباء قلوبنا، خدام الرب الأفاضل الدكتور ماهر والأخ موريس.
سنشتاق إليك وسيزداد شوقنا بأن نلقاك عن قريب مع ذاك الذي أحبّنا وتُحبّه نفوسنا.
إلى المجد يا مجدي، يا أيّها الأخ الحبيب.

المجموعة: 200811