تشرين الأول (أكتوبر) 2008

هل تحتاج إلى معونة؟ إنه يقدر أن يعينك
¨       هل طرقك مستقيمة؟ أم أنك تخشى يوم الحساب؟
 هلا توقّفت قليلاً وراقبت الناس من حولك؟!


إن البشر يلهثون وراء المال والنجاح والشهرة. أيديهم ملآنة بالذهب والفضة، منازلهم عامرة بالتحف والأثاث ولكن قلوبهم خاوية من السلام، بيوتهم تفتقد السعادة والشعور بالأمان. يسخّرون العلم لراحتهم فيسقطون صرعى التوتر والقلق وضحايا السرطان وأمراض القلب.
إنهم تعساء، خائفين، مرتعبين وفي حاجة روحية شديدة.
قلوب خادعة
باع أولاد يعقوب أخاهم يوسف الصدّيق بسبب غيرتهم منه وكراهيتهم له. كما أنهم خدعوا أباهم مدّعين أن ذئباً قد افترسه.
ولقد قصد الله بيوسف خيراً، وقد توهّم إخوته أنه الشر. فقد رفعه الله وأصبح هو الرجل الثاني - بعد فرعون - على كل أرض مصر. ومرّت السنون ومَثل إخوة يوسف أمام أخيهم عندما اضطرهم الجوع أن يرتحلوا إلى أرضه، لكنهم لم يعرفوه أما هو فعرفهم.
سأل يوسف إخوته: ”هل أنتم جواسيس؟“
فأجابوه دون تردّد: ”نحن رجال أمناء، ليس عبيدك جواسيس“.
عرف يوسف أنهم ليسوا أمناء، فقد ذاق مما أضمرت قلوبهم الخادعة من حقد وكراهية.
وعندما ضيّق يوسف على إخوته بالأسئلة، أدركوا جرمهم. فما فعلوه بأخيهم أزعج ضمائرهم حتى أنهم قالوا بعضهم لبعض: ”هذا ذنب أخينا“.
لكن ماذا باستطاعتهم أن يفعلوا بعدما تكشّفت لهم قلوبهم؟ إلى من يذهبون وكيف يرجعون عن أعمالهم الشريرة؟
لقد اعترفوا بخطاياهم ليوسف عندما أعلن نفسه لهم وسألوه صفحه وغفرانه. لم يقابل يوسف الشر بالشر، فقد قصد الله أن يكون هو منقذاً لكل الذين كرهوه من الجوع والفناء. لقد تعاطف يوسف مع إخوته وهيّأ لهم أن يشتركوا معه في مجده، فكان فرحهم عظيماً!
الحاجة إليه
أليست هذه هي قصتي وقصتك يا عزيزي القارئ الكريم؟
فكثيراً ما نشبه إخوة يوسف.. نتقدّم إلى الله ونحن لا نعرفه. ونطلب ”قمحاً“ أو ”سلاماً“ ونعتقد أننا أمناء ومستقيمون ونحن نعرف حقيقة قلوبنا التي تكره وتخدع وتحقد. فنفوسنا أمّارة بالسوء لأن نبع القلب قد فسد بفعل عصيان آدم - أبونا الأول -  وتمرّده على الله.. وورثنا عنه هذا القلب الفاسد.
إن الرب يسوع المسيح - الله الذي صار في الجسد - هو الكفارة عن خطايانا. فقد صُلب ليرفع عنا عار خطية التمرّد على الله. لقد صلبه الإنسان، لكن الله رفعه وجعله رأساً للجميع.
الله فاحص القلوب والكلى، يكشف أعماق قلبك الخاطئ، فلا تزعم مثل إخوة يوسف أنك بار وأمين ومستقيم.
لا تنتظر إلى يوم الحساب. اذهب إلى الرب يسوع المسيح الآن. إنه يريد أن ينقذك من قلبك الشرير فتختبر سلام الله الذي يفوق كل عقل.
هلا شاركتني هذه الصلاة.. صلاة الخاطئ:
يا رب.. ارحمني أنا الخاطئ. أؤمن بيسوع المسيح. الله الذي صار جسداً. أثق فيه وألجأ إليه.. فبرحمته أحيا وبمحبته أنجو من الذنب والمعصية، آمين“.

المجموعة: 200810