نيسان April 2010

أذكر في بداية هذه الرسالة آيتين من الكتاب المقدس:

الأولى: "وَلكِنِ الآنَ قَدْ قَامَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَصَارَ بَاكُورَةَ الرَّاقِدِينَ" (1كو20:15).

الثانية: "مُنْتَظِرِينَ الرَّجَاءَ الْمُبَارَكَ وَظُهُورَ مَجْدِ اللهِ الْعَظِيمِ وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ" (تيطس 13:2).

 
أمران جوهريان أعلنا حقيقة المسيح

الأمر الأول: عصمته عن الخطية

فالمسيح "لم يعرف خطية" (2كورنثوس 21:5)، ولم "يفعل خطية" (1بطرس 22:2)، "وليس فيه خطية" (1يوحنا 5:3).

هو إذاً كامل الصلاح، و"ليس أحد صالحاً إلا واحد وهو الله" (مرقس 18:10). وقد تحدى المسيح اليهود الذين أحاطوا به قائلاً: "مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي عَلَى خَطِيَّةٍ؟" (يوحنا 46:8).. ولم يجسر أحد أن يشير إليه بإصبع اتهام.. لم يطلب الغفران قط؛ فهو يقف شامخاً بين الأنبياء! فموسى أخطأ وحرمته خطيته من دخول أرض كنعان، وسليمان أخطأ "وَكَانَ فِي زَمَانِ شَيْخُوخَةِ سُلَيْمَانَ أَنَّ نِسَاءَهُ أَمَلْنَ قَلْبَهُ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى، وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ كَامِلاً مَعَ الرَّبِّ" (1ملوك 4:11)، ويونان أخطأ إذ حاول الهرب إلى ترشيش من وجه الرب (يونان 3:1)... أما يسوع المسيح فقد كان معصوماً تماماً عن الخطية... وعصمته عن الخطية تعلن أنه "ابن الله".

الأمر الثاني: قيامته من الأموات

قيامة المسيح من الأموات، وعدم خضوعه للموت بعد قيامته برهان لا يقبل الجدل على أنه "ابن الله". ويؤكد بولس الرسول هذه الحقيقة بكلماته: "بُولُسُ، عَبْدٌ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، الْمَدْعُوُّ رَسُولاً، الْمُفْرَزُ لإِنْجِيلِ اللهِ، الَّذِي سَبَقَ فَوَعَدَ بِهِ بِأَنْبِيَائِهِ فِي الْكُتُبِ الْمُقَدَّسَةِ، عَنِ ابْنِهِ. الَّذِي صَارَ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ مِنْ جِهَةِ الْجَسَدِ، وَتَعَيَّنَ ابْنَ اللهِ بِقُوَّةٍ مِنْ جِهَةِ رُوحِ الْقَدَاسَةِ، بِالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ: يَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا" (رومية 1:1-4).

جميع الأنبياء ماتوا، وانتهت حياتهم بموتهم. أما يسوع المسيح فقد قام منتصراً على الموت.. وقيامته الظافرة أعلنت حقيقة لاهوته.

وقد رسم بولس الرسول ثلاث صور لقيامة المسيح:

 

 الصورة الأولى: صورة حزينة قاتمة، صوّر فيها النتائج الرهيبة: "إن لم يكن المسيح قد قام..."

النتيجة الأولى، أنه لا رجاء في قيامة الأموات إن لم يكن المسيح قد قام... "وَلكِنْ إِنْ كَانَ الْمَسِيحُ يُكْرَزُ بِهِ أَنَّهُ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ، فَكَيْفَ يَقُولُ قَوْمٌ بَيْنَكُمْ إِنْ لَيْسَ قِيَامَةُ أَمْوَاتٍ؟ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ قِيَامَةُ أَمْوَاتٍ فَلاَ يَكُونُ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ!" (1كورنثوس 12:15-13).

النتيجة الثانية: هو بطلان كرازة الرسل، وبطلان إيمان المؤمنين بهذه الكرازة "وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ، فَبَاطِلَةٌ كِرَازَتُنَا وَبَاطِلٌ أَيْضًا إِيمَانُكُمْ" (1كورنثوس 14:15). ويقيناً أن الإيمان المؤسس على الباطل هو باطل... هذا منطق ينطبق على أي دين وأي عقيدة وأي تعليم.

النتيجة الثالثة: هي أن شهادة الرسل عن صلب المسيح، ودفنه، وقيامته شهادة زور. وهذه كلمات بولس الرسول: "وَنُوجَدُ نَحْنُ أَيْضًا شُهُودَ زُورٍ للهِ، لأَنَّنَا شَهِدْنَا مِنْ جِهَةِ اللهِ أَنَّهُ أَقَامَ الْمَسِيحَ وَهُوَ لَمْ يُقِمْهُ، إِنْ كَانَ الْمَوْتى لاَ يَقُومُونَ" (1كورنثوس 15:15).

لكن التاريخ يشهد أن رسل المسيح الذين نادوا بصلبه ودفنه وقيامته ختموا شهادتهم باستشهادهم، وليس من المنطق أن يموت أحد لأجل أكذوبة نادى بها.

النتيجة الرابعة: إن الذين آمنوا بأن المسيح قام، وهو لم يقم هم بعد في خطاياهم "وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ، فَبَاطِلٌ إِيمَانُكُمْ. أَنْتُمْ بَعْدُ فِي خَطَايَاكُمْ!" (1كورنثوس 17:15)، ذلك لأن المسيح "أُسْلِمَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا وَأُقِيمَ لأَجْلِ تَبْرِيرِنَا" (رومية 25:4). فبغير قيامته لا تبرير للمؤمنين.

النتيجة الخامسة: إن لم يكن المسيح قد قام "إِذًا الَّذِينَ رَقَدُوا فِي الْمَسِيحِ أَيْضًا هَلَكُوا!" (1كورنثوس 18:15).

النتيجة السادسة: هي شقاء المؤمنين في هذه الحياة "إِنْ كَانَ لَنَا فِي هذِهِ الْحَيَاةِ فَقَطْ رَجَاءٌ فِي الْمَسِيحِ، فَإِنَّنَا أَشْقَى جَمِيعِ النَّاسِ"
(1كورنثوس 19:15).

أي سواد أكثر من هذا السواد، وأي قيمة للحياة... وللتضحيات التي يضحي بها المؤمنون بيسوع المسيح إن لم تكن هناك قيامة من الأموات؟

وبعبارة أخرى، إن لم يكن المسيح قد قام، فالحياة تصبح بلا رجاء.

 

الصورة الثانية هي صورة روعة الانتصار، هي صورة يسوع المسيح الذي قام من الأموات

المسيح الذي ارتضى باختياره أن يضع نفسه، ويموت موت الصليب، قام من الأموات منتصراً على الموت... وخرج من قبره، والقبر مُغلق، والحرس حوله، وباب القبر مختوم بختم الدولة الرومانية، وقد نزل ملاك الرب ودحرج الحجر عن باب القبر وقال لمريم المجدلية ومريم الأخرى اللتين كانتا عند القبر، "إِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكُمَا تَطْلُبَانِ يَسُوعَ الْمَصْلُوبَ. لَيْسَ هُوَ ههُنَا، لأَنَّهُ قَامَ كَمَا قَالَ! هَلُمَّا انْظُرَا الْمَوْضِعَ الَّذِي كَانَ الرَّبُّ مُضْطَجِعًا فِيهِ" (متى 5:28-6). كان القبر فارغاً!

وكان أول ما فعله يسوع بعد قيامته أنه جاء إلى تلاميذه ودخل العلية حيث كانوا وأبوابها مغلّقة، "وَوَقَفَ فِي الْوَسْطِ، وَقَالَ لَهُمْ: سَلاَمٌ لَكُمْ! وَلَمَّا قَالَ هذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَجَنْبَهُ، فَفَرِحَ التَّلاَمِيذُ إِذْ رَأَوْا الرَّبَّ" (يو 19:20-20).

أراهم يديه وجنبه ليروا أثر المسامير في يديه، وأثر الحربة التي طعنه بها في جنبه واحد من عسكر الرومان (يوحنا 24:19)، ويتأكدوا أنه هو الذي صُلب على الصليب، وليس آخر يشبهه. فالذي يقول "وما قتلوه وما صلبوه ولكن شُبِّه لهم"، ضلّ ضلالاً بعيداً.

لم يكن توما مع التلاميذ حين ظهر له يسوع، ولم يصدّق شهادتهم عن قيامته، "وَبَعْدَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ كَانَ تَلاَمِيذُهُ أَيْضًا دَاخِلاً وَتُومَا مَعَهُمْ. فَجَاءَ يَسُوعُ وَالأَبْوَابُ مُغَلَّقَةٌ، وَوَقَفَ فِي الْوَسْطِ وَقَالَ: سَلاَمٌ لَكُمْ!. ثُمَّ قَالَ لِتُومَا: هَاتِ إِصْبِعَكَ إِلَى هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَيَّ، وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِي جَنْبِي، وَلاَ تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِنًا. أَجَابَ تُومَا وَقَالَ لَهُ: رَبِّي وَإِلهِي!" (يوحنا 26:20-28).

لقد ثبت بالدليل القاطع أن يسوع الذي صُلب، هو الذي قام. وفي قيامته رأينا روعة الانتصار.

 

الصورة الثالثة التي رسمها بولس الرسول، هي صورة رجاء الانتظار

وهي الصورة التي تعلن نتائج قيامة المسيح في حياة المؤمنين.

صلب المسيح، ودفنه، وقيامته ليست مجرد حوادث حدثت له، وإنما لا بد من تطبيقها عملياً في حياة كل مؤمن بأن المسيح هو ابن الله.

فمن جهة تطبيق صلب المسيح في حياة المؤمن العملية.. فإن المؤمن الحقيقي يجب أن يصلب جسده مع أهوائه وشهواته، وأن يحيا المسيح فيه "وَلكِنَّ الَّذِينَ هُمْ لِلْمَسِيحِ قَدْ صَلَبُوا الْجَسَدَ مَعَ الأَهْوَاءِ وَالشَّهَوَاتِ" (غل 24:5).

"وَأَعْمَالُ الْجَسَدِ ظَاهِرَةٌ، الَّتِي هِيَ: زِنىً عَهَارَةٌ نَجَاسَةٌ دَعَارَةٌ عِبَادَةُ الأَوْثَانِ سِحْرٌ عَدَاوَةٌ خِصَامٌ غَيْرَةٌ سَخَطٌ تَحَزُّبٌ شِقَاقٌ بِدْعَةٌ حَسَدٌ قَتْلٌ سُكْرٌ بَطَرٌ، وَأَمْثَالُ هذِهِ الَّتِي أَسْبِقُ فَأَقُولُ لَكُمْ عَنْهَا كَمَا سَبَقْتُ فَقُلْتُ أَيْضًا: إِنَّ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هذِهِ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ" (غلاطية 19:5-21).

المؤمن الحقيقي يجب أن يميت بالروح القدس أعمال الجسد، ويصلب العالم وأهواءه وشهواته، ويحيا المسيح فيه، ويختبر ما اختبره بولس الرسول وعبّر عنه بكلماته: "مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ، فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي" (غلاطية 20:2).

"وَأَمَّا مِنْ جِهَتِي، فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ" (غلاطية 14:6).

هذا هو تأثير صلب يسوع في حياة المؤمن العملية.

أما تطبيق دفن المسيح في حياة المؤمن العملية، فهذا يعني أن المؤمن الحقيقي يجب أن يعرف جيداً معنى معمودية الماء في حياته، ويطبّق مفهومها على تصرفاته.

فالفرد حين يعتمد بعد إيمانه الشخصي بيسوع المسيح تعني معموديته أنه دُفن مع المسيح.

"أَمْ تَجْهَلُونَ أَنَّنَا كُلَّ مَنِ اعْتَمَدَ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ اعْتَمَدْنَا لِمَوْتِهِ، فَدُفِنَّا مَعَهُ بِالْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ، حَتَّى كَمَا أُقِيمَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ، بِمَجْدِ الآبِ، هكَذَا نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضًا فِي جِدَّةِ الْحَيَاةِ؟" (رومية 3:6-4).

هذا يؤكد أن المعمودية التي أمر بها المسيح يجب أن تُمارس للمؤمن بعد إيمانه، ولا يجوز بحال ما ممارسة المعمودية للأطفال أو لأي شخص لم يؤمن إيماناً قلبياً ويعترف بأن المسيح هو ابن الله.

والفرد الذي اعتمد في طفولته، ثم جاء الوقت الذي آمن فيه بالمسيح مخلصاً شخصياً لنفسه عليه أن يعتمد... فمعموديته في طفولته لا معنى ولا حساب لها في موازين كلمة الله.

يسجل سفر أعمال الرسل قصة فيلبس، ووزير مالية بلاد الحبشة الذي بشّره فيلبس بالمسيح، وعلّمه ضرورة أن يعتمد بالماء بعد إيمانه... وتستمر القصة بالكلمات: "وَفِيمَا هُمَا سَائِرَانِ فِي الطَّرِيقِ أَقْبَلاَ عَلَى مَاءٍ، فَقَالَ الْخَصِيُّ: هُوَذَا مَاءٌ. مَاذَا يَمْنَعُ أَنْ أَعْتَمِدَ؟ فَقَالَ فِيلُبُّسُ: إِنْ كُنْتَ تُؤْمِنُ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ يَجُوزُ. فَأَجَابَ وَقَالَ: أَنَا أُومِنُ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ ابْنُ اللهِ. فَأَمَرَ أَنْ تَقِفَ الْمَرْكَبَةُ، فَنَزَلاَ كِلاَهُمَا إِلَى الْمَاءِ، فِيلُبُّسُ وَالْخَصِيُّ، فَعَمَّدَهُ". (أعمال 36:8-38).

تعلن هذه القصة أن الشرط الأساسي للمعمودية بالماء هو الإيمان من كل القلب... والطفل لا يقدر أن يؤمن من كل القلب.. ولا حتى من نصف القلب... فلا يجوز تعميده..

وهناك شرط آخر هو أن تتم المعمودية بتغطيس الشخص في الماء ليُدفن تماماً في الماء، فلا يجوز التعميد بالرش أو بسكب الماء، ولذا نزل فيلبس والخصي إلى الماء فعمّده.

وأخيراً نصل إلى تطبيق قيامة المسيح في حياة المؤمن العملية وهي صورة رجاء الانتظار.

كان المؤمنون في بداية عصر الكنيسة يحيّون بعضهم بإحدى عبارتين: "المسيح قام"، أو "ماران آثا"، أي المسيح قادم... هذا كان رجاؤهم. ويقول بولس الرسول للمؤمنين وهو يطبق قيامة المسيح على حياتهم العملية:

"فَإِنْ كُنْتُمْ قَدْ قُمْتُمْ مَعَ الْمَسِيحِ فَاطْلُبُوا مَا فَوْقُ، حَيْثُ الْمَسِيحُ جَالِسٌ عَنْ يَمِينِ اللهِ. اهْتَمُّوا بِمَا فَوْقُ لاَ بِمَا عَلَى الأَرْضِ، لأَنَّكُمْ قَدْ مُتُّمْ وَحَيَاتُكُمْ مُسْتَتِرَةٌ مَعَ الْمَسِيحِ فِي اللهِ. مَتَى أُظْهِرَ الْمَسِيحُ حَيَاتُنَا، فَحِينَئِذٍ تُظْهَرُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا مَعَهُ فِي الْمَجْدِ" (كولوسي 1:3-4).

"اَللهُ الَّذِي هُوَ غَنِيٌّ فِي الرَّحْمَةِ، مِنْ أَجْلِ مَحَبَّتِهِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي أَحَبَّنَا بِهَا، وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ... وَأَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَاوِيَّاتِ" (أفسس 4:2-6).

فمكان المؤمن الحقيقي الآن في السماويات، ولذا فيجب أن يعيش بجسده على الأرض، أما قلبه وأشواقه فيجب أن تكون في السماء.

هذا هو الرجاء المبارك، وهو رجاء المؤمنين الحقيقيين.

المجموعة: 201004