تموز July 2010

من هو مركز الجنس البشري؟
 من يغفر الخطايا غيره؟!
 هل تعاني من فراغ في حياتك؟
 دعوة شخصية لك من رئيس السلام.
 هل تعرف من هو أعظم شخص في التاريخ؟


 إنه شخص الرب يسوع المسيح؛ إذ لا يوجد في التاريخ كله شخصية تماثل، أو تقترب من شخصية الرب يسوع المسيح في عظمتها أو تأثيرها. فالمسيح هو الشخص الفذّ في كل العصور حتى أنه غيّر مجرى التاريخ، فجعلنا نؤرّخ بما قبل ميلاده وما بعده. وحيثما ذهبت رسالة المسيح، غيّرت حياة الأفراد والأمم. ومن هنا جاءت العبارة: ”التاريخ هو قصته“. فعبر عشرين قرناً طويلة لا زال الرب يسوع المسيح هو مركز الجنس البشري.
 
 من هو هذا الشخص الفريد؟
 
 ”الذي هو صورة الله غير المنظور، بكر كل خليقة. فإنه فيه خُلق الكل: ما في السماوات وما على الارض، ما يرى وما لا يرى... لأنه فيه سرّ أن يحلّ كل الملء. وأن يصالح به الكل لنفسه عاملاً الصلح بدم صليبه“ (كولوسي 15:1-16، 19-20).
 ”الله، بعد ما كلّم الآباء بالأنبياء قديماً، بأنواعٍ وطرق كثيرة، كلّمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه، الذي جعله وارثاً لكل شيء. الذي به أيضاً عمل العالمين“ (عبرانيين 1:1-2).
 ”المذّخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم“ (كولوسي 3:2).
 ”إذ عرّفنا بسرّ مشيئته، حسب مسرّته التي قصدها في نفسه، لتدبير ملء الأزمنة، ليجمع كل شيء في المسيح“ (أفسس 9:1-10).
 هو الحياة، فالرب يسوع المسيح لم يبرئ الأكمه، ويحيي الموتى فقط، ولكنه قال عنه نفسه: ”أنا هو القيامة والحياة“، و”أنا هو الطريق والحق والحياة“، و”ابن الله“، و”نور العالم“، و ”الراعي الصالح“.
 هو الشخص الفريد. وشتان بين ما صنع الأنبياء وما صنع الرب يسوع المسيح من الآيات! لأن النبي كان إذا أراد أن يفعل أمراً، صام وصلى وتضرّع وزاد في صلاته. أما الرب يسوع المسيح فكان يمشي بين الناس ويصنع الآيات (أي المعجزات) بأمر نافذ منه. فهو الله الذي ظهر في الجسد، صاحب كل السلطان. ولم يكن الأنبياء يطلعون على الغيب ولا على ما في القلوب. وأما الرب يسوع فكان يخبر الناس بما في ضمائرهم وقلوبهم، ويعلم الخفيات ويخبرهم بما كان وما يكون وما سيكون.
 
 الوحيد الذي يغفر الخطايا
 
 يقول الكتاب المقدس لنا أن الله قدوس وأن الإنسان خاطئ، وهناك هوة تفصل بين الاثنين لا يقدر الإنسان أن يعبرها مهما كان صالحاً، فيقول الكتاب المقدس أن الجميع زاغوا وفسدوا (رومية 23:3)، وأن أجرة الخطية هي موت (بمعنى انفصال أبدي عن الله)، ولكن هبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا (رومية 23:6). والله يقيم الجسر فوق هذه الهوة بواسطة ابنه، المسيح ”لأنه هكذا أحبّ الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية“ (يوحنا 16:3).
 إن الخطية ليست بالضرورة كذباً، أو سرقة، أو غشاً، أو عملاً غير أخلاقي، لكنها هي - أساساً - اتجاه فكري وموقف من نحو الله. إنها سلوك الإنسان في سبيله مستقلاً عن الله. تخيّل مصباحاً كهربائياً متصلاً بالتيار الكهربائي. إن فصلته ينطفئ. أعد صلته بالتيار الكهربائي تجده يضيء! هكذا الإنسان الذي ينفصل عن الله، يحيا في ظلام، فماذا عمل الله ليعيد العلاقة مع الإنسان الذي توّجه تاجاً للخليقة كلها لكنه اختار أن يعصاه ويتمرّد على وصاياه؟
 
 الذبائح لا تكفي
 
 في العهد القديم أوصى النبي موسى أن يحضر الإنسان للكاهن ذبيحة كاملة وبلا عيب، فتنتقل خطية الخاطئ إلى الذبيحة البريئة. كانت الذبيحة تُذبح ويُرشّ دمها على المذبح تكفيراً عن الخطية. وفي هذا رمز لمجيء الرب يسوع المسيح، حمل الله الذي يستر دمه الخطايا. إذ قد أرسل الله ابنه الوحيد الخالي من الخطية، حمل الله الذي لا عيب فيه، ليبذل حياته على الصليب لمغفرة خطاياك وخطاياي. وهذه هي الحقيقة التي تعلنها كلمة الله، أنه ”بدون سفك دم لا تحصل مغفرة“ (عبرانيين 22:9).
 وإذا درست كل الأديان، فإنك تدرك أنه ليس هناك أي تدبير إلهي لمغفرة الخطياي غير صليب الرب يسوع المسيح. واما السعي إلى إرضاء الله بتقديم أعمال البر والتقوى، حتى إذا ما رجحت كفة السيّئات التي يبطنها المرء أو يفعلها، على كفة الحسنات، كان مصيره الجحيم. وبالطبع لا يعلم الإنسان مصيره حتى تنتهي حياته.
 إن المسيحية ليست ديناً أو فلسفة أو مجموعة أخلاقيات، ولكنها علاقة شخصية بالرب يسوع المسيح الحي الذي هو تدبير الله لغفران الخطية.
 فلو أُبعد مؤسس كل دين عن ديانته، لَمَا تغيّر الكثير من الدين نفسه، ولكن المسيحية هي شخص الرب يسوع المسيح نفسه وعمله الكفاري على الصليب لمغفرة خطايانا وضمان الحياة الأبدية في فردوس النعيم.
 
 الوحيد الذي يعطي الحياة هدفـًا ومعنى
 
 في الرب يسوع المسيح، نجد غفران الخطية كما نجد المعنى والهدف لحياتنا. ومن يعرف المسيح يجد هدفاً لحياته، أما الذي لا يعرفه فهو يشبه سفينة بلا شراع، تسير على غير هدى.
 
 النجاح المادي لا يكفي
 
 في عام 1923، عُقد في مدينة شيكاغو اجتماع لأغنى ثمانية رجال في العالم. بعد 25 عاماً، مات أولهم مفلساً يعيش بأموال يأخذها قروضاً على مدى الأعوام الخمسة الأخيرة من حياته. والثاني مات في بلد أجنبي هارباً من العدالة بلا فلس واحد. ومات الثالث مجنوناً. ومات الرابع مفلساً خارج بلاده. والخامس أُطلق من أحد السجون. والسادس عفا القاضي عنه وتركه ليموت في بيته. والسابع والثامن انتحرا. لقد تعلم هؤلاء الرجال كسب المال، لكنهم لم يعرفوا ”كيف يعيشون“ ولم يكتشفوا معنى لحياتهم أو هدفاً لها.
 حسناً قال القديس أغسطينوس منذ عدة قرون: ”اللهم لقد خلقتنا لذاتك، ولن تجد نفوسنا راحة إلا إذا استراحت فيك“.
 قال هـ ج ويلز المؤرخ والفيلسوف المشهور في عمر الحادية والستين: ”ليس عندي سلام. كل الحياة في نهايتها عبارة عن حبل يُشَدُّ إلى وتد يُطوَّل للدابة فترعى مقيّدة به!“.
 وكتب أحد الساخرين المشهورين ورقة ثبّتها بدبوس في وسادته قبل أن ينتحر، قال فيها: ”كانت عندي مصاعب قليلة، وأصدقاء كثيرون. انتقلت من زوجة إلى زوجة ومن بيت إلى بيت. زرْتُ ممالك عظيمة في العالم، ولكني تعبت من اختراع رذائل لتملأ ساعاتي الأربع والعشرين كل يوم“. أما باسكال الفيلسوف وعالم الفيزياء الفرنسي فقد قال: ”هناك فراغ على صورة الله في قلب كل إنسان، لا يملأه إلا الله وحده، بابنه يسوع المسيح“.
 والآن، اسأل نفسك بصراحة: ”هل هناك فراغ في حياتي، هل أنا غير راضٍ عنها؟“.
 إن ربنا يسوع المسيح يدعوك لتُقبل إليه، وتفتح قلبك له بالإيمان، وعندئذ تجد معنى لحياتك. اسمعه يقول لك شخصياً: ”أنا هو الطريق والحق والحياة“ (يوحنا 6:14).
 
 الوحيد الذي يعطيك السلام
 
 المسيح وحده يغفر الخطيئة، ووحده يعطي هدفاً للحياة، ووحده يعطيك السلام. قال أحدهم: ”لن يكون هناك سلام في قلب الفرد، أو على مائدة معاهدات العالم، إلا إذا ملك رئيس السلام على قلوب البشر“. فقد قال المسيح: ”سلاماً أترك لكم. سلامي أعطيكم. ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا“ (يوحنا 27:14). وقال: تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم“ (متى 28:11).
 ليست حياة المسيحي خلواً من المتاعب، لكن معه المسيح الذي يعينه عليها، ووعد قائلاً: ”أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر“ (متى 20:28)، و”لا أهملك ولا أتركك“ (عبرانيين 5:13).
 إن ربنا يسوع المسيح هو نفسه ملك السلام، وهو يريد أن يملك على عرش قلبك ليعطيك الغفران والهدف والسلام.
 
 دعوة خاصة لك
 
 يقول لك ربنا يسوع المسيح: ”هأنذا واقف على الباب وأقرع. إن سمع أحد صوتي وفتح الباب، أدخل إليه وأتعشّى معه وهو معي“ (رؤيا 20:3).
 ويقول الكتاب المقدس أن كل من يقبل المسيح ويؤمن به رباً ومخلّصاً، له الحق في أن يصير ابناً لله (يوحنا 12:1).
 ”إذاً، إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة. الأشياء العتيقة قد مضت. هوذا الكل قد صار جديداً“ (2كورنثوس 17:5).
 اطلب ربنا يسوع المسيح الآن، لكي يستلم حياتك وإرادتك، حتى تنعم بغفران الخطايا وتجد معنى لحياتك، وتختبر السلام الذي يفوق كل عقل.

المجموعة: 201007