Voice of Preaching the Gospel

vopg

نيسان April 2011

أين أنت؟ (تكوين 9:3)، أين هو؟ (متى 2:2)

إليك السؤالان الأوليان اللذان ورد ذكرهما في الكتاب المقدس: "أين أنت؟"، "أين هو؟".

السؤال "أين أنت؟" هو أول سؤال في سفر التكوين، أول أسفار العهد القديم.

 

والسؤال: "أين هو؟" هو أول سؤال في بشارة متى أول أسفار العهد الجديد.

بل هما السؤالان الأوليان.

"أين أنت؟" هو سؤال الله عن البشر، والسؤال الأَوْلى. بعض الناس يسألون: من أنت؟ عن شخصيتك، أو: كم أنت؟ عن أملاكك، أو ربما: كيف أنت؟ عن صحتك، لكن الله سأل ويسأل: "أين أنت؟" عن حالتك وعن درجة قربك من الله.

وبعض الناس يسألون: كيف هو؟ عن صفات الله، أو "لماذا هو؟ عن أعمال الله. وكان من الواجب أن يسألوا: "أين هو؟" عن درجة قرب الله لهم.

"أين أنت؟" هو سؤال الله الباحث عن الإنسان الساقط.

سقط آدم وابتعد عن الله وحاول أن يستر عريه بأوراق التين ففشل واختبأ خلف الأشجار.

لكن الله بقلب يتدفق حبًا، وبصوت يفيض عطفًا، وبقدمٍ تسرع للخلاص، يقترب إلى آدم ويناديه بقوة كاشفًا له حالته، وبرقة مشعرًا إياه بحاجته قائلاً: "أين أنت؟"

هذا هو تعليم المسيحية السامي: ليس أننا نحن نبدأ بالخطوة الأولى نحو الله، لكنه هو الذي بدأ بالخطوة الأولى، كما قال الرسول: "وَأَمَّا الآنَ إِذْ عَرَفْتُمُ اللهَ، بَلْ بِالْحَرِيِّ عُرِفْتُمْ مِنَ اللهِ" (غلاطية 9:4)، وقد سعى الله إلينا في المسيح "والكلمة صار جسدًا وحلّ بيننا" (يوحنا 14:1)، وقد كلمنا في ابنه (عبرانيين 2:1).

وصوت الله المنادي: "أين أنت؟" لا يزال ينادي كل فرد داعيًا إياه باسمه مفتقدًا إياه في حالته. وهو ينادي بالشريعة الكاشفة، وينادي بالضمير المتيقظ، وينادي بالتجارب المنبهة قائلاً: "أين أنت، أين أنت يا ابني؟".

وماذا كان رد آدم على هذا النداء؟ "سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْجَنَّةِ فَخَشِيتُ، لأَنِّي عُرْيَانٌ فَاخْتَبَأْتُ". إن الخطية التي جذبته إليها أبعدته عن الله.

إن الخطية التي ظنها ترفعه من حالته أخذت تحطّ من كرامته. لقد رام أن يكون إلهًا لأن حجة الشيطان كانت: "وتكونان كالله"، فلم يحتفظ بمركزه كإنسان وهرب من وجه الله. تهيّأ له أن يلقي الشريعة جانبًا وأن يكون هو صاحب الشريعة، لأن الشريعة كانت: "وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ" (تكوين 17:2). فتحوّلت الشريعة إلى قضيب مؤدب طردته بعيدًا عن الله؟

هل سمعت قصة ذلك الشريك الذي قال لشريكه يوم وفاته: "اكتب على قبري: وُلد إنسانًا عاقلاً، ومات حيوانًا جاهلاً"؟

ومع ذلك فإن صوت الله يناديك ويفتقدك قائلاً: "أين أنت؟".

والسؤال الثاني: "أين هو؟" هو سؤال أولئك المجوس (الحكماء)، وقد لاح لهم نجم مشرق في السماء ينبئ عن ولادة عظيم، فتقدمهم النجم وهم يسألون "أين هو؟".

هذا هو سؤال النفس البشرية الراغبة في الوصول إلى السيد المخلص، هي حالة النفس يتقدمها نور النبوة، وتدفعها الحاجة، ويرشدها الإعلان، ويقودها الإيمان، حتى تصل إلى المخلص، فتصل إلى الله. وما هو الجواب عن هذا السؤال؟

قال يوحنا: "هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم" (يوحنا 29:1). وهذا هو قول الرسول بولس: "لاَ تَقُلْ فِي قَلْبِكَ: مَنْ يَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ؟ أَيْ لِيُحْدِرَ الْمَسِيحَ، أَوْ: مَنْ يَهْبِطُ إِلَى الْهَاوِيَةِ؟ أَيْ لِيُصْعِدَ الْمَسِيحَ مِنَ الأَمْوَاتِ. لكِنْ مَاذَا يَقُولُ؟ اَلْكَلِمَةُ قَرِيبَةٌ مِنْكَ، فِي فَمِكَ وَفِي قَلْبِكَ أَيْ كَلِمَةُ الإِيمَانِ الَّتِي نَكْرِزُ بِهَا: لأَنَّكَ إِنِ اعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ، وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، خَلَصْتَ. لأَنَّ الْقَلْبَ يُؤْمَنُ بِهِ لِلْبِرِّ، وَالْفَمَ يُعْتَرَفُ بِهِ لِلْخَلاَصِ" (رومية 6:10-10).

أين هو؟ هو المسيح المخلص رجاء الأمم فادي البشر.

أين هو؟ الرب قريب لكل الذين يدعونه بالحق.

هذان هما السؤالان الأوليان: أين أنت؟ وأين هو؟

هما عمودان رئيسان ترتكز عليهما المسيحية ببنيانها الوطيد. هما نغمتان متجاوبتان تنشدان لحن الخلاص الأكيد.

هما قضيبان متوازيان تسير عليهما مركبة الحياة الروحية. هما صدر البيت وعجزه لقصيد الحياة المسيحية. هما سؤال الله "أين أنت؟" ينشد الإنسان، وسؤال الإنسان "أين هو؟" ينشد الله.

وهل أجمل من هذه الحقيقة؟ إن سؤال الله هو أن يجد الإنسان ويرده! وهل هناك أكمل من هذه الحقيقة؟ إن سؤال الإنسان هو أن يجد المخلص ويقبله فيرجع إلى الله.

كان شخص مأسورًا في إحدى القلاع، وسار صديق له يسعى إليه ينشد لحنًا معروفًا له مناديًا عليه... ومن إحدى القلاع ردّد الصديق اللحن مكمّلاً شطراته وكان ذلك سببًا في إنقاذ المأسور.

فهل يتلاقى اليوم سؤال الله طالبًا إياك بسؤالك أنت باحثًا عن المخلص؟

هوذا الله يناديك: أين أنت؟ أين أنت؟ فهل يتلاقى مع شوقك: أين هو؟ وهل تجيب الله قائلاً: أنا هو ويجيبك المخلص قائلاً: "أنا هو"؟

المجموعة: 201104

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

269 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10553321