كانون الأول December 2011

"وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ" (رومية 28:8).

إن كنت تعيش داخل دائرة الوعد، فحياتك ترتكز على أساس راسخ ومتين أكثر من جبل صخري، وتفشل كل مصاعب الحياة ومشقاتها في أن تهزّ أركانك إن كنت تقطن داخل جدران رومية 28:8.

وبينما يجوب الخوف والقلق وانعدام الأمان خارج هذه الجدران، إلا أن هناك حصانة نفسية وروحية تمنحك المعونة عند هبوب الرياح ونشوب النيران من حولك.

لا شك أننا نحن البشر نسعى دائمًا لبناء جدران حياتنا فنحصّنها بأحسن أنواع التأمينات والضمانات، ونعزّزها برفع أرصدة مصارفنا أو الاستناد على عقار أو بناء أو حتى أبناء... ويا للأسف الشديد، عندما تعجز كل هذه البركات عن تعزيز أنفسنا ورفع معنوياتنا عندما تجتاحنا ضغوطات الحياة وآلامها فهي في النهاية زائلة وغير باقية، ووقتية ومتغيّرة. لكن الوعد المخزون داخل جدران رومية 28:8 كافٍ لردع وصدّ قنابل الظروف، وصدمات الحياة، وسهام الشر الملتهبة،  وأشواك الحياة الجارحة.

لا يوجد أي شخص في هذا الوجود - بمن فيهم الرؤساء والملوك والذين يملكون الثروة ورؤوس الأموال - محصّن ضدّ التجارب والصعوبات. فهنيئًا للذي استوطن داخل جدران الوعد واتخذه شعارًا ونهجًا لحياته. فمهما عصفت الرياح واشتدت الزوابع وقذفت بنا هنا وهناك فإنها لن تزحزح إيماننا ولن تفني ثقتنا لأن هذا الوعد كافٍ ووافٍ وشافٍ في كل آن ومكان.

المجموعة: كانون الأول December 2011