كانون الأول December 2011

نحن في أيام صعبة جدًا من نواحٍ مختلفة. هناك صعوبات اقتصادية واجتماعية وسياسية وكونية. وكذلك هناك مشكلة الخوف من المستقبل والإرهاب، وفي بعض الأحيان من إنهيار الحضارة التي نحن فيها.

 ولكن أصعب وأخطر مشكلة هي أن هذه الأرض تتنكر لفاديها الذي أحبها وأتى إليها. ونحن كمولودين في ذلك الشرق أتى السيد المسيح إلى أرضنا، وهناك وُلدَ في مِذود، وعاش بيننا كإنسان، وسفكَ دمه على تُرابنا. والمأساة الكبرى أنه كما في الشرق كذلك في الغرب أيضًا وخاصة هذه البلاد التي تأسست على إنجيل المسيح، نرى أنها فقدت المعاني الحقيقية ليس فقط للإنجيل بل لكل شيء يُسمى بميلاد المسيح.

لذلك أشكر الله لوجود أحباء يُقدّرون الإنجيل ويفهمون المعنى الحقيقي لميلاد المسيح.

ما هي المعاني الروحية للميلاد؟

لقد تم عمل إحصاء من سنتين للذين يذهبون للكنائس من مُختلف الأعمار، وتم توجيه سؤال إليهم، ما هو معنى الميلاد بالنسبة لكَ؟ ووَجدوا نسبة 37٪ فقط  كانت إجابتهم "هو ميلاد المُخَلِص"، وبأن يسوع الأساس للخلاص، والإجابات الأخرى كانت "إنها مُناسبة اجتماعية تجتمع فيها العائلة لكي ما تتبادل فيها الهدايا"، هذا شيء مُؤسف ومُحزن.

دعونا نتأمل في بعض المعاني الروحية للميلاد بحسب كلمة الله:

المعنى الأول: شراسة الإنسان وبساطة الإيمان

الصورة الواضحة في الميلاد والتي نذكرها نحن كثيرًا وتُمثل الواقع المُرّ الذي تعيش فيهِ الإنسانية هو هيرودس ذلك الذئب الذي كان يلبس ثياب الخراف. ويا له من ذئب!

عندما تقرأ التاريخ تعرف أنه مَكّار لدرجة كبيرة.  لكن عند الشعب كان له صورة حسنة: عمل أعمالاً خيرية ورمّمَ الهيكل ووسّعه، وبنى حصونًا، وكانت البلاد في حالة اقتصادية حسنة، لذلك دُعي هيرودس الكبير وهو غير هيرودس الذي كان له دور في صلب المسيح.

يحكي عنه التاريخ أنه بدأ ولايته سنة 73 قبل الميلاد وحَكمَ فترة 37 سنة. كان يقضي على أي شخص يَظهر نجمه حتى لا يأخذ مكانه. وهو حاكم غير شرعي لأنه ليسَ من سلالة داود. والكتاب المقدس يُركّز في الأناجيل - خاصة في إنجيلَي متى ولوقا - بأن المسيح المُنتظر لا بد أن يكون من سلالة داود وإبراهيم. هذا هو الملك الشرعي من الناحية البشرية ولكن من الناحية السماوية، الرب يسوع هو ملك الملوك ورب الأرباب.

كان هيرودس إنسانًا شريرًا وقتّالاً. لقد قَتلَ أخا زوجته وزوجته بالرغم من أنه كان يُحبها، وبعد ذلك بدأ يقضي على أولاده واحدًا بعد الآخر ثم والدته.

عندما جاء إليهِ المجوس لبس قناع الخداع، وتكلم معهم ليتحقق مكان وزمان النجم، وأخبرهم بأنه يُريد أن يُكرم هذا الصبي، ثم أرسل القتلة المُجرمين لكي يقضوا على الأولاد في بيت لحم من ابن سنتين فما دون بحسب الزمان الذي تحققه من المجوس.

هذا يُصوّر الشراسة في الإنسان! ونفس الطبيعة الموجودة في هيرودس موجودة في كل مِنّا. يقول الكتاب المقدس عن قلب الإنسان: "اَلْقَلْبُ أَخْدَعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ نَجِيسٌ، مَنْ يَعْرِفُهُ؟" (إرميا 9:17). بعض الناس عندهم مرض القلب ولا يدرون، وذلك لعدم وجود عوارض وعلامات. ونحن أحيانًا كثيرة نَظهر للناس بمظهر حسن من الخارج وقلوبنا في الداخل فيها نجاسة وخداع وأفكار شريرة. لذلك يقول الرب يسوع: "لأَنْ مِنَ الْقَلْب تَخْرُجُ أَفْكَارٌ شِرِّيرَةٌ: قَتْلٌ، زِنىً، فِسْقٌ، سِرْقَةٌ، شَهَادَةُ زُورٍ، تَجْدِيفٌ" (متى 19:15).

كان الخداع موجودًا أيام هيرودس وموجود أيضًا اليوم. إنه واقع الإنسان المبني على الصورة المُصطنعة: من خارج تديُّن ومظاهر جميلة ومن داخل "خبث ومكر ورياء وحسد وكل مذمة" (1بطرس 1:2). إنه واقع مُخيف يقود إلى تصرفات مُرائية.

لكن هناك صورة جميلة نراها في ذلك "الطفل الصغير" حيث نرى صورة الله الطاهر الذي جاء إلى هذا العالم لكي يُعطيك حياة جديدة بواسطة غُسل الميلاد الثاني ويَردك إلى حياة النقاوة حيثُ لا يوجد مكر وخداع بل محبة وغفران. قال الرب يسوع: "اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ" (متى 3:18).

هذه هي الولادة الجديدة من روح الله، فلا تُحاول أن تُحَسّن نفسك أو تُغير طبيعتك. أنتَ تحتاج إلى ولادة جديدة من فوق من روح المسيح؛ ذلك الروح الذي أتى بالطفل إلى هذا العالم. لذا يقول لك: "وهذه لكم العلامة: تجدون طفلاً مُقمّطًا مُضجعًا في مذود" (لوقا 12:2).  وهذه علامة حضور المسيح في حياتك بأن تَرجع حياتك مثل الطفل "فَاطْرَحُوا كُلَّ خُبْثٍ وَكُلَّ مَكْرٍ وَالرِّيَاءَ وَالْحَسَدَ وَكُلَّ مَذَمَّةٍ، وَكَأَطْفَال مَوْلُودِينَ الآنَ، اشْتَهُوا اللَّبَنَ الْعَقْلِيَّ الْعَدِيمَ الْغِشِّ لِكَيْ تَنْمُوا بِهِ" (1بطرس 1:2). هل تشتهي كلمة الله التي هي "روح وحياة" لتَدخل قلبك وتُغذّي نفسك؟

يقول الرسول بولس: "أَيُّهَا الإِخْوَةُ، لاَ تَكُونُوا أَوْلاَدًا فِي أَذْهَانِكُمْ، بَلْ كُونُوا أَوْلاَدًا فِي الشَّرِّ، وَأَمَّا فِي الأَذْهَانِ فَكُونُوا كَامِلِينَ"
(1كورنثوس 20:14). الرب يَدعوك لتعيش بساطة الإيمان والمحبة الحقيقية؛ ليست بساطة العقل بل بساطة القلب التي هي القداسة.

ما أحلى المؤمن الذي يُحب بسرعة ويَغفر ويُسامح بسرعة وعنده طهارة الأطفال التي هي الحياة الجديدة التي يُقدمها لكَ المسيح.

يقول الكتاب: "اِفْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ بِلاَ دَمْدَمَةٍ وَلاَ مُجَادَلَةٍ، لِكَيْ تَكُونُوا بِلاَ لَوْمٍ، وَبُسَطَاءَ، أَوْلاَدًا ِللهِ بِلاَ عَيْبٍ فِي وَسَطِ جِيل مُعَوَّجٍ وَمُلْتَوٍ، تُضِيئُونَ بَيْنَهُمْ كَأَنْوَارٍ فِي الْعَالَمِ" (فيلبي 14:2-15). ليتنا نرجع إلى بساطة الإيمان.

ما أحلى الرب وهو يحكي عن أشياء نحن اليوم نُعقّدها كثيرًا مثل موضوع الامتلاء بالروح القدس. يقول الرب يسوع: "إِنْ عَطِشَ أَحَدٌ فَلْيُقْبِلْ إِلَيَّ وَيَشْرَبْ. مَنْ آمَنَ بِي، كَمَا قَالَ الْكِتَابُ، تَجْرِي مِنْ بَطْنِهِ أَنْهَارُ مَاءٍ حَيٍّ قَالَ هذَا عَنِ الرُّوحِ الَّذِي كَانَ الْمُؤْمِنُونَ بِهِ مُزْمِعِينَ أَنْ يَقْبَلُوهُ" (يوحنا 37:7-39).

ما هو الامتلاء بالروح القدس؟ هو بأن يكون عندك جوع وعطش لشخصهِ حتى يُفرّغك من ذاتك ويملأك من روحهِ القدوس.

التعقيدات تأتي من الطبيعة القديمة الساقطة، لذلك يقول الكتاب: "أَنْ تَخْلَعُوا مِنْ جِهَةِ التَّصَرُّفِ السَّابِقِ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ الْفَاسِدَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِ الْغُرُورِ، وَتَتَجَدَّدُوا بِرُوحِ ذِهْنِكُمْ، وَتَلْبَسُوا الإِنْسَانَ الْجَدِيدَ الْمَخْلُوقَ بِحَسَبِ اللهِ فِي الْبِرِّ وَقَدَاسَةِ الْحَقِّ" (أفسس 22:4-24). الرب يُريد أن يُعطيك هذه الطبيعة الجديدة.

لقد ورثنا الكثير من العُقد من الطبيعة القديمة، وورثناها من المجتمع وطرق تربيتنا، وحتى في كنائسنا هناك عقد كالكبرياء والنقص والظن. وأحيانًا كثيرة نُعقّد الناس بقناعاتنا بعد أن نُعطيها أقنعة روحية. إذا كانت فيك الطبيعة الجديدة فأنتَ تحتاج يوميًا للعلاج حتى تنتصر على هذه العقد وعلى كل فكر غير مُنسجم مع فكر الله، وهذا هو المعنى الحقيقي للميلاد.

 

المعنى الثاني: رب المجد ليس له مكان

"فَوَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ وَقَمَّطَتْهُ وَأَضْجَعَتْهُ فِي الْمِذْوَدِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ فِي الْمَنْزِلِ"
(لوقا 7:2). تَخيّل صاحب الفندق وهو يُغلق الباب أمام رب المجد، لأن ليس لهما مكان في المنزل! وهذه ليست صدفة، بل في كل حياتهِ لم يكن له أين يسند رأسه. المكان الوحيد الذي أسند فيهِ رأسه هو الصليب الذي عن طريقهِ أعطانا الخلاص، ودخل القبر حتى يُفرغه من قوة الموت. ما أحلى الرب! لم يكن له مكان في الأرض لكي يكون لكَ أنتَ مكان في الأبدية في ملكوته، فلا تحرم نفسك من عطية الله والوجود في ملكوته، لأنكَ غالٍ على قلب الرب وهو أعدَ لكَ المكان ويدعوك إليهِ: "هنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي"
(رؤيا 20:3). إنه يَقرع على باب قلبك. هل هناك مكان في قلبك حتى يتربع الرب على عرشه، وتختبر قوة خلاصهِ في الحياة الجديدة، ويكون سيدًا ومُخَلصًا لحياتك؟

 

المعنى الثالث: ملء المسيح هو المحبة والحنان

قصة المسيح بها معانٍ كثيرة للمحبة والحنان. لقد أحبنا بمحبة عجيبة ونحن لا نستحق. تأمل معي كيف تعامل الرب مع يهوذا وهو يعلم أنه سارق ويُحب المال والرب عالم بكل شيء. كيف سلَّمه الصندوق؟! وكيف اختاره ليكون من التلاميذ؟! كيف غسل رجلَي ذلك الشخص الدنيء الذي سيدخله الشيطان فيما بعد ويُسلمه؟! لكن الرب أراد أن يُشجعه ويُعطيه الفرصة حتى يتوب. ما أطيب الرب!

كذلك ملخس الذي حَضرَ مع الجموع بسيوف وعُصي ليقبضوا على الرب يسوع. من وجهة نظرنا كشرقيين أنه كان على بطرس أن يقطع رأسه وليس أذنه فقط، ولكن الرب يسوع شفى أذنه وردها إلى مكانها. ما أطيبك يا رب!

ليتنا في هذه الأيام نتعلم هذه المحبة الإلهية المُضحّية التي تغفر وتُحبّ. "إِنْ كَانَتْ لِي نُبُوَّةٌ، وَأَعْلَمُ جَمِيعَ الأَسْرَارِ وَكُلَّ عِلْمٍ، وَإِنْ كَانَ لِي كُلُّ الإِيمَانِ حَتَّى أَنْقُلَ الْجِبَالَ، وَلكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ، فَلَسْتُ شَيْئًا. الْمَحَبَّةُ تَتَأَنَّى وَتَرْفُقُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَحْسِدُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَتَفَاخَرُ، وَلاَ تَنْتَفِخُ، وَتَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتُصَدِّقُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتَرْجُو كُلَّ شَيْءٍ، وَتَصْبِرُ عَلَى كُلِّ شَيْء" (1كو2:13 و4 و7). الرب قادر أن يَسكُب هذه المحبة في قلوبنا بالروح القدس المُعطى لنا.

يقول الكتاب: "طَهِّرُوا نُفُوسَكُمْ فِي طَاعَةِ الْحَقِّ بِالرُّوحِ لِلْمَحَبَّةِ الأَخَوِيَّةِ الْعَدِيمَةِ الرِّيَاءِ، فَأَحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ بِشِدَّةٍ"
(1بط 22:1). يجب علينا أن نُحب النفوس خاصة الإخوة، وجميع الناس التي يضعها الرب في طريقنا حتى نجذب الخطاة إلى الرب باللطف والمحبة ويكون لنا تأثير على حياتهم بالمسيح، لنحولهم إلى الطريق الأفضل وهو طريق المحبة المُقدسة والقداسة المُحبة.

يبدأ عيد الميلاد ويستمر حين يُولد المسيح في حياتك، وحين تَجذب الآخرين للمسيح، وتُعزي مُنكسري القلوب، وتُطعم الجياع، وتَصنع سلامًا بين الإخوة. إننا في أشد الحاجة إلى محبة المسيح، إنها حياة المسيح فينا.

 

المعنى الرابع: الفرح وسط الآلام والأحزان

عندما نُفكر في الآلام التي مر بها كل من مريم ويوسف، وخاصة مريم من وقت أن أخبرها الملاك بهذا الخبر العظيم كان طريق آلام بالنسبة لها. تأمل معي وهي بنت عمرها حوالي 17 سنة تحبل بدون زواج، وتُعيَّر من شعبها طوال حياتها، وفي وقت ولادة المسيح لم تجد لها مكانًا، فتمت ولادته في مذود. ثم هربت إلى مصر من وجه هيرودس، وعاشت في الغربة وفي فقر! وبالرغم من هذا لا نراها تسأل الله أن يُعطيها حياة أسهل، أو أن تعيش في غنى؛ طريقها كان كله آلامًا انتهى بموت الابن المبارك على الصليب أمام عينيها! لكن ما أعظم ترنيمتها: "تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ، وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخَلِّصِي" (لوقا 46:1). إنها فعلاً إنسانة مولودة من الله، اختبرت الخلاص الحقيقي، وسكن فيها الروح القدس. لقد وُلدَ المسيح في قلبها قبل أن يُوجد في أحشائها، وأعطاها ترنيمة الفرح في كل ظروف الآلام.

الرب يُريد أن يعطيك هذه الترنيمة في وسط الآلام والأحزان.

"فَلَمَّا رَأَوْا النَّجْمَ فَرِحُوا فَرَحًا عَظِيمًا جِدًّا" (متى 10:2). "فَقَالَ لَهُمُ الْمَلاَكُ: لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ" (لوقا 10:2).

فَرحنا يختلف عن فرح العالم. إنه لا يقوم على الظروف حولنا. وسلامنا لا يعتمد على السلام الخارجي الاجتماعي والأمني، بل بفضل عمل شخص الرب يسوع المسيح الذي هو رئيس السلام وهو الذي يُعطي الفرح الحقيقي. "كَلَّمْتُكُمْ بِهذَا لِكَيْ يَثْبُتَ فَرَحِي فِيكُمْ وَيُكْمَلَ فَرَحُكُمْ" (يوحنا 11:15). إنها رسالة الفرح لي ولكَ في هذه الأيام.

الرب يَدعوك إليهِ الآن في وسط أحزانك وآلامك وضيقك. إنه يُريد أن يُحوّل حُزنك إلى فرح ولوعتك إلى بهجة. صلّ: "يا رب سامحني على الماضي. طَهّر قلبي وأعطني قلبًا نقيًا كقلب الأطفال. أُسلمك كل حياتي. تَربّع على عرش حياتي كسيدي ومُخلصي واجعلني واحدًا من أولادك. ذاك الإنسان الذي تُريدني أن أكونه لكي أُولد من جديد وتتحوّل حياتي إلى بهجة العيد وغدٍ مجيد.

المجموعة: كانون الأول December 2011