Voice of Preaching the Gospel

vopg

كانون الأول December 2011

لقد تحولّت ذكرى ميلاد يسوع إلى قشور ومظاهر فارغة... أصبحت تقليدًا سنويًا يحتفل به العالم المسيحي وغير المسيحي مستخدمًا عناصر مثل الشجرة، والمغارة، والغنم، والخراف، والرعاة، والاضواء الملوّنة،  وعلب الهدايا الملفوفة بأناقة. وتحوّلت المناسبة إلى فرصة للتجارة وتحقيق الأرباح، وصارت تحية "ميري كريسماس" روتينية خالية من أي طعم أو معنى. من المحزن أن هذه الاحتفالات السنوية  بعيدة  كل البعد عن جوهر حدث الميلاد وأبعاده الكتابية.

فغالبية المحتفلين بالميلاد لا يبالون بهوية الشخص المحتفى به ومعنى ميلاده وفوائده الأبدية. ولمعرفة جوهر الميلاد، نحتاج أن ننفض غبار السنين ونرفع ركام التقليد والتراث الطويل المتراكم منذ ألفَي سنة ونعيد النظر في معاني هذا الحدث واقتفاء أثاره الروحية على حياتنا اليومية. يا ترى ما هو عمق هذا الحدث التاريخي العجيب؟ وما هي رسالة الميلاد الحقيقية؟ الميلاد هو:

 1- إتمام للوعود

إن قصة الميلاد تضرب جذورها عميقًا في مشورات الله الأزلية، وقد بدأت في فكره قبل تأسيس العالم، وأعلنها بعد سقوط آدم في الخطيئة في جنة عدن على شكل وعد صغير في تكوين 15:3 بمجيء النسل الذي سيسحق رأس الحية. هذا الوعد هو عبارة عن نبوة إلهية استغرق إتمامها آلاف السنين قبل وصولها إلى محطة بيت لحم وولادة الطفل يسوع في ملء الزمان (غلاطية 4:4). لقد تطور هذا الوعد وتحول إلى ثلاثة أفكار أساسية في العهد القديم هي:

أولاً: عهد الله ووعوده لإبراهيم بأن يتبارك بنسله جميع أمم الأرض. هذا النسل كما يوضح بولس هو المسيح المولود في بيت لحم (غلاطية 16:3).

وثانيًا، عهد الله مع شعب إسرائيل في جبل سيناء بأن يكون لهم إلهًا وهم يكونون له شعبًا (خروج 5:9).

وثالثًا: وعد الله لعائلة داود الملك بأنه سيقوم ملك من نسل داود يرثه ويجلس على كرسيه ولا يكون لملكه نهاية، وقد تأكدت هذه المواعيد والنبوات وتحققت بحذافيرها في ميلاد يسوع العذراوي في بيت لحم، فالميلاد هو إتمام لكل المواعيد الإلهية التي قيلت بفم أنبياء الله القديسين: "أَمَّا أَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمَِ أَفْرَاتَةَ، وَأَنْتِ صَغِيرَةٌ أَنْ تَكُونِي بَيْنَ أُلُوفِ يَهُوذَا، فَمِنْكِ يَخْرُجُ لِي الَّذِي يَكُونُ مُتَسَلِّطًا عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَمَخَارِجُهُ مُنْذُ الْقَدِيمِ، مُنْذُ أَيَّامِ الأَزَلِ" (ميخا 2:5).

2- معجزة فريدة

أصبحت قصة ميلاد يسوع أمرًا بديهيًا ومسلَّمًا به... نمرّ بها مرور الكرام مثل أي حدث عابر، وقد نسينا أن الميلاد ببساطة هو ثاني أقوى معجزة إلهية.

أول معجزة إلهية كانت خلق الكون من العدم بكلمة واحدة (تكوين 1:1)، وثاني معجزة هي أن الله نفسه صار إنسانًا وظهر في الجسد، وهذا ما يسميه بولس "سرّ التقوى" أي إنه لغز إلهي يعصى على الفهم والاستيعاب (1تيموثاوس 16:3).

هل يخطر على بال إنسان أن الله الأزلي الكلي القدرة والوجود والمعرفة وغير المحدود، يمكن أن ينحصر في المكان والزمان، ويجوع ويعطش ويتعب ويعاني الآلام ويموت كبقية الجنس البشري؟ هذا أمر مستحيل بحسب الفلسفة اليونانية حيث يستحيل على "اللوغوس" (يوحنا 1:1) الكلمة، الذي هو أصل الكون وبه تتماسك أجزاؤه بعضها مع بعض، أن يصير بشرًا أو يسكن في جسد مادي محدود. وكذلك، لم يستوعب الفكر اليهودي المشبع بالنبوات والانتظار الطويل لمجيء "المسيا" المخلص، طرق الله في التجسد، وبالتالي رفض المسيح كابن الله المتجسد وأسلمه للصلب.

الجانب الآخر من التجسد هو امتلاك يسوع طبيعتين: فهو في نفس الوقت إله كامل وإنسان كامل بكل معنى الكلمة. إنها معجزة خارقة لا يمكن فهمها واستيعابها لأنها تفوق مستوى العقل البشري المحدود، ولا يمكن قبولها إلا بالإيمان. هذه المعجزة بالنسبة لله، هي الحل الوحيد والطريقة الوحيدة التي يستطيع بها الله فداء البشرية من الهلاك الأبدي.

 

3- فرصة لاتخاذ قرار

يقول المفكر المسيحي فرنسيس شيفر: "إن أهم حقائق الكون هي:

أوّلاً: وجود الله

وثانيًا: هي أنه غير صامت"

فهو دائمًا يتكلم، وقد أعلن نفسه بوحي الطبيعة، مزمور 1:18. والناموس الداخلي أي صوت الضمير (رومية 15:2)، وأيضًا بالإعلان المكتوب "الكتاب المقدس"، وقد بلغت ذروة إعلان الله في ميلاد يسوع في بيت لحم، وهكذا كلمنا بشخص ابنه الكلمة المتجسد يسوع، (عبرانيين 1:1). ولكن الله عندما يكلمنا بطرقه المتنوعة فهذا يعني أن كلامه وعباراته هي مسألة خطيرة تخص مصيرنا الأبدي لأنها مسألة حياة أبدية أو موت أبدي لا تحتمل التأجيل أو اللامبالاة، وتتطلب تجاوب واتخاذ قرار.

الله يحذرنا من الوقوف كمتفرجين على حدث مصيري ذي نتائج أبدية: "فكيف ننجو نحن إن أهملنا خلاصًا هذا مقداره قد ابتدأ الرب بالتكلم به ثم تثبت لنا من الذين سمعوا" (عبرانيين 3:2). إن محتوى رسالة الميلاد هو أنه كما ولد يسوع بالروح يجب أن نولد نحن من فوق ولادة ثانية بالروح القدس. إن الميلاد هو فرصة للتوبة والولادة الثانية ونوال الحياة الابدية التي صارت متاحة بتجسد ابن الله.

المجموعة: كانون الأول December 2011

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

107 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10477065