Voice of Preaching the Gospel

vopg

كانون الثاني - شباط Jan Feb 2012

الدكتور وجيد

"المستقيمون يجلسون في حضرتك"

يحدثنا الكتاب عن المسيح بأنه كان يصعد إلى الجبل ليصلي. وأريد أن أحدثكم عن ثلاثة جبال هامة في الكتاب المقدس:

الجبل الأول: جبل سيناء - محضر مخيف لله

إنه جبل الوصايا والشريعة. كان محضر الله مخيفًا جدًا، "احْتَرِزُوا مِنْ أَنْ تَصْعَدُوا إِلَى الْجَبَلِ أَوْ تَمَسُّوا طَرَفَهُ. كُلُّ مَنْ يَمَسُّ الْجَبَلَ يُقْتَلُ قَتْلاً".، وكان الشعب في خوف عظيم.

 

الجبل الثانى: جبل التطويبات

حيث تحدث الرب بالموعظة على الجبل وقال: "طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ". يسميهم الرب يسوع "أنقياء القلب" ويسميهم داود "المستقيمون". وعند جبل التطويبات نجد الوسيلة أو الطريقة التي بها نستطيع أن نجلس ونكون في محضر الرب.

الجبل الثالث: جبل الجلجثة

إنه جبل الصليب والموت الفدائى لأن الدينونة رُفعت عن المؤمن. قال الرسول بولس في رومية 1:8 "إِذًا لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ".

على جبل التطويبات كان المسيح معلمًا، وعلى جبل الجلجثة نجده فاديًا ومخلصًا. فجبل التطويبات يرفع أعيننا إلى جبل الجلجثة حيث الفداء. ومنه تكون استقامة القلب. إنه يكشف عن عجزنا الكلي لفداء أنفسنا فنصرخ مع بولس في رومية 24:7 "وَيْحِي أَنَا الإِنْسَانُ الشَّقِيُّ! مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هذَا الْمَوْتِ؟".والمنقذ الوحيد هو رب المجد يسوع المسيح.

ولذلك نرى كيف أن داود تدارك هذا الأمر وقال في مزمور 13:140: "الْمُسْتَقِيمُونَ يَجْلِسُونَ فِي حَضْرَتِكَ".

وعندما نتأمل كلامه وكيف يكون محضر الله، يمكننا أن نتصوره في نقطتين أساسيتين:

أولاً: حضرة الله مخيفة ومهوبة، فكيف يجلس الإنسان في محضر الله؟

ثانيًا: من هم المؤهلون للجلوس في حضرة الرب؟

أولاً: حضرة الله مخيفة ومهوبة

نجد في العهد القديم وصفًا لله في مهابته وعظمته ومخافته. ففي سفر التثنية 21:7 "لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ فِي وَسَطِكَ إِلهٌ عَظِيمٌ وَمَخُوفٌ". ومزمور 2:47 "لأَنَّ الرَّبَّ عَلِيٌّ مَخُوفٌ، مَلِكٌ كَبِيرٌ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ". وفي سفر الخروج 20:33 قال الرب لموسى: "لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَرَى وَجْهِي، لأَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ". وفي عبرانيين 31:10 "مُخِيفٌ هُوَ الْوُقُوعُ فِي يَدَيِ اللهِ الْحَيِّ!".

من هذه الأمثلة وغيرها الكثير في كتابنا المقدس، نرى أن الحضور والوجود في محضر الله غير ممكن للإنسان. فكيف يتعامل الإنسان مع الله؟ وكيف يقول داود في مزموره: "الْمُسْتَقِيمُونَ يَجْلِسُونَ فِي حَضْرَتِكَ". ماذا يعني بذلك؟ وكيف يكون الإنسان مستقيمًا في نظر الله حتى يستطيع أن يجلس في حضرة الرب ويتعامل معه؟ كيف ونحن مولودون في الخطية، والكتاب يقول: "الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعًا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ". وهذا يأتي بنا إلى النقطة الثانية وهي:

ثانيًا: من هم المؤهلون للجلوس فى حضرة الرب؟

قال داود: "المستقيمون" هم الذين يستطيعون أن يكونوا في محضره. وهنا يأتي السؤال: كيف يمكن لإنسان خاطئ أن يكون مستقيمًا في عيني الرب. هذا يحدث فقط من خلال عمل الصليب، لأن الصليب يشفي ويخلّص.

الرب يشفي - في الصليب - من كل مرض روحي وكل خطية. وعند جبل الجلجثة كل شيء ممكن. في سفرهوشع 4:14 يقول الرب: "أَنَا أَشْفِي ارْتِدَادَهُمْ. أُحِبُّهُمْ فَضْلاً، لأَنَّ غَضَبِي قَدِ ارْتَدَّ عَنْهُ". ويقول عدد 9: "فَإِنَّ طُرُقَ الرَّبِّ مُسْتَقِيمَةٌ، وَالأَبْرَارَ يَسْلُكُونَ فِيهَا". ونجد أن الله يسرع لإنقاذ أبنائه الذين يعيشون في مخافته وقد اغتسلوا بدم الخروف.

والرب يخلص: الاعتماد على صخرة الجلجثة.

يقول داود: "قُلْتُ لِلرَّبِّ: أَنْتَ إِلهِي. أَصْغِ يَا رَبُّ إِلَى صَوْتِ تَضَرُّعَاتِي". ويقول أيضًا في عدد 7 "يَا رَبُّ السَّيِّدُ، قُوَّةَ خَلاَصِي، ظَلَّلْتَ رَأْسِي فِي يَوْمِ الْقِتَالِ". إنه يقول: "قوة خلاصي" وهي قوة الصليب الخارقة التي تخلص من كل خطية ومن سيطرة إبليس والخطية.

"وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ".

قال الرب يسوع في الموعظة على الجبل:

"طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ". ويصبح القلب مستقيمًا ونقيًّا عندما يحل المسيح فيه، وهذا يحدث عندما نعترف ونقبل المسيح مخلصًا شخصيًّا لنا.

"الْمُسْتَقِيمُونَ يَجْلِسُونَ فِي حَضْرَتِكَ"، أي يكونون قريبين من الرب.

"أَمَّا أَنَا فَبِالْبِرِّ أَنْظُرُ وَجْهَكَ. أَشْبَعُ إِذَا اسْتَيْقَظْتُ بِشَبَهِكَ".

وأخيرًا أختم بما ورد في سفر الرؤيا 9:7-17 "هؤُلاَءِ الْمُتَسَرْبِلُونَ بِالثِّيَابِ الْبِيضِ، مَنْ هُمْ؟ وَمِنْ أَيْنَ أَتَوْا؟ هؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ أَتَوْا مِنَ الضِّيقَةِ الْعَظِيمَةِ، وَقَدْ غَسَّلُوا ثِيَابَهُمْ وَبَيَّضُوا ثِيَابَهُمْ فِي دَمِ الْخَرُوفِ. مِنْ أَجْلِ ذلِكَ هُمْ أَمَامَ عَرْشِ اللهِ (أي في محضره إلى الأبد)، وَيَخْدِمُونَهُ نَهَارًا وَلَيْلاً فِي هَيْكَلِهِ".

هل أنت تتمتع بالوجود في حضرة الله؟ هل حصلت على الخلاص ونلت التبرير الذي بالإيمان؟

المجموعة: كانون الثاني - شباط Jan-Feb 2012

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

579 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10546282