حزيران June 2012

201206 Coverعصرنا الذي نعيش فيه يماثل عصر نوح... غريب وعجيب!
عصر لا مثيل له بين عصور التاريخ القديم، وأقرب ما يكون شبيهًا بعصر أو جيل
ما قبل الطوفان، عندما كثر شر الإنسان في الأرض، وتنجست كل تصورات قلبه، فمحا الله بطوفان الماء كل حي على وجه الأرض، وحفظ حياة نوح ومن دخل معه من ذريته إلى فلك النجاة.


فجيلنا الحاضر وجيل الطوفان متشابهان إلى حد بعيد. ففي جيلنا نسمع عن انحرافات، وممارسات مشينة، وانحطاطات أخلاقية لا تصدّق... من مآثم، وفجور، وتبدّل أخلاقي، وإباحية جنسية بشتى صورها ومظاهرها، وتعرّي، وخروج عن سلطة الوالدين، وحوادث العنف، والسطو، والقتل، والتعدي على الأنظمة والقوانين، والخروج عن الأعراف والشرائع، والإدمان على المخدرات، والسكر، والإلحاد، والاستخفاف بمبادئ الدين القويم، وإلى ما هنالك من قائمة طويلة يتلوّن بها هذا العصر من خصائص ومميزات.
وفيما كنت أتأمل في وضع شبيبة اليوم - سواء كان ذلك في الغرب أو في الشرق،  وعلى ضوء ما أراه بأم عيني، وما أطلع على أحوالهم يوميًا، وأستشفه من أخبارهم – وجدت نفسي أتساءل: لو أن الوالدين، وأولياء الأمور، والمعلمين، والموجهين، وقادة المجتمع، ورجال الدين وغيرهم ممن يهيمنون على مصائر أولادهم وشعوبهم، لو كان هؤلاء قدوة طيبة وأمثلة صالحة لأولادهم، هل كنا نشاهد ما نشاهده؟ ونسمع وما نسمعه؟ لو كانت هناك وحدة عائلية، ورابطة تربط بين الأب والأم، ومحبة تسود الأسرة... هل يمكن أن يحدث ما يحدث بين شبيبة اليوم؟ أليس تفسخ العائلة وانهيار أسسها، وفقدان المحبة بين أفراد العائلة الواحدة هي من أهم أسباب الانحرافات الأخلاقية؟ فبالنسبة لهؤلاء، أصبحت الحياة لا معنى لها ولا هدف. فهم لا يعلمون من أين أتوا، ولماذا هم هنا، ولا يعرفون إلى أين هم سائرون؟ أسئلة لا أجوبة لهم عندهم. الحياة بدون الله تافهة وتعسة. والواقع مؤلم لا يطاق... لذلك ترى هؤلاء المدمنين يهربون من واقع الحياة ليغوصوا في واقع الرذائل والشرور.
وقانا الله وإياكم أيها القراء من شرور هذه الآفات الأخلاقية التي تنذر بنهاية العالم في أية لحظة الآن.
فأين ستكون أنت؟

 

المجموعة: حزيران June 2012