كانون الأول December 2012

2012coverفي قرية بيت لحم، وفي مذود مظلم للبقر، شع نور ميلاد أول رسول للسلام. لم يكن في ميلاده ولا في حياته مظاهر الغنى والعظمة الكاذبة كالذين يتشدّقون اليوم بالسلام، والسلام منهم ومن رسالتهم براء، بل كانت حياته أغنية سلام عذبة، وإرساليته خدمة قضية السلام الكبرى بين الله والناس. ومن كان أقدر من ابن الإنسان ليصنع الصلح والسلام يوم صليبه؟
واليوم، إذ يتحدث قادة العالم عن السلام، ويطلقون الصواريخ الموجهة عابرة القارات وغيرها، كل ذلك استعدادًا لشرارة الحرب التي سيكون السلام النقطة الحرجة فيها.
وهل يأتي السلام أو ينتشر بالدماء؟
أما في ميلاد رئيس السلام فلم يشهد هو لنفسه بل ترنمت له ملائكة السماء بالشهادة: "المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة".
وهل يصنع السلامَ إنسانٌ سكنت الخطية قلبه وتملكته شهوات العالم وأطماعه؟!
كلا! فلا يغركم أحد بكلام باطل مثل هذا لأنه بسبب هذه الأمور يأتي غضب الله على أبناء المعصية... ولا سلام قال إلهي للأشرار!
ولكن من الذي يصنع سلامًا؟
إن السلام ثمرة من ثمار نقاوة القلب وتسليم الحياة لله... إنه الحكمة النازلة من فوق التي هي أولاً طاهرة ثم مسالمة. ولهذا، فأين لإنسان عالمي جسدي مبيع تحت الخطية أن يصنع سلامًا على الأرض؟ أليس الأولى به أن يصنع سلامًا بينه وبين نفسه؟ وويل للعالم من الذين يتسلطون عليه وهم يرتدون مسوح الرهبان، ويغيّرون أشكالهم إلى أشباه ملائكة النور، ويحملون زيتونة مزّيفة خضراء يلوّحون بها للسلام، فإن تملّك مثل هؤلاء، فاعلموا أن هذا فصل الختام وعلى الدنيا السلام والبشرية العفاء.
لن يصنع سلامًا إلا ابن الله، عُرف بأنه الطريق والحق والحياة، فهذه رسالة الأبناء الأحرار وليست رسالة العبيد!
ما أجمل السلام!
"طوبى لصانعي السلام فإنهم أبناء الله يُدعَون".
وأخيرًا، ها نحن نستقبل عيد الميلاد المجيد مرة أخرى، ونحن أقوى مما كنا قبلاً. بل ورسالة مجلة صوت الكرازة هادفة وناضجة وقوية. فإننا على العهد والميثاق. نقدم رسالة صحيحة من الوجهة اللاهوتية والعلمية والاجتماعية. ويسرنا أن نستمع إلى اقتراحاتك وآرائك.

 

وكل عام وأنتم بخير

المجموعة: كانون الأول December 2012