آب Agust 2013

ِAugust 2013نستطيع أن نرى حكمة البشر من خلال الاختراعات التي يقدّمها العلماء، أما حكمة الله فإنها تَظهر من خلال خليقته للكون، وقيمة الخليقة هي الخليقة الجديدة. فحكمة الله تُرى من خلال خلاص النفوس، أكثر مما تُرى في خلق الكون.
لقد استطاع البشر أن يخترعوا الحفّارات التي تحطّم الصخر، لكنهم لم يستطيعوا أن يخترعوا آلة تذويب القلب الحجري، وتحويله الى قلب لحمي حسّاس. لكن هناك اختراعًا إلهيًا واحدًا يستطيع ذلك، هو دم المسيح. فالقلب الغبي للإنسان الملحد، أو القلب المتكبّر للإنسان الفريسي، أو القلب الشرير للخاطئ المهمل، متى وُضع في نبع الدماء المتدفّق من جنب المسيح، فإنه يذوب في الحال ويتوب عن كل خطاياه، ويتطهّر من كل آثامه.
على أن دم المسيح، لا يحطّم القلب القاسي ثم يتركه بعد ذلك، لكنه بعد ما يطهره يمسك بهذا الحطام، ويصوغ منه قلبًا جديدًا. ما أعجب دم المسيح! فهو يحطم القلب القاسي، ثم يشفي القلب المحطّم. إنه يذيب قلوبنا الحجريّة، ويعيدها إلينا قلوبا لحمية محبّة. ما أعجب حكمة الله، فهو ينزع من القلب كل رعب ويأس ودنس، ويهبه راحة وسلامًا وفرحًا. إنه يفكّ قيود الخطية، ويمتّع الإنسان بالحرية الروحية، كما يقول الكتاب: "إن حرّركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارًا." إلهنا يجرح ويعصب، يقتل ويحيي. فالتجديد هو المعجزة العظمى. ولئن كان البعض يعتقدون أن عصر المعجزات قد انتهى، لأننا الآن لا نرى معجزة ضَرب الصخرة التي تُخرج ماء، أو عصا موسى التي تشقّ البحر، إلا أننا نرى معجزات أعظم بكثير، في تغيير القلوب والضمائر نتيجة قوة دم المسيح. فمعجزة الإنجيل العظمى هي خلاص الإنسان الخاطئ، وما زلتُ حتى الآن أرى أثناء زياراتي لمختلف البلاد خطاة يرجعون للرب - نتيجة عمل النعمة الإلهية.
عزيزي القارئ، هل تحطّم قلبك أمام منظر الصليب، وذاب حبًا نتيجة حب المصلوب؟ هل تطهّرت بالدم الثمين الذي سال من جنب المسيح؟ هل آمنت بالمخلص وخلصت من خطاياك؟ هل تغيّر قلبك وتقدّس، ونلت الحياة الجديدة المباركة؟ آمن بالرب يسوع المسيح فتحصل على كل هذا.

المجموعة: آب August 2013