تشرين الأول October 2013

October 2013 Coverتمر الأيام بسرعة مذهلة، وكأننا نريد إمساك الزمن أو اللحاق به لنحقق ما أمكن من إنجازات ومشاريع. والزمن لا يعرف حدًا للوقوف عنده وكأنه الحق الحق أو الدوامة الفارغة. وفي كلا التشبيهين تناقض كبير كما بين اليقين والشك. ويبدو أن هذه أنسب صورة يمكن إلصاقها بالزمن وبأهل هذا الزمان؛ هكذا الناس على حدي نقيض – بين الفضيلة والبُطل، بين الإيمان والإلحاد، بين الغنى والفقر، بين المرض والصحة، وبين السلام والحرب.
نعم،  لقد أوجد الله النور والظلمة، اليابسة والبحر، البرد والحرّ. لكن، توجد هناك طريقة للتحوّل من الظلمة إلى النور، ومن اليبوسة إلى الرطوبة، ومن البرودة إلى الحرارة. ولقد أثبتت هذه الوسيلة قدرتها على هذا التحوّل للأفضل في مختلف الظروف والمناسبات. فالرب يسوع المسيح هو لولب كل حركة تحولية في كيان الإنسان والكون.
تعصف موجات من الشر والإباحية بعالمنا. لكن، ونشكر الرب لأجل هذه الـ "لكن"، رغم ما كتب لها من نجاح، وتوسع، وشراسة، امتدت يد القدير لتصفع إبليس وأعماله الخبيثة صفعة شديدة. وأخذت محبة المسيح تحوّل نفوس الضائعين وتردّهم إلى حظيرة الخراف. إن كلمة الله لن تسقط ولن تفشل. والروح القدس لم يزل يجري عمليات التبكيت والتتويب بين أصحاب القوة والعنف، بين الشباب الثائر والحائر، وهكذا تتبدل ثورة العنف إلى ثورة محبة.
ونتساءل في نفس الوقت: هل من شروط للنهضة؟ هل من سعي أو جهد خاص ينبغي أن يبذل للوصول إلى النتائج الروحية الباهرة؟
نقول بحسب مفهومنا البشري المحدود، نعم. ونعمنا هذه ليست متأرجحة أو مشككة، بل إنها مشددة ومؤكدة. نعم، نحتاج إلى حياة روحية أرفع وأعمق. نحتاج إلى غوص جديد، وتكريس أكثر، وصلاة أوفر، وجهاد روحي أثبت. نحتاج إلى انسجام بين ما نبتغيه وما نقوم به. فقوانين المادة تقول: "لكل تحرك تجاوب معاكس ومساوٍ لهذا التحرك". بعبارة أخرى، كي نستطيع أن نصد تيارات الشر علينا أن نضع قوى مساوية ومعاكسة لها لتستطيع صدها وإيقاف تقدمها. القوة موجودة. فهل من يحركها؟
لذا نصرخ من الأعماق: لنتكرس جميعنا من جديد، ونسع بفرح ومن داخل القلب لتمجيد الرب. لنتشدد جميعنا، نحن أولاد الرب الذين في العواصم والأرياف، في الساحل والداخل، في الجبال والسهول، في كنائس كبيرة وصغيرة، لنتجدد، لنلتف، لنتكاتف حول عمل الرب.
نعم، نحتاج لهذا الجهاد! لنرى نهضة روحية حولنا. لكن لنضع أيضًا في أذهاننا أن هذه كلها ليست سوى مقدمة للنهضة، لأن النهضة الحقيقية هي من عمل الروح القدس فقط وليست ناجمة عن مجهود بشري كبير أو صغير. والرب لا يدعنا نفشل بل سيتمم أشواق قلوبنا.

المجموعة: تشرين الأول October 2013