تشرين الأول October 2013


القس فضل ناجيتكررت هذه الكلمات أربعة مرات في إنجيل متى، قالها الرب يسوع للتلاميذ ثلاث مرات، ولبطرس مرة واحدة، وسيكون تأملنا من خلال هذه الكلمات كالآتي:


أولاً: لا تكن قليل الإيمان أمام احتياجات الزمان


قال الرب في الموعظة على الجبل في متى 30:6 أنه يهتم بالطيور، وزنابق الحقل، ويُلبسها أفضل من سليمان "أفليس  بالحرى جدًا يلبسكم أنتم يا قليلي الإيمان؟" وهذا ما نحتاجه في هذه الأيام أن يزداد إيماننا فلا نهتم ولا نقلق ماذا نأكل، أو ماذا نشرب، أو ماذا نلبس. قد يكون اهتمامنا ليس الأكل أو اللبس... قد يكون الفواتير، أو المصروفات لتعليم أولادنا، أو قروض البيوت، أو السيارات، وخلافه... دعونا نثق في الرب الذى يُطعم الطيور، ويُلبس عشب الحقل، هو يهتم، هو يدبر. تعالوا بنا نرجع إلى ما وراء، ونرى كيف عالنا وسدد الاحتياجات طوال هذه السنوات، ونتعلم أنه هو هو أمسًا واليوم وإلى الأبد.
سأل عصفور صديقه: لماذا يعيش البشر في قلق وهمّ؟
رد عليه العصفور الآخر قائلاً: يبدو أن ليس لهم الآب السماوي الذي يعتني بك وبي. إنه أبونا السماوي الذي يعتني ويهتم بنا حتى أن شعور رؤوسنا لها عدد، وواحدة منها لا تسقط بدون أذنه. لك أب سماوي حي وقدير. ثق فيه واتكل عليه.

ثانيًا: لا تكن قليل الإيمان عند التجربة والامتحان


"ما بالكم خائفين يا قليلي الإيمان" (متى 26:8). قالها الرب للتلاميذ عندما هاج البحر عليهم وكان معهم الرب في السفينة.  قال التلاميذ للرب: "إننا نهلك!"
مساكين هم التلاميذ مثلنا عندما ندخل في ظرف صعب! نتحير، نضطرب، ونخاف، ونتخيّل أن نهايتنا اقتربت. لم يعلم التلاميذ أن الرب الذي معهم في السفينة هو الخالق المسيطر على هذا الكون بكل من فيه. كيف لبحر صغير أن يهلك من خلقه. هو "نائم" لأنه إنسان كامل، لكنه أيضًا الإله الكامل. لو فكر التلاميذ للحظة، ما كان منهم إلا أن يناموا في سلام بجوار رب الكون العظيم! هذا درس لنا، وهو عند هياج رياح التجارب، والمشاكل، والحرب من حولنا، نثق في رئيس السلام، ونعلم أن كل الأمور في يده. ليتنا نراه معنا في السفينة وهو يقودها فلا بد أن تصل إلى الميناء الأمين، فنرنم:
بين يديك الحانية وضعت رأسي في سلام
ما أنت فيه هو تدريب للإيمان والاتكال على الرب. لن تهلك بل ستخرج من ظروفك وأنت قوي في الإيمان وسترى أن الرب يسوع بكلمة أسكت البحر وأبكمه فصار هدوء عظيم.

ثالثًا: لا تكن قليل الإيمان في منتصف الطريق


"يا قليل الإيمان، لماذا شككت؟" (متى 31:14). هذه مرة أخرى كان التلاميذ في وسط البحر المضطرب، لكن الرب لم يكن معهم إلا أنه أتى إليهم في الهزيع الرابع ماشيًا على البحر. فقال بطرس: إن كنت أنت هو فمرني أن آتي إليك على الماء. قال له الرب: تعال. فنزل ومشى على الماء، وبعد قليل خاف وابتداء يغرق.
تشجع بطرس وسار على الماء. مثلي ومثلك، قد نتشجع من اجتماع أو مؤتمر لنبدأ مع الرب، لكن لا نستطيع أن نكمّل لأننا نرى أمورًا لا قيمة لها.
رأى بطرس الريح... لكنه لو أستمر ناظرًا إلى الرب، واثقًا به، وحوّل عينيه عما حوله، لما خاف. قد تكون أخذت قرارًا لأمر معين أو بدأت مشروعًا، أو خدمةً، والمحيطون بك يحاولون تفشيلك. استمر ناظرًا إلى الرب لأن الذي ابتداء به هو يكمّل. لا تتوقف في منتصف الطريق. سر فوق كل الصعاب والمفشلات بقوة الرب يسوع الذي أعطى الأمر لك: تعال. تعال ماشيًا على الماء مثلي، لانى أمرتك. تشدد وتشجع لأني معك. يقول الرب لك: سنكمّل معًا ولن أتركك حتى أفعل ما كلمتك به. ليزد الرب إيماننا حتى نثق أن الرحلة، والهدف، والرؤيا، والخدمة، والمشروع، كل هذه ستكتمل بنعمة ومعونة القادر على كل شيء.

رابعًا: لا تكن قليل الإيمان أمام المستقبل


"لماذا تفكرون في أنفسكم يا قليلي الإيمان أنكم لم تأخذوا خبزًا؟" (متى 8:16).
قال الرب للتلاميذ: "تحرزوا من خمير الكتبة"، فظنوا أنه يتكلم عن الخبز. فقالوا: إننا لم نأخذ خبزًا، مما جعل الرب أن يذكرهم بخمس خبزات الخمسة الآلاف وسبعة خبزات الأربعة الآلاف، وكم تبقّى. قال لهم: كيف لا تفهمون! مسكين هو الإنسان الذي ينسى إحسانات الرب، وتسديد الاحتياجات في الماضى، ويقلق لأمور بسيطة. لو تعلم التلاميذ الدرس لما قلقوا. كانوا يعلمون أن من بارك الخمسة خبزات هو يبارك حتى ولو نسوا أن يأخذوا معهم خبزًا. علاج الأمان للمستقبل هو أن ترجع إلى الوراء فترى كيف باركك الرب وحفظك كل هذه السنين، تجد نفسك تعيش في سلام. ما تحتاجه هو أن تصلي: يا رب، زد إيماني حتى أثق أنك أنت ضامني في يومي وغدي. كل ما  كُتب كُتب لأجل تعليمنا. ليتنا نتعلم الدرس أن الذي بارك في القليل هو أيضًا يستطيع أن يخلق من لا شيء... هذا هو الإيمان بحسب عبرانيين 11 "أما الإيمان فهو الثقة بما يُرجى والإيقان بأمور لا تُرى".

صلاة:

يا رب، آتي إليك بضعف إيماني، وخوفي من مجهول أيامي، زدني ثقة وإيمانًا بأنك بدأت وسُتكمّل معي. ها صلاتي مع تلاميذك: زد إيماني. آمين.

المجموعة: تشرين الأول October 2013