حزيران June 2014

201406 coverقد يتمتّع الإنسان بسلامٍ كاذب حين يعيش على اختبارات الماضي...وهذا أمرٌ في غايـة الخطورة، إذ نتصوّر أننا في أمان، نتيجةً لاختبارٍ ما، كنا قد تمتّعنا به منذ عشرات السنين. ألا يحقّ لنا أن ننظر إلى الماضي، لنتعلم بعضًا من الدروس العملية في طريق الخدمة، ونجد بعض التعزية التـي تسندنا في ساعة التجربة؟

ونحن في ذلك نكون مثل رامي السهام، الذي يشدّ وتر القوس بالسهم إلى الوراء، لكي يرميه إلى الأمام بقوة أعظم.ولكن، ممّن نتعلم الهدوء والسلام، ونحن نغوص وسط عالم ممتلئ بالاضطراب؟ إن مثَلَنَا الأعلى هو شخص الرب يسوع المسيح، فقد قيل عنه مرة، أنه كان هادئًا، لأنه كان يعرف مسبقًا ما سيعمله. نعم، إن جهلنا هو السبب المباشـر الذي يسبب ارتباكنا. فنحن لا نعلم ما سوف يحدث غدًا، وهذا يدفعنا أن نتساءل: كيف؟ ومتى؟ وأين؟ وهذه التساؤلات كلها، هي كالسيوف الماضية التـي تقتل فينا كل فرح وسلام، وتفقدنا بركة الرجاء والمحبة. لكننا حين نتشبّه بسيّدنا، ونعرف ما سنعمله، فإننا سنتمتّع بالسلام.رُبّ سائلٍ يقول: ليس المهم أن نعرف ما سنعمله نحن، بل ما سيعمله الله. أقول كلا، فنحن قد لا نعرف ما سوف يفعله الله، حتى يأتي الوقت الذي فيه يقوم الله بتنفيذ عملـه، لكن علينا أن نعرف ما سنعمله نحن. فهذا أمر لا يجب أن نجهلـه. علينا أن نعرف معنى وضع كل شيء في يد الله. فحين نضع مشاكلنا داخل عقولنا، أو بين أيدينا، فإننا سنمتلئ خوفًا وقلقًا، ولكن حين نضعها بين يدي إلهنا فإننا لن نخاف، لكننا سنتمتع بالسلام الكامل والفرح المستمرّ.ربي... أعني لأضع كل الأمور - سواء ما يتعلّق منها بنفسي، أو ما يتعلق بمجدك - بين يديـك المباركتين، بكل بساطة وإيمان، لتمتلئ نفسي سلامًا ومحبة وتضحية لمجدك وخدمتك.

المجموعة: حزيران June 2014