ما أجمل الكلمات التي جاءت في سفر الرؤيا، والتي تقول عن المسيح: "الذي أحبنا، وقد غسّلنا من خطايانا بدمه." (رؤيا 5:1)
يشتاق كثير من البشر أن يتخلصوا من خطاياهم؛ إنها بالنسبة لهم – وهذا حق – مثل القاذورات التي يتعيّن الاغتسال منها. لقد عبّر المرنم عن هذا بقوله مخاطبًا الله:

"اغسلني كثيرًا من إثمي، ومن خطيتي طهّرني... طهرني بالزوفا فأطهر. اغسلني فأبيضّ أكثر من الثلج... امحُ كل آثامي." (مزمور 51)
إن الخطية رغم بشاعتها ورغم أنها تتسبب في دنس الإنسان واتّساخه، إلا أنه يمكن التخلّص منها بسهولة، والاغتسال منها فلا تترك أثرًا، ويصير الإنسان نظيفًا كمن لم يرتكب خطأ. إن هذا يتحقق من خلال الاغتسال بدم المسيح. يقول الرسول يوحنا: "ودم يسوع المسيح ابنه يطهّرنا من كل خطية." (1يوحنا 7:1)
إن الاغتسال بدم المسيح لا يعني التخلص من الخطية وحسب، بل يعني أيضًا القداسة والتبرير. يقول الكتاب: "لكن اغتسلتم، بل تقدّستم، بل تبرّرتم باسم الرب يسوع وبروح إلهنا." (1كورنثوس 11:6)
إلى كل المتعبين من الخطية والشاعرين بثقل ذنوبهم، إلى هؤلاء نقول: إن الخطية مرض أصاب البشرية، ونقول: لا تدعوا إبليس يثقل ضمائركم... الخطية لها حل وعلاج، يمكنكم الاغتسال منها فتتطّهرون. ليست نهاية المطاف أنكم أخطأتم، تعالوا إلى المسيح واغتسلوا بدمه. "لأَنَّهُ إِنْ كَانَ دَمُ ثِيرَانٍ وَتُيُوسٍ وَرَمَادُ عِجْلَةٍ مَرْشُوشٌ عَلَى الْمُنَجَّسِينَ، يُقَدِّسُ إِلَى طَهَارَةِ الْجَسَدِ، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ يَكُونُ دَمُ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِرُوحٍ أَزَلِيٍّ قَدَّمَ نَفْسَهُ ِللهِ بِلاَ عَيْبٍ، يُطَهِّرُ ضَمَائِرَكُمْ مِنْ أَعْمَال مَيِّتَةٍ لِتَخْدِمُوا اللهَ الْحَيَّ!

المجموعة: تشرين الأول (أكتوبر) 2015