201504كان "الموت على الصليب" في أيام الرومان الوسيلة الشنيعة لمجازاة كل مجرم يستحق الموت. لكن هناك ما يستحق التأمل في ذلك الصليب الذي حمله المسيح في طريقه إلى الجلجثة.

ذكر الوحي في العهد القديم "وَإِذَا كَانَ عَلَى إِنْسَانٍ خَطِيَّةٌ حَقُّهَا الْمَوْتُ، فَقُتِلَ وَعَلَّقْتَهُ عَلَى خَشَبَةٍ، فَلاَ تَبِتْ جُثَّتُهُ عَلَى الْخَشَبَةِ، بَلْ تَدْفِنُهُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ..." (تثنية 22:21-23) وقد روّعني تنفيذ هذه الوصية الإلهية في موت ودفن الرب يسوع المسيح. ففي كل مرة يُعلَّق مذنب على خشبة العار يصير مكروهًا من الله الذي كان ينظر إلى الأرض بغضب شديد طالما ظل جسد المجرم معلّقًا دون أن يوارى من أمام عينيه. وهذه صورة لكل إنسان خاطئ محكوم عليه بالموت. لكن "اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ». لِتَصِيرَ بَرَكَةُ إِبْرَاهِيمَ لِلأُمَمِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ..." (غلاطية 13:3-14) فالمسيح حمل صليبه خارج أسوار أورشليم... ويضع كاتب الرسالة إلى العبرانيين أهمية بالغة على هذه الحقيقة حيث ذكر: "فَإِنَّ الْحَيَوَانَاتِ الَّتِي يُدْخَلُ بِدَمِهَا عَنِ الْخَطِيَّةِ إِلَى «الأَقْدَاسِ» بِيَدِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ تُحْرَقُ أَجْسَامُهَا خَارِجَ الْمَحَلَّةِ. لِذلِكَ يَسُوعُ أَيْضًا، لِكَيْ يُقَدِّسَ الشَّعْبَ بِدَمِ نَفْسِهِ، تَأَلَّمَ خَارِجَ الْبَابِ." (عبرانيين 11:13-12) وهذا يظهر بوضوح أن المسيح هو الشخص الذي كانت ترمز إليه ذبائح الخطية في العهد القديم. وإذ نعلم بطبيعة هذه الذبائح أنه بتقديمها تنتقل خطايا التعدي إلى الحيوانات المعدة للذبح، وأنه بعد رفع الذبيحة يتبرّر الخاطئ، هكذا أيضًا ذبيحة المسيح وما سبقها من آلام رهيبة احتملها تؤكد هذه الحقيقة أن الرب يسوع حمل لعنة الخطية عن كل واحد منا.
ويؤكد بولس الرسول قائلاً: "لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ تَحْصُرُنَا. إِذْ نَحْنُ نَحْسِبُ هذَا: أَنَّهُ إِنْ كَانَ وَاحِدٌ قَدْ مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ، فَالْجَمِيعُ إِذًا مَاتُوا." (2كورنثوس 14:5) فكل من يأتي إلى المسيح بالإيمان واثقًا فيه أنه مخلص الخطاة، يُنسب له موت المسيح الذي مات لكي يرفع عنه لعنة الخطية.
هل تعرف محبة أعظم من هذه؟!
إن الله الآب قد ارتضى أن تحلّ اللعنة على ابنه الحبيب عوضًا عنك لكي تنعم أنت بالحياة الأبدية، لكن إن كنت تستمرّ في رفضك للمسيح ولا تريد أن تأتي إليه تائبًا، فإن لعنتك ستبقى عليك، وثق أنه لا يوجد مكان في السماء أو على الأرض للملعونين من الله.
إن حمل الله الذي عُلّق ومات وقام يناديك الآن، فاقبل نداءه الحنون. اصرخ إليه من كل قلبك الآن قائلاً: يا مخلّص الخطاة اقبلني.
"لأَنَّ «كُلَّ مَنْ يَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ يَخْلُصُ»." (رومية 13:10)

المجموعة: نيسان (إبريل) 2015