الأخت أدما حبيبيفي إحدى حفلاتِه الصَّاخبة، في Canecio في العاصمة ريو دي جنيرو راح الموسيقار الكبير، والملحّن الشهير، والمغني المعروف Cazuza ينفثُ دخان سيجارته في الهواء ويقول بصوت مرتفع يتحدّى فيه الله الخالق: "خذْ يا ألله، فهذه لكَ." لكن، هل تعلم كيف مات كازوزا؟ يُقال إنَّه لاقى حتفه وهو في ريعان شبابه، عن عمر يناهز الاثنين والثلاثين من جراء مرض السرطان في الرئة وبطريقة مرعبة!

وحين سؤل J. Bruce Ismay رئيس الشركة التي أقدمت على بناء Titanic عن مدى سلامة هذه الباخرة العملاقة آنذاك، قال ردًا على الصحفي وبلهجة ساخرة: "كلا، لا أحد يستطيع أن يُغرق هذه السفينة العظيمة، ولا حتى الله نفسه." ولكن ويا للأسف حين ارتطمت السفينة العملاقة بجبلٍ من الجليد في اليوم الرابع لرحلتها من إنكلترا إلى نيويورك، قفز J. Bruce Ismay بنفسه إلى آخِر قارب نجاة معدٍّ للركاب لينجو هو من الغرق. وهكذا غرقت السفينة العملاقة، التي قيل عنها بأنّ لا أحدَ يقدر على إغراقها، في قلب المحيط بشكل مخيف، بعد ساعاتٍ فقط من ارتطامها بالجبل الجليدي. ومات في تلك الليلة الحالكة السواد أكثر من ألف وخمسمئة واثنين وعشرين شخصًا من الركاب والقبطان. ونجا منها سبعُمئة فقط على قوارب النجاة التي بلغت العشرين. وهذه القوارب وُضعت في الباخرة العملاقة كما قيل حين صُنعت، ليس لكي تُستخدم في إنقاذ حياة ركاب Titanic، بل من أجل إنقاذ حياة ركاب سفنٍ أخرى تتعرّض للغرق في وسط المحيط. لماذا؟ لأنَّ سفينة التايتانيك لا تغرق!
وفي Campinas في البرازيل، ذهبت مجموعة من الأصدقاء وهم سكارى لكي يلتقوا بإحدى صديقاتهم ويأخذوها معهم إلى حيثُ كانوا مزمعين أن يسهروا. وحين ودَّعت الأمُّ المؤمنة ابنتها، بدتْ قلقةً جدًا عليها بسبب عشرتها لهذه الشلّة من الأصدقاء الأردياء، فأمسكت بيدها وقالت لها: يا ابنتي أستودعك لله، اذهبي في رعايته الآن وهو سيحميك. لكن الفتاة الصبية، سرعان ما أجابت أمها بكل استهزاء واستهتار قائلة: ها، ها! ليس لدينا مكان في السيارة هنا لكي يرافقنا الله يا أمي، لذا عليه أن يجلس في صندوق السيارة في الخلف حيث نضع حوائجنا وحقائبنا. وبعد سويعات قليلة جاء الخبر المفزع، خبر وفاة كلِّ مَن كان في السيارة بعد تعرُّضها لحادثٍ أليم. ولم يستطع أحد التعرف إلى السيارة ولا حتى إلى نوعيتها. لكن، ولدهشة الجميع كان صندوق السيارة لا يزال قائمًا ولم يُصبْ بأي أذى. وعندما فتحَه الشرطي وجد أن هناك قفصًا مليئًا بالبيض لم ينكسر منهُ ولا بيضة واحدة!
و Christine Hewitt الصحفية المعروفة في جمايكا، والتي كان لها دور في الإعلام الفكاهي، كريستين هذه صرَّحت مرة قائلة بأنَّ الكتاب المقدس هو أسوأ كتاب كُتب في التاريخ. ولكن في العام 2006 وُجدت كريستين محترقة في داخل سيارتها حتى إنه كان من الصعب جدًا التعرّف عليها بسبب تشوّه جثتها وفقدان ملامحها!
وصرح مرة John Lennon المغني الشهير في فرقة Beatles في إحدى المقابلات معه لمجلة أمريكية: "إن المسيحية لن تصمد طويلًا وسرعان ما ستندثر. إنني متأكد من ذلك. ويسوع المسيح هو شخص عادي ومواضيعه بسيطة للغاية. أما نحن، فريق البيتلز، فمشهورون أكثر منه." كان هذا التصريح في العام 1966. لكن Lennon لقي مصرعه حين تعرّض لإطلاق النار من قبل أحد خصومه، إذ أفرغ في جسده ست رصاصات فأرداه قتيلًا!
(عن الإنترنيت، تُرجمت بتصرف)

* * * * *

قال الرسول بولس بوحي من الروح القدس هذه الكلمات الملفتة للانتباه: "الله لا يُشمخ عليه. فإن الذي يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضًا." (غلاطية 7:6) هذا هو الردُّ الذي كان هؤلاء أجمعون يردُّون به على الله خالقهم وصانعهم، خالق السماء والأرض، ومانح الإنسان نسمة الحياة الخالدة. يتكبَّرون ويتجبّرون على الله ويستهزئون بالذي جَبلهم من التراب، ونفخ فيهم روحه لكي يكون لهم معه شركة حية وعلاقة حميمة. لكن، على نقيضِ أولئك تمامًا، نسمع صاحب المزامير النبي والملك داود يهتف من كل قلبه ليقول لله الذي جبله وصنعه هذه الكلمات المفعمة بالشكر والامتنان: "ماذا أردُّ للرب من أجل كل حسناته لي؟ كأس الخلاص أتناول، وباسم الرب أدعو." (مزمور 12:116-13) نعم، ماذا أردُّ له من أجل كل جميله معي؟ كل حسناته، كل عطاياه، كل الامتيازات، كل المعونة، كل أشغالي، كل الفرص التي أتاحها لي؟ نعم، ماذا أدفع له مقابل إحساناته معي؟ هل فعلًا نستطيع أن نفعل ذلك؟ بالتأكيد لا. فقط علينا أن نعترف بجميله، ونشكر حسنَ صنيعه، لأنك يا قارئي لن تستطيع الاستمرار في العيش من دون جمائله وإحساناته التي لا تُعدّ ولا تُحصى.
قيل في إحدى الإحصائيات إنَّه:
إذا صحوت هذا الصباح من نومك وقمتَ من فراشك وأنت تتمتع بالصحة، فأنت أفضل من مليون شخص في العالم لن يظلُّوا على قيد الحياة حتى نهاية الأسبوع.
وإذا لم تشعر قط بقرقرة معدتك يومًا من جرَّاء الجوع، فأنت أفضل من تسعمئة وخمسة وعشرين مليون شخص يعانون في العالم اليوم من وخز الجوع المدقع.
وإذا كان لديك طعام في الثلاجة، ولباس يغطي جسدك، ومكان تتآوى فيه، فأنت أغنى من خمسٍ وسبعين بالمئة من الناس في العالم اليوم.
وإذا كان لديك حسابٌ في البنك، وعدد قليل من الدريهمات، فأنت من الثمانية بالمئة الأغنياء في العالم اليوم.
وإذا كنت تقدر أن ترفع رأسك والابتسامة تعلو وجهك، والشكر ينبع من داخلك، فأنت بالحق مبارك ومحظوظ لأن معظم الناس من حولك تستطيع أن تفعل ذلك لكنها لا تفعل.
وأخيرًا، إذا استطعت أن تقرأ هذه الكلمات فأنت فعلًا تتمتّع بنعمة هائلة هي نعمة العلم، لأن هناك أكثر من بليوني شخص أمِّي في العالم اليوم لا يقدرون على القراءة.
فهل تضم صوتك يا قارئي إلى صوت المرنم داود وتقول: "ماذا أردُّ للرب من أجل كل حسناته لي؟ كأس الخلاص أتناول، وباسم الرب أدعو." لا تستطيع أن تردّ جميل الله عليك بجميلٍ آخر، كلّا، بل كل ما تقدر أن تفعله هو أن تتفوّه بالشكر والحمد له وتعدّد جوده وإحسانه عليك؟ فإذا اختبرت حقًا هذه البركات والنِّعم في حياتك، وكانت لك علاقة حية مع شخصه، تقدر عندئذٍ أن تحُصي هذه البركات شاكرًا إياه عليها جميعًا. فهل تعبِّر عن شكرك وامتنانك له؟ إنه وحده الذي يغفر جميع ذنوبك، الذي يشفي جميع أمراضك، الذي يفدي من الحفرة حياتك، الذي يكللك بالرحمة والرأفة، الذي يشبع بالخير عمرك، فيتجدّد مثل النسر شبابك (مزمور 103).
ثم هل نشكر الله على زوجاتنا، وأزواجنا، وأولادنا، وأقربائنا، وأصدقائنا، وجيراننا، ومعارفنا؟ هؤلاء هم بركة نفيسة في حياتنا مثلما قال الرسول بولس شاكرًا أهل الكنيسة في تسالونيكي: "لأنه أيَّ شكر نستطيع أن نعوّض إلى الله من جهتكم عن كل الفرح الذي نفرح به من أجلكم قدّام إلهنا؟" (1تسالونيكي 9:3) حريٌّ بنا ألَّا نتذمر كما تذمر شعب الله في القديم، بل على العكس نشكر مانح العطايا، الله الآب والرب يسوع المسيح الذي أخلى نفسه لكي يفتدينا ويهبنا الحياة الأبدية، والروح القدس محيينا ومعزينا ومرافقنا في وسط هذ العالم.

فماذا أردُّ للرب من أجل كلِّ حسناته لي؟
لنسمع كلمات هذه الترنيمة التي نظَمها الأخ ألبير حداد في هذا المنحى إذ قال:

ماذا أردُّ للرب الذي فدى
نفسي من الهلاك من أسر الردى؟
كأس الخلاص آخذ وأشكر
وأدعو باسمه العلي طول المدى

القرار

لا شيءَ فيَّ لا شيءَ مني
الكل من فضل حبّه
الرب ترسي وهو مجنِّي
حقي وبرِّي أحيا به
فهل تعيد الفضلَ حقًّا لمَن فضلُه عليك جادَ وفاضَ؟!

المجموعة: تشرين الثاني (نوفمبر) 2015