Voice of Preaching the Gospel

vopg

الدكتور أنيس بهنامهذه هي الحلقة الأخيرة من سلسلة دراستنا لظهورات المسيح كما وردت في عبرانيين 24:9-28. رأينا في المرات السابقة:
أولاً: أن المسيح جاء أي أُظهر مرة ليبطل الخطيئة بذبيحة نفسه. أي جاء ليخلص الإنسان من خطاياه.
"صادقة هي الكلمة ومستحقة كل قبول: أن المسيح يسوع جاء إلى العالم ليخلص الخطاة..." (1تيموثاوس 15:1)

جاء ليمجّد الآب (يوحنا 4:17) وليهزم الشيطان وجنوده "إذ جرّد الرياسات والسلاطين، أشهرهم جهارًا، ظافرًا بهم فيه (أي في الصليب)." (كولوسي 15:2)
جاء لكي نعرف الآب، لذلك قال: "الذي رآني فقد رأى الآب." (يوحنا 9:14). هذا حدث لتلاميذه ويحدث لنا إذ ندرس الأناجيل الأربعة.
جاء ليترك لنا مثالاً لكي نتبع خطواته (1بطرس 21:2 وأيضًا متى 29:11)

ثانيًا: سيظهر الآن أمام وجه الله لأجلنا

كرئيس كهنة الذي دخل إلى الأقداس بدم نفسه، ولنا به ثقة للدخول إلى الأقداس.
كشفيعنا عند الآب (1يوحنا 1:2).
وهو الوسيط الوحيد بين الله والناس (1تيموثاوس 5:2).

ثالثًا: سيظهر ثانية للخلاص للذين ينتظرونه. وهذا هو موضوعنا في هذه المرة

إن مجيء المسيح مرة أخرى هو حقيقة يؤمن بها كل مسيحي حقيقي. قد يختلف المؤمنون في فهمهم للتفاصيل المتعلقة بمجيئه الثاني، مثل الحوادث التي تسبق مجيئه أو النبوات التي ستتم في ذلك الوقت. أما أنه سيأتي ثانية فليس فيه اختلاف بين المؤمنين، لأن هذه حقيقة ترد مرارًا في الكتاب المقدس. ولا يسعنا المجال هنا أن نقتبس كل الآيات التي تذكر هذه الحقيقة، ولكننا سنشير إلى بعضها:
"أنا أمضي لأعدّ لكم مكانًا. وإن مضيت وأعددت لكم مكانًا آتي أيضًا وآخذكم إليّ حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضًا." (يوحنا 2:14-3)
"ومتى جاء ابن الإنسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه، فحينئذ يجلس على كرسي مجده." (متى 31:25)
"لكي يثبّت قلوبكم بلا لوم في القداسة أمام الله أبينا في مجيء ربنا يسوع المسيح مع جميع قديسيه." (1تسالونيكي 13:3) ويُذكر مجيء المسيح الثاني في كل أصحاح من اصحاحات هذه الرسالة.
"ثم رأيت السماء مفتوحة وإذا فرس أبيض والجالس عليه يُدعى أمينًا وصادقًا... ويُدعى اسمه كلمة الله... وله على ثوبه وعلى فخذه اسم مكتوب: ملك الملوك ورب الأرباب." (رؤيا 11:19-19) وباقي الأصحاح يخبرنا عن إبادة الأعداء بسيفه، أي بكلمة منه.
"ها أنا آتي سريعًا." (رؤيا 7:22، 12، 20)
وأخيرًا، الآية التي هي موضوعنا في هذا المقال: "هكذا المسيح أيضًا بعدما قُدِّم مرة لكي يحمل خطايا كثيرين سيظهر ثانية بلا خطية (أي ليس لأجل مشكلة الخطية، بل) للخلاص للذين ينتظرونه." (عبرانيين 28:9)
ما هو المقصود بالخلاص في هذه الآية؟
ما هو المقصود بعبارة "الذين ينتظرونه؟"
أولاً، لنفهم المقصود بالقول "سيظهر للخلاص" يجب أن ندرك أنه هناك ثلاثة مراحل للخلاص:
الخلاص من عقوبة الخطية أي الهلاك الأبدي. وهذا يحصل عليه الإنسان إذ يؤمن بيسوع المسيح الذي مات لأجلنا، "لأنه هكذا أحبّ الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية." (يوحنا 16:3) وهو خلاص أكيد ثابت. قال الرب يسوع المسيح: "الحق الحق أقول لكم: إن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية، ولا يأتي إلى دينونة، بل قد انتقل من الموت إلى الحياة." (يوحنا 24:5) وهناك آيات أخرى كثيرة تؤكد على هذه الحقيقة.
الخلاص من سلطة الخطية ومن مكايد إبليس التي نحن معرضون لها يوميًا. وهو الخلاص المقصود في عبرانيين 25:7 "فمن ثم يقدر (المسيح الذي له كهنوت لا يزول) أن يخلص إلى التمام الذين يتقدمون به إلى الله، إذ هو حي في كل حين ليشفع فيهم." وقد تكلمنا عن هذا في دراستنا لظهور المسيح أمام وجه الله لأجلنا.
الخلاص النهائي إذ تنتهي رحلتنا على هذه الأرض، وتنتهي الحرب الروحية فنكون مع الرب روحًا ونفسًا وجسدًا.
إن مجيء المسيح الثاني قد أُعلن لنا في الكتاب المقدس لفوائد روحية مهمة. وليس ليكون موضوع جدال بين المؤمنين. ولذلك سنذكر باختصار بعض الفوائد الروحية التي يهدف إليها الروح القدس في كلامه عن هذا الرجاء المبارك.

1. العزاء بخصوص أحبائنا الذين رقدوا في الرب ، أي المؤمنين الذين ماتوا

في 1تسالونيكي 13:4-18 يتكلم الرسول بولس عن مجيء الرب لكي يأخذ المؤمنين ليكونوا معه، ويختم هذا الأصحاح بالقول: "وهكذا نكون كل حين مع الرب، لذلك عزّوا بعضكم بعضًا بهذا الكلام. فمجيء الرب يجب أن يكون سبب تعزية وفرح لكل مؤمن حقيقي.
قرأت قصة عن أحد خدام الرب الذي كان له ابن مريض، وكان هذا الابن العزيز قد قَبِل الرب مخلصًا. بعد إجراء الفحص الطبي الشامل قرر الأطباء أن حياة هذا الابن لن تمتدّ إلى أكثر من أيام قليلة. فذهب الأب بقلب حزين يخبر ابنه قائلاً: "يا ابني العزيز، يقول الأطباء أن أيام حياتك باتت معدودة ومن ثم تمضي لتكون مع الرب يسوع. هل أنت خائف يا ابني؟ فأجابه الابن: "لا يا أبي، إن كان الرب مثلك في صفاته فلست أخاف من ملاقاته." وقال الرسول بولس: "لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح. ذاك أفضل جدًا." إننا نحزن حين يفارقنا أحد الأحباء. ولكن، لا نحزن كالباقين الذين لا رجاء لهم.

2. التشجيع على الاجتهاد في عمل الرب

في كورنثوس الأولى 15 يتكلم الرسول بولس بوحي إلهي عن قيامة المؤمنين. وذكر أنه كما قام المسيح سيقوم المؤمنون. "المسيح باكورة، ثم الذي للمسيح في مجيئه." (عدد 23) ويُختم هذا الأصحاح بكلمات تشجيعية وتحريضية: "إذًا يا إخوتي الأحباء، كونوا راسخين، غير متزعزعين، مكثرين في عمل الرب كل حين، عالمين أن تعبكم ليس باطلاً في الرب." ولنلاحظ قوله "مكثرين" و "كل حين." ليتنا نتذكّر هذا التحريض. فمجيء الرب ليأخذنا لنكون معه لا يجعلنا عاطلين بل عاملين. وقد تكلم الرب يسوع نفسه مرارًا عن المكافآت للخادم الأمين، وهذا ينطبق على جميع المؤمنين وليس فقط على المتفرّغين للخدمة، حتى أنه قال إن كأس ماء بارد لا تضيع أجرته. ولنتذكر ما جاء في عبرانيين 10:6-11 "لأن الله ليس بظالم حتى ينسى عملكم وتعب المحبة التي أظهرتموها نحو اسمه، إذ قد خدمتم القديسين وتخدمونهم. ولكننا نشتهي أن كل واحد منكم يُظهِر هذا الاجتهاد عينه ليقين الرجاء إلى النهاية."
هذه المكافآت ستكون حين يأتي المسيح ثانية.

3. التحريض على حياة الطهارة

"أيها الأحباء، الآن نحن أولاد الله، ولم يُظهَر بعد ماذا سنكون. ولكن نعلم أنه إذا أُظهر نكون مثله، لأننا سنراه كما هو. وكل من عنده هذا الرجاء به، يطهّر نفسه كما هو طاهر." (1يوحنا 2:3-3) والقول "لم يُظهَر بعد ماذا سنكون" لا يعني أنه أمر مجهول عندنا، وإنما يعني أنه ليس ظاهرًا الآن ولكنه سيصبح ظاهرًا عند مجيئه، ظاهرًا أمام الجميع. في هذه الآيات الجليلة التي تلي قوله: "انظروا أية محبة أعطانا الآب حتى نُدعى أولاد الله"، فيها تحريض واضح وقوي لنا على حياة الطهارة. إن العروس التي تحب عريسها وتنتظر رجوعه في أي ساعة تبذل كل جهدها لتكون في منتهى البهاء ساعة لقائها معه بعد غياب طويل.
الخلاصة، إنه لا جدوى من أن تتوافر لنا معلومات عن مجيء الرب الثاني دون أن يكون لها تأثير فينا وفي حياتنا العملية. وهذا لا يعني أن دراسة النبوات المتعلقة برجوع ربنا ومخلصنا يسوع المسيح ليس لها أهمية، إنها مهمة جدًا ويجب أن نشجع بعضنا بعضًا على دراستها. ولكن لأهداف روحية لأن العلم بدون محبة ينفخ وينتج ضررًا.
ليتنا ننتظر رجوع ربنا وفادينا يسوع المسيح بقلوب مشتاقة وحياة مفعمة بالطهارة والخدمة إلى أن نراه وجهًا لوجه. ولإلهنا كل المجد، آمين.

المجموعة: نيسان (إبريل) 2016

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

135 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10541956