الأخ ثروت الضبعتكلمنا في العدد السابق عن دور الزوج وسنتكلم في هذا العدد عن دور الزوجة. وقبل أن ندخل في التفاصيل، أريد أن أنبه إلى أنه من المهم لكل من الطرفين (زوج وزوجة) عند قراءة هذه المقالات أن يعمد إلى تطبيق النصيحة على نفسه لا أن يستغلها ليستخدمها في إظهار نقاط ضعف شريكه أو معايرته. هذا الفكر يهدم ولا يبنى الآخر على الأطلاق.

 

أريد أن أذكرك أختي العزيزة أنك جزء من كيان الأسرة التي تهم الله جدًا وهو يريدك أن تعملي بكل طاقتك حتى تستطيعي أن تحققي مع أفراد أسرتك هدف الله من هذا الكيان العظيم، ومن ضمن هذه الأهداف: نقل صورة الله إلى الأرض، وتسديد الاحتياجات لكل فرد من أفراد الأسرة بطريقة سليمة، وأيضًا تنشئة أجيال صحيحة في جو أسروي متماسك.

 

ما هو موقعك ومكانتك في هذا الكيان الزوجي؟

أولًا: في الكيان الأسروي أنتِ خادمة الكيان، وهذا ليس إنقاص من مكانتك وقدرك، بل على النقيض فالرب شرّفك بأن تخدميه في هذه الخدمة الجليلة في هذه الأسرة بالتحديد، وقريبًا سيكافئك الرب على قيامك بواجبك في أسرتك وستسمعين صوت الرب قائلًا: "نعمّا أيها العبد الصالح الأمين! كنت أمينًا في القليل فأقيمك على الكثير." فكأس ماء بارد فقط لا يضيع أجره (متى 42:10). وتذكري دائمًا وأنت تخدمين أسرتك تذكري المثال الكامل: الرب يسوع الذي وهو السيد والمعلم قام عن العشاء، وخلع ثيابه، وأخذ منشفة واتزر بها، ثم صب ماء في مغسل، وابتدأ يغسل أرجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفة التي كان متزرًا بها (يوحنا 5:13). لقد قام السيد بالخدمة كلها، وكذلك في سفر الأمثال عندما يتكلم الكتاب عن المرأة الفاضلة Excellent فإن أكثر عضو يصفه فيها هو يداها (8 مرات)، تعبيرًا عن خدمتها المستمرة لعائلتها – في مطبخها. 

فوق أعلى حوض الغسيل، كتبت امرأة فاضلة (سوزانا ويسلي) التي أنجبت تسعة عشر من البنين والبنات: "هنا يُخدم الرب يسوع ثلاث مرات في اليوم." ولا عجب أن يكون من أولادها: جون وسلي المبشر العظيم وتشارلز ويسلي مؤلف أكثر من 4500 ترنيمة معظمهم باقٍ إلى الآن.

ثانيًا: يذكر الكتاب عن الزوجة أنها معينة أي مساعدة. والمساعدة لا بد أن تكون شخصًا قويًا يعتمد عليه. وتظهر قوة الزوجة في قدرتها على تحمل الأعباء مع زوجها ومؤازرته في المحن والمصاعب حتى يستطيع أن يقوم بدوره على أكمل وجه. "لَيْسَ جَيِّدًا أَنْ يَكُونَ آدَمُ وحْده، فأصْنع له معينًا نظيره." (تكوين 18:2)

ثالثًا: يذكر الكتاب عن الزوجة أنها جسد الكيان، أي الهيكل الأساسي في الكيان، وهي تعمل ليقوم كل جزء في الجسد بوظائفه تحت قيادة الرأس، وفي تواصل مستمر معه حتى يقوم الكل بدوره. 

 

كيف تمارسين دورك؟

كشخصية: 

  • أن تكوني موضع ثقة كاملة وتامة بلا حدود وكاتمة للأسرار.
  • أن تكوني حكيمة بحيث تجعلين جو البيت هادئًا حتى في وقت المشاكل.
  • أن تعرفي كيف ومتى تتكلمين.
  • أن تكوني مستمعة جيدة.  

كامرأة:

  • دائًما نظيفة ومرتبة.
  • منطلقة في تعبيرها عن عواطفها بحرية وبدون انغلاق.
  • مبتسمة ومشجعة وتؤازر زوجها في مصاعبه وبالأخص مصاعب العمل.
  • راضية ومكتفية أي "تشتغل بيدين راضيتين." (أمثال 13:31)

كزوجة:

  • تعد الطعام جيدا وتختاره بذوق.
  • مقتصدة، كريمة وغير مبذرة.
  • ربة منزل ترعى شؤون البيت.
  • لا تخالف زوجها في كل ما يقول.
  • لا تتأثر برأي الآخرين بل تكون مع زوجها وأسرتها كيانًا مستقلًّا.
  • تجتهد أن تكون دائمًا في المنزل.


بعض النصائح الكتابية

  1. كوني معينة نظيره، افهمي شخصية زوجك ونقاط ضعفه، لتستطيعي إعانته. إن التعبير "معينًا نظيره" الوارد في تكوين 18:2 هو نفس التعبير Puzzle لعبة الأطفال الشهيرة أي مكمِّل الصورة فالرب رتبك لهذا الشخص حتى وتعينيه وتكملي نقائصه.
  2. إعملي لخيره دائمًا: "صانعات خيرًا وغير خائفات خوفًا البتة." (1بطرس 6:3)، ومن أعظم الأمثلة لذلك سارة وكيف كانت تعمل لصالح إبراهيم وتطيعه حتى عندما ضحى بها ليحمي نفسه مرة في مصر ومرة في جرار، وأيضًا مثل أبيجايل التي كانت تعمل لخير نابال مع أنه أحمق.
  3. احترميه وتقدريه كما يأمرنا الكتاب: "... فلتهب رجلها." (1بطرس 5:3)
  4. أحبيه (تيطس 4:2) محبة الصداقة والعواطف والألفة.
  5. إخضعي له حسب ترتيب الله في الأسرة.
  6. عيشي حياة الاكتفاء كما تَعَلَّم الرسول بولس: "تعلمت أن أكون مكتفيًا بما أنا فيه." 
  7. لا تخرج كلمة ردية من فمك (أفسس 32:4).
  8. أوفيه حقه الواجب (1كورنثوس 3:7)، ولا تستخدمي العلاقة الخاصة كسلاح ضد زوجك.
  9. أن تكوني متحلية بزينة الروح الوديع الهادئ (1بطرس 4:3).

كيف تعاملين زوجك أمام الآخرين؟

  1. تعلمي أن تتكلمي بكل احترام وتقدير له أمام الآخرين وحتى في أثناء غيابه.
  2. أعطي اهتمامًا لما يقول حتى وإن كان لا يحلو لك حديثه في هذا الموضوع. إفعلي ذلك فقط لأن ذلك الحديث يهمه.
  3. تفاعلي معه في مشاكله في العمل واعملي دائمًا على تدعيمه بزيادة ثقته في نفسه وأيضًا تذكيره بنجاحه في الماضي

كيف لا تعاملين زوجك أمام الآخرين؟

احذري من ذكر أي تقصير بدا منه أمام الآخرين أو أمام الأهل.

احذري من عقد مقارنات بين زوجك وأي شخص آخر من الأقرباء أو الأصدقاء.

تجنبي الاختلاف معه أمام الأولاد حتى لو كان مخطئًا؛ وإذا حدث فتصالحي أيضًا أمامهم والأفضل أن تتناقشا على انفراد في جو من الاحترام المتبادل فذلك سيوفّر احتمالًا أكبر للمناقشة الهادئة والوصول لأفضل الحلول.

من اللائق أن تعتذري لزوجك عندما تتكلمين معه بأسلوب غير لائق من جراء حالة نفسية مضطربة كنت تمرين بها.

أخيرًا أضع أمامك أختي الزوجة بعض الأمور التي تضايق الأزواج:

  1. تنظيف المنزل يوم راحته.
  2. عدم التواجد بالمنزل وقت عودته.
  3. كثرة الاختلاط والاجتماعيات مع الأقارب والجيران.
  4. الصوت العالي.
  5. عدم وجود طعام عند عودته إلى المنزل.
  6. كثرة التردد على الأهل.
  7. مقارنته برجل آخر.
  8. نقل أسرار البيت.
  9. عدم إكرام أهله وبالذات والدته.
  10. عدم الترحيب بأصدقائه.
  11. الخلاعة في المظهر.
  12. عدم التجاوب في العلاقة الخاصة.
  13. الاهتمام بالأولاد أكثر منه.
  14. إهمال المظهر الخارجي.
  15. محاسبته كالموظف.
  16. كثرة الطلبات.
  17. معايرته بسبب دخله القليل.
  18. الرد عليه باستخفاف.
  19. سماعه دائمًا بأن الحياة معه أشبه بالجحيم.
  20. عدم الغفران.
  21. عدم التقدير.
  22. التحدث عنه أمام الأطفال بعدم لياقة.
  23. ذكر الإساءة الماضية.
  24. التصرف في الماديات بدون مشورته.

ليعطي الرب نعمة وحكمة لكل زوجة حتى تستطيع أن توفر مناخًا صحيًّا جيدًا لزوجها وأولادها فتكون بيوتنا منارة وشهادة لمجد اسمه.

المجموعة: آب (أغسطس) 2016