Voice of Preaching the Gospel

vopg

القس منير سليمانصرح شاب هندي باختباره وكيف خلصه المسيح فقال: "نشأت في طائفة هندوسية متعصبة، لها آلهتها الخاصة بها، وكنت أمارس جميع طقوسها بإخلاص. ولما أنهيت دراستي التحقت بإحدى الشركات، وكنت أقدّم تقريرًا كل يوم عن عملي، لكنى لاحظت أن التاريخ الذي أكتبه كل يوم هو التقويم الميلادي.

فتساءلت: ألا يوجد تقويم هندوسي يليق بعظمة ديانتنا الهندوسية؟ فأجابوني: كلا، بل هذا التاريخ الميلادي هو المعترف به رسميًا في كل دول العالم.
بدأت أبحث عن ذلك الشخص العظيم جدًا، الذي استطاع بميلاده أن يقسم التاريخ كله إلى قسمين: قبل الميلاد، وبعد الميلاد. وفي بحثي هذا تعرّفت على الرب يسوع المسيح، إله التاريخ والبشر وعلى ممرّ العصور. وعلمت أنه تجسّد فوُلد من الروح القدس في أحشاء المطوّبة مريم، وعاش، وتألم، ومات، وقام، وصعد إلى السماء وسوف يأتي ثانية. هذا كله لأجل خلاص كل من يؤمن به بتوبة صادقة وإيمان صحيح من أعماق القلب. فسلمته حياتي التي قسمها أيضًا إلى قسمين: قبل المسيح، أي الماضي الذي عشته في خطاياي، وبعد المسيح، وهو الحياة الجديدة التي أحياها الآن على رجاء الحياة الأبدية. وقد تمّ قول الكتاب: "إذًا إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة، الأشياء العتيقة قد مضت، هوذا الكل قد صار جديدًا." (2كورنثوس 17:5)
بفضل هذا الاختبار استوحيت عنوان موضوعنا ميلاد التاريخ، وتاريخ الميلاد:

1 – ميلاد التاريخ أي بداية التقويم الميلادي، أو التقويم الرسمي المعمول به في أغلب دول العالم، كالأمم المتحدة واتحاد البريد العالمي العام، وجميع المنظمات والهيئات الدولية، كل هؤلاء يؤرخون به سجلاتهم ومستنداتهم ومراسلاتهم اليومية. والسؤال الذي يطرح نفسه: متى بدأ هذا التقويم، وعلى أي أساس؟ وهذا ما نراه فيما يأتي:

2 – تاريخ الميلاد وميلاد ربنا يسوع المسيح: الكلمة الأزلي الذي صار جسدًا وحلّ بيننا. "ولكن لما جاء ملء الزمان، أرسل الله ابنه مولودًا من امرأة، مولودًا تحت الناموس." (غلاطية 4:4) لما اكتمل الزمان المعين من قبل الله، وُلد يسوع في بيت لحم اليهودية، في أيام هيرودس الملك الذي كان واليًا على اليهودية، وفي وقت الاكتتاب الأول الذي جرى في عهد كيرينيوس والي سورية (لوقا 1:2). يقول المؤرخون: وإن كنا لا نستطيع تحديد السنة التي وُلد فيها السيد المسيح، لكننا من خلال هذه القرائن نستطيع تحديد الفترة التي وُلد فيها وهي ما بين عام 6 و4 ق. م.، ومن هذا المنطلق نستطيع أن نجزم أن بداية ميلاد التقويم الميلادي، هو ميلاد الشخص الفريد العجيب ربنا يسوع المسيح.

3 – الميلاد الفريد العجيب: إنه ميلاد ربنا يسوع المسيح - الذي حبلت به مريم العذراء بأعجوبة إلهية من غير أن يمسّها بشر. "الروح القدس يحلّ عليكِ، وقوة العليّ تظلّلكِ، فلذلك أيضًا القدوس المولود منكِ يُدعى ابن الله." (لوقا 35:1) إنه عجيب في مولده في المذود، إذ لم يكن لهما موضع في المنزل؛ وهو خالق الكون بأسره. وهو عجيب في الاحتفال بميلاده، إذ أرسلت السماء جوقة خاصة من الملائكة مرنمة: "المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرّة." لقد شطر التاريخ إلى قسمين: ما قبل الميلاد وما بعده.
ومع أن بداية التقويم الميلادي بدأ بميلاد المسيح إلا أنه لم يبدأ العمل به في العالم إلا في عام 532 م عندما نادى الراهب الروماني "ديونيسيوس أكسيجونوس" أن يكون ميلاد السيد المسيح أساس التقويم المسيحي وبدايته بدلًا من التقويم الروماني الذي بدأ من تأسيس روما. وقد نجح هذا الراهب، واستخدم العالم التقويم المسيحي المتداول حاليًا.

4 – الميلاد الثاني: أي الولادة الجديدة، أو الولادة من فوق التي هي الولادة الروحية. قال السيد المسيح لنيقوديموس: "الحق الحق أقول لك: إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله." وأضاف موضّحًا: "الحقّ الحقّ أقول لك: إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله. المولود من الجسد جسد هو، والمولود من الروح هو روح." ثم أضاف المسيح قائلًا له: "ينبغي أن تولدوا من فوق." (يوحنا 3:3، و5-7) ندرك من هذه الآيات ما هو معنى الميلاد الثاني أو الولادة الجديدة وكيفيتها وضرورتها. أما عن ماهيتها فهي ولادة من فوق، أي من الله. وعن كيفيتها فهي بواسطة كلمة الله وعمل الروح القدس في داخل الإنسان. وهي ضرورية ولازمة لغفران الخطايا. "هأنذا بالإثم صُوِّرت، وبالخطية حبلت بي أمّي." (مزمور 5:51) وهي لازمة أيضًا للحياة الأبدية ودخول ملكوت الله، وبدونها لن يرى أحد ملكوت الله، ولن يدخله.
وهنا يأتي السؤال: إذا كانت الولادة الجديدة هي عمل إلهي، فما هو دور الإنسان فيها؟ والإجابة تأتي من كلمة الله: "لأنكم بالنعمة مخلصون، بالإيمان، وذلك ليس منكم. هو عطية الله. ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد." (أفسس 8:2-9) ولا يفوتنا في هذا المقام أن نذكر أن للولادة الجديدة نتائج مباركة نذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر:
أ- نصير خليقة جديدة: "إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة: الأشياء العتيقة قد مضت، هوذا الكل قد صار جديدًا."
ب- نصير أولاد الله: "وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله، أي المؤمنون باسمه." (يوحنا 12:1)
ج- ندخل ملكوت الله: "إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله." (يوحنا 5:3) وبركات أخرى كثيرة نتمتع بها.
والكلمة الأخيرة لك أيها القارئ الكريم: هل اختبرت الولادة من فوق؟ الفرصة متاحة لك الآن قبل فوات الأوان، فقط صلِّ بإيمان: "اللهم ارحمني أنا الخاطئ،" فتنال تبرير المسيح، ويكون العيد عيدين: عيد ميلاد ربنا يسوع المسيح وعيد ميلادك الجديد.
وكل عام وأنتم بخير!

المجموعة: كانون الثاني (يناير) 2019

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

284 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10475507