Voice of Preaching the Gospel

vopg

القس رسمي إسحاقتنبأ الأنبياء عن ميلاد المسيح قبل ولادته بمئات بل آلاف السنين. ونبوءاتهم كثيرة؛ تنبأ عنه يعقوب أبو الأسباط، وموسى، وبلعام، وإشعياء النبي، وميخا، وغيرهم. قرأ اليهود هذه النبوءات، ولا أكون مبالغًا إذا قلت إنهم حفظوها عن ظهر قلب. وإن لم يكن كل النبوءات فعلى الأقل معظمها. ومما لا شك فيه أنهم كانوا ينتظرونه على أحرّ من الجمر. كانت شهوة قلوبهم أن يروه ويتمتعوا به.

ولكن مع كل أسف، لما جاء رفضوه، كما يعلن لنا البشير يوحنا: "إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله." (يوحنا 11:1) وسأحدثكم في ثلاثة أمور:

أولاً: اشتهوا أن يروه

اشتهوا أن تكتحل عيونهم بمرآه ويتمتعون بوجوده بينهم.
لقد حفظوا نبوءة يعقوب عنه: "لا يزول قضيب من يهوذا أو مشترع من بين رجليه حتى يأتي شيلون وله يكون خضوع شعوب." كما جاءت هذه النبوة في الطبعة اليسوعية "لا يزول الصولجان من يهوذا وعصا السلطان من صُلبه إلى أن يتبوّأ في شيلون من له طاعة الشعوب." وكلمة شيلون تعني في العبرية: "من له الأمر والنهي."
وحفظوا نبوءة موسى: "يقيم لك الرب إلهك نبيًّا من وسطك من إخوتك مثلي. له تسمعون." تلك النبوءة التي دار حولها لغط شديد، إذ يريد البعض في أيامنا أن يثبتوا بأن هذه النبوّة تتحدث عن شخص آخر غير الرب يسوع. لكن كل محاولاتهم باءت بالفشل.
وحفظوا أيضًا نبوءات إشعياء. "ولكن يعطيكم السيد نفسه آية: ها العذراء تحبل وتلد ابنًا وتدعو اسمه عمانوئيل." وأيضًا "يولد لنا ولد ونُعطى ابنًا، وتكون الرياسة على كتفه، ويُدعى اسمه عجيبًا، مشيرًا، إلهًا، قديرًا، أبًا أبديًا، رئيس السلام." وقال أيضًا إشعياء: "ويخرج قضيب من جذع يسى، وينبت غصن من أصوله، ويحلّ عليه روح الرب، روح الحكمة والفهم، روح المشورة والقوة، روح المعرفة ومخافة الرب. ولذته تكون في مخافة الرب."
وحفظوا نبوءة ميخا: "أما أنتِ يا بيت لحم أفراتة، وأنتِ صغيرة أن تكوني بين ألوف يهوذا، فمنكِ يخرج لي الذي يكون متسلطًا على إسرائيل، ومخارجه منذ القديم، منذ أيام الأزل."
حفظ اليهود هذه النبوءات وغيرها، وكانوا دائمًا يرددونها وقلوبهم تشتهي أن تتحقق كل هذه النبوءات حتى يعود المُلك إلى بيت داود مرة أخرى، ليرفع شأنهم ويحررهم من الحكم الروماني الذي نهب خيرات وثروات بلادهم، مرددين القول: "اذكر يا رب ماذا صار لنا. أشرف وانظر إلى عارنا. قد صار ميراثنا للغرباء. بيوتنا للأجانب." ولا شك أنهم كانوا ينكرون أن حاشيته ستكون منهم فقط. كانوا يتوقعون أن الرخاء سوف يعمّ، وسينعمون بفترة استقرار – لذلك كانت شهوة قلوبهم أن يروه.


ثانياً: توقّعوا مجيئه وانتظروه

كان ظهور المسيا هو كل أملهم ومشتهاهم. لذلك انتظروا أن يأتي بفارغ الصبر. لا شك أنهم كانوا ينتظرون مجيئه في قصر من القصور، أو على الأقل في بيت فخم من بيوت الأثرياء، فذلك فقط هو ما يليق بمكانته العظيمة. والغريب أنهم ينتظرون مجيئه حتى اليوم، حتى أن فتيات كرّسن أنفسهنّ بدون زواج حتى يأتي من واحدة منهن بحسب النبوّة: ها العذراء تحبل وتلد ابنًا وتدعو اسمه عمانوئيل.
لقد فسروا كلمات إشعياء: "هوذا بالعدل يملك ملك، ورؤساء بالحق يترأّسون. ويكون إنسان كمخبأٍ من الريح وستارة من السيل، كسواقي ماء في مكان يابس، كظل صخرة عظيمة في أرض معيية. ولا تحسر عيون الناظرين، وآذان السامعين تصغى، وقلوب المتسرعين تفهم علمًا، وألسنة العييِّين تبادر إلى التكلم فصيحًا."
وكم اندهش هيرودس من رؤساء الكهنة وكتبة الشعب الذين جمعهم وأخبرهم عما قاله المجوس عن ميلاد المسيح. ولما سألهم: أين يولد المسيح؟ قالوا: في بيت لحم. ولأنهم كانوا ينتظرونه كان ينبغي أن يكون لهم السبق في الذهاب إلى بيت لحم ليقفوا على حقيقة الأمر. ولكن، يا للعجب! إن الكلام الذي سمعوه من هيرودس لم يحرّك لهم ساكنًا كأنهم لم يسمعوا شيئًا. لو كان انتظارهم حقيقيًّا لكانوا عندما سمعوا كلام هيرودس يتحرّكون ليتأكدوا من حقيقة ما سمعوه. ولكن يبدو أن انتظارهم للمسيا كان صوريًّا.

ثالثًا: ولما جاء رفضوه

رفضوه لأنه جاء بطريقة تختلف عن الطرق التي رسموها في مخيّلتهم. لم يولد في قصر كما تخيّلوا. لم يولد في بيت عظيم من عظماء الأرض. لا يمكن أن يقبلوا أن المسيا الذي تتجه الأنظار إليه يولد في مذود بقر! وهنا أقدّم لهم أسئلة:
ألم تسمعوا أن ملاكًا ظهر لفتاة عذراء مخطوبة اسمها مريم؟ وقال لها: "لا تخافي يا مريم، لأنك قد وجدتِ نعمة عند الله. وها أنتِ ستحبلين وتلدين ابنًا وتسمّينه يسوع. هذا يكون عظيمًا، وابن العليّ يُدعى، ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه، ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد، ولا يكون لملكه نهاية. فقالت مريم للملاك: «كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلاً؟ فأجاب الملاك وقال لها: «الروح القدس يحلّ عليكِ، وقوة العلي تظللكِ، فلذلك أيضًا القدوس المولود منكِ يُدعى ابن الله."
ألم تسمعوا أن ملاكًا وقف أمام مجموعة من رعاة الغنم قائلاً لهم: "لا تخافوا! فها أنا أبشّركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب: أنه وُلد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب."
ألم تسمعوا عن المجوس الذين التقى بهم هيرودس الملك وجمع رؤساء الكهنة وكتبته وسألهم: أين يولد المسيح؟ فقالوا له: في بيت لحم اليهودية. ولا شك أن هيرودس نقل إليهم الكلام الذي تحدث به المجوس.
رفضوه بالرغم من أنهم تعجبوا منه لما كان صبيًا يحاورهم ويناقشهم حتى سألوا: من أين لهذا هذه الحكمة؟
رفضوه بالرغم من أنه فسّر قول إشعياء: "روح السيد الرب عليّ، لأن الرب مسحني لأبشِّر المساكين، أرسلني لأعصب منكسري القلب، لأنادي للمسبيّين بالعتق، وللمأسورين بالإطلاق."
"فابتدأ يقول لهم: ‘إنه اليوم قد تمّ هذا المكتوب في مسامعكم... فقاموا وأخرجوه خارج المدينة، وجاءوا به إلى حافة الجبل الذي كانت مدينتهم مبنية عليه حتى يطرحوه إلى أسفل.’"
ربما نغضب من تصرفات هؤلاء مع الرب يسوع المسيح متسائلين: كيف يرفضونه؟ أليس هذا ما يفعله الكثيرون مع الرب يسوع... ما زالوا يرفضون أن يملك الرب على حياتهم ويتفوّهون عليه بكلمات لا تليق؟ ما أكثر الذين يرفضون المسيح فقط ويستهزئون ويسخرون من الذين قبلوه!
عزيزي القارئ، إن أعظم احتفال بميلاد المسيح هو عندما يدخل المسيح إلى قلبك وتقبله إلهًا ومخلصًا لك. "ليحلّ المسيح بالإيمان في قلوبكم." "اليوم، إن سمعتم صوته فلا تقسّوا قلوبكم."

المجموعة: كانون الأول (ديسمبر) 2017

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

127 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10471757