الأخت أدما حبيبيجذبني هذا العنوان لمقالٍ بالإنكليزية، فَرُحتُ أتفحَّص ماذا يعنيه الكاتب بالضبط. وإذا بي أمام صورةٍ حية عن حياة الخنازير، أجل الخنازير التي تتمرَّغُ بالوحل والطين باحثةً عن طعامها. وما طعامُها إلا قشورُ الذرة اليابسة، بالإضافة إلى كلّ الفضلات التي كانت تُرمى إلى حجرتها القذرة من مائدة السيّد.

كانت الخنازير مسرورةً بما تجدُه وتبدو مستمتعةً لدرجةٍ كبيرة بالأصوات التي تطلقُها أثناء مضغِها. هل تبدو هذه الصورة جيدةً بالفعل؟
كلاَّ بالطبع، لأنَّها لم تَرُقْ هي أيضًا حتى للابن العاقْ والضالّ والبعيد الذي صار يشتهي أن يملأ بطنه منها. فقبلَ أن يؤولَ به المطافُ إلى هذا العيش بين الخنازير، ويصبح مشتهيًا لطعامها الملوّث بالطين لكنَّه لم يجد، كان ينعمُ بعيشٍ هنيٍّ ورغيد، وبسرير مريح دافئ، وبميراث كبير وبثراءٍ يُحسَد عليه، وبأبٍ محبٍّ وحنون، وبمستقبل مؤمّن مضمون، وبطعام شهي وولائم دسمة. كلُّ هذا لم يحسبْه ربحًا بل كان في عينيه كَلا شيءٍ فهو يريد الخروج من دائرة الأمان والاطمئنان، إلى دائرةٍ أوسع يحيا فيها حياته هو على هواه وكما يرغب بحريةٍ واستقلالية. فتمرَّد وخرج إلى العالم الواسع ليختبرَ بنفسه ولنفسه بعيدًا عن الأسرة والأهل والخلاَّن ما فيه من مباهج جذابة، ومناظر أخَّاذة، وهكذا يُثبت لنفسه من جديد أنه يستطيع أن يضمن حياةً سليمة مع شلَّة من الأصحاب جديدة وغريبة هناك بعيدًا عن كل ما هو مألوف ومعروف لديه. لكنَّه، وبعد هذا القرار الحاسم الذي اتَّخذه في التغرُّب، تغيّر مجرى حياته بالكلية، وانتهى به الأمر إلى نهايةٍ أليمة مُرّة. أجل، إلى أين؟ إلى حظيرة الخنازير الفواحة برائحتها الكريهة العَفِنة. ليس إلا!
ذكَّرتني هذه الصورةُ الحية للحياة بين الخنازير ليس بالابن العاق، أو الضال كما تصفه كلمة الله فحسب، بل بحياةِ أحد المغنين المشاهير المسيحيين هنا في أميركا في السبعينات ويدعى (دوغلاس أولدام) Doug Oldham الذي خرج من العيش بين الخنازير أيضًا، أي في طين الحمأة، وراح يصفُ حالته في إحدى أغانيه الشهيرة تحت عنوان "شكرًا للمصلوب فوق تلّ الجلجثة" ما يلي:
ذهبتُ إلى ذلك البيت الذي كنتُ أعيش فيه مع عائلتي، وإذا بابنتي الصغيرة تركض لتختبئَ خلف الباب وهي ترتجف، مذعورةً مني وخائفة. فقلتُ لها: يا حبيبتي يا ابنتي، لا تخافي تعالي، فأنتِ منذُ الآن لديكِ أبٌ آخَر غير الذي كنت تعرفينه في الماضي. حسنًا، شكرًا للجلجثة وللمصلوب الذي رُفع هناك. فأنا لم أعُد الشخص الذي كنتُه سابقًا، شكرًا للمصلوب لأنني تغيّرتُ وأصبحت خليقةً جديدة. وبينما راحت الدموعُ تنهمر كالمطر على وجهي، قلتُ لها: يا حبيبتي، يا ابنتي، شكرًا للمصلوب لأننَّي لم أبقَ أعيش حيث أنا في وحْلِ الحمأة ووسخ الخطية. لقد تحرَّرتُ من مخاوف الغد، وكذلك من أثقالِ الماضي، لأنَّ قيودي تحطَّمت واستبدلْتُها بتاجٍ مجيد. نعم، صرتُ حرًّا، حرًّا أخيرًا.
هكذا وصف المرنم الشهير حياته في هذه الأغنية وعبَّر فيها عن ندَمه لحياة التمرّغ في طين الحمأة. صرخ لكي يطلقه الله ويحرِّرَه ذلك المصلوب فوق تل الجلجثة من ذاته، وأنانيته، ويمنحه قلبًا جديدًا. عندها فقط أطلقه الفادي، وفكَّ قيوده واستبدل قلبَه الحجري بقلب لحميٍّ. فعاد بعدها إلى عائلته التي هجَرها، ليضم أولاده وزوجته إليه من جديد بين ذراعيه وليعبِّر عن توبته الصادقة من قلب جديد منحه إياه الخالق الحناّن والمحب. وغدا من بعدها مغنيًا ومنشدًا لترانيم مسيحية نابعة من اختباراته الحقيقية وحياته المتغيّرة المتجددة كهذه تحت عنوان: شكرًا للمصلوب فوق الجلجثة Thanks to Calvary.
لكن ماذا حصل للابن العاق أو الضال الذي تكلم عنه الرب يسوع المسيح في الإنجيل بحسب البشير لوقا والفصل الخامس عشر؟ ألم يعدْ هو الآخر إلى رُشده ويتب عن قراره الخاطئ الذي أوصله إلى رعاية الخنازير هناك في تلك الكورة البعيدة؟ بالطبع. لكن لم يكن ليعود إلى بيت أبيه لو لم يندم على فعلته هذه أولًا ولو لم يتخذ قرارًا آخر مغايرًا لقراره السابق. إذ يخبرنا الكتاب المقدس بأنه رجع إلى نفسه وقال كم من أجير لأبي يفضل عنه الخبز وأنا أهلك جوعًا. أقوم وأذهب إلى أبي وأقول له يا أبي أخطأت إلى السماء وقدامك ولست مستحقًا بعد أن أُدعى لك ابنًا. اجعلني كأحد أجراك. فقام وجاء إلى أبيه.
هل قبِلَه أبوه يا ترى أم رفَضه وطرده؟ يدوِّن الكتاب ليقول: وإذ كان لم يزل بعيدًا رآه أبوه فتحنن وركض ووقع على عنقه وقبَّله. وهنا اعترف الابن الضال لأبيه بخطئه وندمه معلنًا بالتالي توبته الصادقة، فقال الأب لعبيده اخرجوا الحلة الأولى وألبسوه واجعلوا خاتمًا في يده وحذاء في رجليه.. لأن ابني هذا كان ميتًا فعاش وكان ضالًا فوُجد.
والسؤال الآن يا قارئي: هل هناك من يحتاج إلى عملية زرع قلبٍ جديد؟ تمامًا كما يقوم طبيب القلب الجراح بزراعة قلب جديد في مريض محتاج؟ هكذا بالضبط يصف النبي حزقيال كيف ينزع الله القلب الحجري من الإنسان ويستبدلُه بقلبٍ لحمي. فيقول مسوقًا بالروح عن لسان الله: وأعطيكم قلبًا جديدًا وأجعل روحًا جديدة في داخلكم، وأنزع قلب الحجر من لحمكم وأعطيكم قلب لحم. وأجعل روحي في داخلكم." (حزقيال 26:36)
هناك معيار أو مقياس واحد لنا نحن اليوم، ألا وهو أن نعترف بحاجتنا الماسة لهذا التغيير. لا يهم يا صديقي مَن أنت، أو ماذا تعمل، أو من أيِّ شعب تنحدر، أو أية فئة من الناس كنت، فقيرًا أم غنيًا، مثقفًا أم أمِّيًا، ذا مركز مرموق أو متواضع، الكل واحد في نظر الله. فكل واحد مدعوٌّ لأن يَخرج من طين الحماة، ومن العيش كراعٍ للخنازير، ويعترف بأنّه محتاج للمسةٍ من روح الله ليغيِّره ويمنحه قلبًا جديدًا. إنَّ الجراح لا يمكنه أن يقوم بعملية زرع قلبٍ جديد إذا لم يكنِ المريض فعلًا محتاجًا إليه. فهل أدركت حاجتك القصوى للتغيير كما أدرك المغني الأمريكي Doug Oldham ففاه قائلًا في العدد الثاني من أنشودته:
أصبحتُ حرًا من أثقالي التي كنت أحملها، من حياة خاوية ممزَّقة كنت أعيشها، لأنني تقابلْت مع يسوع المسيح الذي جعلَني صحيحًا من جديد. هو غفر لذلك الإنسان الجاهل الذي هو أنا... نعم تحرّرت أخيرًا!
هو وحده يسوع المسيح الذي يمكِنه أن ينزع القلب الحجري القاسي ويمنح أيًّا منا قلبًا لحميًا لأنه وحده الذي مات معلّقًا على الصليب فوق الجلجثة، بدلًا عن كل واحد منا. مات هناك لكنَّه قام منتصرًا على الموت، ومتمِّمًا فداء الإنسان كل إنسان في الوجود. هو وحده الذي قال عنه الرسول بولس أيضًا هذه الآيات المقدسة: "إذًا، إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديدًا." (2كورنثوس 17:5)
فهل ندرك يا ترُى حاجتنا كأناس خطاة؟ ونعترف بأنَّ القلب سقيمٌ، محتاجٌ إلى نزعٍ بالكليّة، ليحلَّ محلَّه قلبٌ سليم معافى؟ وهل وصلنا إلى قرار الابن الضال الذي نفضَ عنه أخيرًا وحْلَ الخنازير، وازدرى بقشور الذرة اليابسة التي تقتات عليها، ورجع نادمًا ومعترفًا بخطئه، إلى حضن أبيه الدافئ؟
جذبني هذا العنوان لمقالٍ بالإنكليزية، فَرُحتُ أتفحَّص ماذا يعنيه الكاتب بالضبط. وإذا بي أمام صورةٍ حية عن حياة الخنازير، أجل الخنازير التي تتمرَّغُ بالوحل والطين باحثةً عن طعامها. وما طعامُها إلا قشورُ الذرة اليابسة، بالإضافة إلى كلّ الفضلات التي كانت تُرمى إلى حجرتها القذرة من مائدة السيّد. كانت الخنازير مسرورةً بما تجدُه وتبدو مستمتعةً لدرجةٍ كبيرة بالأصوات التي تطلقُها أثناء مضغِها. هل تبدو هذه الصورة جيدةً بالفعل؟
كلاَّ بالطبع، لأنَّها لم تَرُقْ هي أيضًا حتى للابن العاقْ والضالّ والبعيد الذي صار يشتهي أن يملأ بطنه منها. فقبلَ أن يؤولَ به المطافُ إلى هذا العيش بين الخنازير، ويصبح مشتهيًا لطعامها الملوّث بالطين لكنَّه لم يجد، كان ينعمُ بعيشٍ هنيٍّ ورغيد، وبسرير مريح دافئ، وبميراث كبير وبثراءٍ يُحسَد عليه، وبأبٍ محبٍّ وحنون، وبمستقبل مؤمّن مضمون، وبطعام شهي وولائم دسمة. كلُّ هذا لم يحسبْه ربحًا بل كان في عينيه كَلا شيءٍ فهو يريد الخروج من دائرة الأمان والاطمئنان، إلى دائرةٍ أوسع يحيا فيها حياته هو على هواه وكما يرغب بحريةٍ واستقلالية. فتمرَّد وخرج إلى العالم الواسع ليختبرَ بنفسه ولنفسه بعيدًا عن الأسرة والأهل والخلاَّن ما فيه من مباهج جذابة، ومناظر أخَّاذة، وهكذا يُثبت لنفسه من جديد أنه يستطيع أن يضمن حياةً سليمة مع شلَّة من الأصحاب جديدة وغريبة هناك بعيدًا عن كل ما هو مألوف ومعروف لديه. لكنَّه، وبعد هذا القرار الحاسم الذي اتَّخذه في التغرُّب، تغيّر مجرى حياته بالكلية، وانتهى به الأمر إلى نهايةٍ أليمة مُرّة. أجل، إلى أين؟ إلى حظيرة الخنازير الفواحة برائحتها الكريهة العَفِنة. ليس إلا!
ذكَّرتني هذه الصورةُ الحية للحياة بين الخنازير ليس بالابن العاق، أو الضال كما تصفه كلمة الله فحسب، بل بحياةِ أحد المغنين المشاهير المسيحيين هنا في أميركا في السبعينات ويدعى (دوغلاس أولدام) Doug Oldham الذي خرج من العيش بين الخنازير أيضًا، أي في طين الحمأة، وراح يصفُ حالته في إحدى أغانيه الشهيرة تحت عنوان "شكرًا للمصلوب فوق تلّ الجلجثة" ما يلي:
ذهبتُ إلى ذلك البيت الذي كنتُ أعيش فيه مع عائلتي، وإذا بابنتي الصغيرة تركض لتختبئَ خلف الباب وهي ترتجف، مذعورةً مني وخائفة. فقلتُ لها: يا حبيبتي يا ابنتي، لا تخافي تعالي، فأنتِ منذُ الآن لديكِ أبٌ آخَر غير الذي كنت تعرفينه في الماضي. حسنًا، شكرًا للجلجثة وللمصلوب الذي رُفع هناك. فأنا لم أعُد الشخص الذي كنتُه سابقًا، شكرًا للمصلوب لأنني تغيّرتُ وأصبحت خليقةً جديدة. وبينما راحت الدموعُ تنهمر كالمطر على وجهي، قلتُ لها: يا حبيبتي، يا ابنتي، شكرًا للمصلوب لأننَّي لم أبقَ أعيش حيث أنا في وحْلِ الحمأة ووسخ الخطية. لقد تحرَّرتُ من مخاوف الغد، وكذلك من أثقالِ الماضي، لأنَّ قيودي تحطَّمت واستبدلْتُها بتاجٍ مجيد. نعم، صرتُ حرًّا، حرًّا أخيرًا.
هكذا وصف المرنم الشهير حياته في هذه الأغنية وعبَّر فيها عن ندَمه لحياة التمرّغ في طين الحمأة. صرخ لكي يطلقه الله ويحرِّرَه ذلك المصلوب فوق تل الجلجثة من ذاته، وأنانيته، ويمنحه قلبًا جديدًا. عندها فقط أطلقه الفادي، وفكَّ قيوده واستبدل قلبَه الحجري بقلب لحميٍّ. فعاد بعدها إلى عائلته التي هجَرها، ليضم أولاده وزوجته إليه من جديد بين ذراعيه وليعبِّر عن توبته الصادقة من قلب جديد منحه إياه الخالق الحناّن والمحب. وغدا من بعدها مغنيًا ومنشدًا لترانيم مسيحية نابعة من اختباراته الحقيقية وحياته المتغيّرة المتجددة كهذه تحت عنوان: شكرًا للمصلوب فوق الجلجثة Thanks to Calvary.
لكن ماذا حصل للابن العاق أو الضال الذي تكلم عنه الرب يسوع المسيح في الإنجيل بحسب البشير لوقا والفصل الخامس عشر؟ ألم يعدْ هو الآخر إلى رُشده ويتب عن قراره الخاطئ الذي أوصله إلى رعاية الخنازير هناك في تلك الكورة البعيدة؟ بالطبع. لكن لم يكن ليعود إلى بيت أبيه لو لم يندم على فعلته هذه أولًا ولو لم يتخذ قرارًا آخر مغايرًا لقراره السابق. إذ يخبرنا الكتاب المقدس بأنه رجع إلى نفسه وقال كم من أجير لأبي يفضل عنه الخبز وأنا أهلك جوعًا. أقوم وأذهب إلى أبي وأقول له يا أبي أخطأت إلى السماء وقدامك ولست مستحقًا بعد أن أُدعى لك ابنًا. اجعلني كأحد أجراك. فقام وجاء إلى أبيه.
هل قبِلَه أبوه يا ترى أم رفَضه وطرده؟ يدوِّن الكتاب ليقول: وإذ كان لم يزل بعيدًا رآه أبوه فتحنن وركض ووقع على عنقه وقبَّله. وهنا اعترف الابن الضال لأبيه بخطئه وندمه معلنًا بالتالي توبته الصادقة، فقال الأب لعبيده اخرجوا الحلة الأولى وألبسوه واجعلوا خاتمًا في يده وحذاء في رجليه.. لأن ابني هذا كان ميتًا فعاش وكان ضالًا فوُجد.
والسؤال الآن يا قارئي: هل هناك من يحتاج إلى عملية زرع قلبٍ جديد؟ تمامًا كما يقوم طبيب القلب الجراح بزراعة قلب جديد في مريض محتاج؟ هكذا بالضبط يصف النبي حزقيال كيف ينزع الله القلب الحجري من الإنسان ويستبدلُه بقلبٍ لحمي. فيقول مسوقًا بالروح عن لسان الله: وأعطيكم قلبًا جديدًا وأجعل روحًا جديدة في داخلكم، وأنزع قلب الحجر من لحمكم وأعطيكم قلب لحم. وأجعل روحي في داخلكم." (حزقيال 26:36)
هناك معيار أو مقياس واحد لنا نحن اليوم، ألا وهو أن نعترف بحاجتنا الماسة لهذا التغيير. لا يهم يا صديقي مَن أنت، أو ماذا تعمل، أو من أيِّ شعب تنحدر، أو أية فئة من الناس كنت، فقيرًا أم غنيًا، مثقفًا أم أمِّيًا، ذا مركز مرموق أو متواضع، الكل واحد في نظر الله. فكل واحد مدعوٌّ لأن يَخرج من طين الحماة، ومن العيش كراعٍ للخنازير، ويعترف بأنّه محتاج للمسةٍ من روح الله ليغيِّره ويمنحه قلبًا جديدًا. إنَّ الجراح لا يمكنه أن يقوم بعملية زرع قلبٍ جديد إذا لم يكنِ المريض فعلًا محتاجًا إليه. فهل أدركت حاجتك القصوى للتغيير كما أدرك المغني الأمريكي Doug Oldham ففاه قائلًا في العدد الثاني من أنشودته:
أصبحتُ حرًا من أثقالي التي كنت أحملها، من حياة خاوية ممزَّقة كنت أعيشها، لأنني تقابلْت مع يسوع المسيح الذي جعلَني صحيحًا من جديد. هو غفر لذلك الإنسان الجاهل الذي هو أنا... نعم تحرّرت أخيرًا!
هو وحده يسوع المسيح الذي يمكِنه أن ينزع القلب الحجري القاسي ويمنح أيًّا منا قلبًا لحميًا لأنه وحده الذي مات معلّقًا على الصليب فوق الجلجثة، بدلًا عن كل واحد منا. مات هناك لكنَّه قام منتصرًا على الموت، ومتمِّمًا فداء الإنسان كل إنسان في الوجود. هو وحده الذي قال عنه الرسول بولس أيضًا هذه الآيات المقدسة: "إذًا، إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديدًا." (2كورنثوس 17:5)
فهل ندرك يا ترُى حاجتنا كأناس خطاة؟ ونعترف بأنَّ القلب سقيمٌ، محتاجٌ إلى نزعٍ بالكليّة، ليحلَّ محلَّه قلبٌ سليم معافى؟ وهل وصلنا إلى قرار الابن الضال الذي نفضَ عنه أخيرًا وحْلَ الخنازير، وازدرى بقشور الذرة اليابسة التي تقتات عليها، ورجع نادمًا ومعترفًا بخطئه، إلى حضن أبيه الدافئ؟

المجموعة: شباط (فبراير) 2017