إننا نجد بين الحين والآخر مؤمنًا له سنين طوال في الإيمان، قد ارتدّ عن الإيمان وذهب إلى الكورة البعيدة. هذا لا يعود إلى قوة الشيطان أو لعدم وجود النعمة الحافظة، لكنه يدل على عدم سهر المؤمن. من أجل ذلك يحذرنا الوحي كي نسهر في كل شيء، [وأما أنت فاصحُ في كل شيء...] (2تيموثاوس 5:4) نعم، ينبغي أن نسهر ونصلي.

هذه هي وصية الرب يسوع لتلاميذه: [اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة.] (متى 38:26) فحين نكون في شركة مستمرة مع الله نوفر على أنفسنا تجارب نحن بغنى عنها. لأنه عندما تشبع قلوبنا بالرب لا تستهوينا الملذات العالمية. وحين نكون في الروح تتفتح بصائرنا فنفهم حيَل الشيطان. وطالما نحن نعيش في الحضرة الإلهية لا يمكن أن تصل إلينا سهام إبليس الملتهبة، لأن الرب يحفظنا من الشرير. لكن حين نخرج عن هذه الدائرة المباركة المعزية ينفرد بنا الشيطان ويفترسنا.
وتتميز حياة السهر أيضًا بالثبات في الإيمان. [اسهروا. اثبتوا في الإيمان. كونوا رجالاً. تقوّوا. لتصر كل أموركم في محبة.] (1كورنثوس 13:16)
نعم، يجب علينا أن نحارب كل شك، ونستمر في الثقة بالله ومواعيده، حتى ولو كانت كل الدلائل تدعو إلى الشك، علينا أن نسهر ونصحو كي لا يتسرب الشك إلى قلوبنا.
كما هناك أمر ينبغي أن نسهر لأجله وهو الشكر الدائم. فالكتاب يقول: [واظبوا على الصلاة ساهرين فيها بالشكر.] (كولوسي 2:4) نعم، يجب أن نتجنب كل تذمّر. لقد ساد التذمّر على الكثيرين في هذه الأيام، لكن المؤمن الحقيقي المولود ثانية هو دائمًا في روح الصلاة مع الشكر المستمر لله. فحياته تفيض بالحمد للرب، فهو لا يئن ولا يتذمر ولا يتشاءم من الأيام والمستقبل.
أيضًا، حياة السهر تتميّز بالاستعداد الدائم لمجيء المسيح ثانية. فالمؤمن يضع أمامه قول الرب يسوع: [اسهروا إذًا لأنكم لا تعلمون في أية ساعة يأتي ربكم.] (متى 42:24) إنه ينتظر مجيء سيده. من أجل هذا ينطبق عليه قول المسيح: [طوبى لأولئك العبيد الذين إذا جاء سيدهم يجدهم ساهرين. الحق أقول لكم: إنه يتمنطق ويتكئهم ويتقدم ويخدمهم.] (لوقا 37:12)
أخي وأختي الأحباء، هل نحن ساهرون؟ أم هل أصابنا الملل فنمنا؟! وكيف ننام والأسد يزمجر من حولنا يريد أن يفترسنا. وإن كان الرب قد حفظنا في الماضي، فلماذا نتهاون ولا نسهر بينما نجد أن ذلك الأسد قد افترس بعضًا من المؤمنين؟ آه، ليتنا نتعقّل ونصحو من نومنا إن كنا نيام قبل أن يبتلعنا الشيطان. لنحذر الغرور، ولنحرص على البقاء في دائرة الشركة بالله والإيمان والشكر والسهر المستمر.

المجموعة: تشرين الأول (أكتوبر) 2017