الأخ إحسان بطرس[فلما رأى بيلاطس أنه لا ينفع شيئًا، بل بالحري يحدث شغبٌ، أخذ ماءً وغسل يديه قدّام الجمع قائلًا: إني بريءٌ من دم هذا البار! أبصروا أنتم.] يستطيع القاتل الذي تلطخت يداه بالدماء أن يعود إلى البيت ويغسل يديه بالماء والصابون، ويضع بعض العطر على جسمه

حتى يتنسم منه الناس رائحة طيبة. لكن، ماذا عن الضمير المدنَّس بجريمة القتل؟ من يستطيع أن يطهره؟ وماذا عن القلب الذي امتلاء بالحقد لدرجة القتل؟ من يستطيع أن ينظفه؟ وماذا عن أفكار الشر؟ هل يستطيع الصابون أن ينظف الدماغ؟ وهل ينجح الأطباء بعملية غسل الدماغ أن يطهروا المجرم من تفكيره الشرير؟ قد ينفع معجون الأسنان في إزالة رائحة البصل من الفم. لكن، من يستطيع أن يزيل رائحة الفم ونتانته وما يفوح منه من مسبّات وشتائم؟ فالمشكلة هي أن حناجر الناس قبور مفتوحة وسم الأصلال تحت شفاههم.
كثيرون يستحسنون ديانة الماء والصابون لأنها سهلة كما أنها ملفتة لانتباه الناس لأنها تظهر لمن يمارسها بأنه إنسان تقي. فمثلًا، الحاكم الروماني بيلاطس، عرف بأن يسوع بريء وأراد أن يطلقه، لكنه رضخ لمطالب اليهود وحكم على يسوع بالصلب، فماذا يفعل ليتنصل من المسؤولية؟ يغسل يديه بالماء لكي يظهر بأنه تقي وبريء! وهذا هو الإنسان الذي يتديّن بديانة الجسد: قلبه مملوء نجاسة، لكنه يظهر طهارة خارجية. نعم، لقد كان بيلاطس يشعر بالفخر وهو يغسل يديه أمام الجمع المحتشد، فديانة الجسد ترضي الناس لكنها لا تستطيع أن ترضي الله. الإنسان يستحسنها لكن الله يكرهها.
إن تطهير ضمير الإنسان وقلبه لا يتم إلا عندما يقبل الإنسان ذبيحة المسيح التي قدمها على الصليب، ويؤمن بأن المسيح مات من أجل خلاصه، فينال غفران خطاياه على أساس كفارة المسيح المقدمة فوق الصليب.

المجموعة: تشرين الأول (أكتوبر) 2017