دخل خادمان للإنجيل محل بقّال، واشتريا منه بعض الحاجات وأعطياه جنيهًا فأعاد لهما الباقي وخرجا.
وفي الطريق عرفا أنه أخطأ في الحساب،

فرجعا إليه وقدما له المبلغ الزائد، ولاحظا صورًا مسيحية معلقة في دكانه، ففتحا معه باب الكلام عن الإله الأمين الذي تعلما منه الأمانة، فأظهر البقال حيرته، وتكلم عن أحوال التجارة، واضطراره للحلف والسرقة فتحدثا معه عن الولادة الجديدة، وكيف أن كل شيء سيصير جديدًا لو سلّم قلبه للمسيح.
قَبِل الرجل الرسالة، ثم أغلق باب دكانه، وسجد مع الخادمين وسلّم قلبه للمسيح.



هل ترى الله؟
في أعماق الإنسان الطبيعي شعور بالإثم يحجب عنه الرؤيا السماوية. وليس في استطاعتنا أن نعمل شيئًا إزاء هذا الوضع، فهذه صرخة القلب البشري منذ قرون وأجيال سحيقة. [طهرني بالزوفا فأطهر، اغسلني فأبيضّ أكثر من الثلج.]
وما أجمل نقاوة القلب: نقاء الإحساس والشعور الداخلي، نقاء الإخلاص والبساطة ومعارضة النفاق والخداع، ونقاء الهدف والغاية والقصد. ولكن، كيف الطريق إلى القلب النقي ونحن نصرخ مع القديس بولس عندما قال: [ويحي أنا الإنسان الشقي! من ينقذني من جسد هذا الموت؟ عندما أريد أن أفعل الحسنى أجد الشر حاضرًا عندي.]
ولكن بولس بعد أن قابل الرب عند دمشق هتف قائلاً: [إذًا لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح.]
وهذا هو الطريق الوحيد لمن لم يرَ الله بعد. إن طريق الغفران هو طريق نقاء القلب ولكن، احذر! فالقلب النقي لا يأتيك بإصلاح النفس وتقويتها بل بقبول المسيح المخلص، فيغسلك ويطهرك من كل خطيئة، ثم يلبسك ثوب بره، ليتم التجانس، فتصبح أنت المولود من الجسد روحيًا مولودًا من فوق، وعند ذلك تحصل على القلب النقي فتعاين الله. نعم، [طوبى لأنقياء القلب فإنهم يعاينون الله.]

المجموعة: أيلول (سبتمبر) 2017