لقد شيعته الدموع، وضمه القبر، وتلقفه الموت، وسهر عليه الحراس، وظن الناس أن لا رجعة له ولا قيام، لكن الساعة دقت، فاهتزّ القبر، وارتجف الموت، وسقط الحراس، وخرج المسيح ظافرًا غالبًا ولكي يغلب.

أهذا هو الذي بكته المريمات؟!
أهذا هو الذي احتواه القبر؟
أهذا الذي تلقفه الموت؟
أهذا هو الذي سهر عليه الحراس؟
أهذا هو الذي ظنّ الناس أن لا رجعة له ولا قيام؟
نعم، إنه هو وقد قام ليمنح البشر أعظم عيد، عيد الحياة!
إن قيامة المسيح هي نصرة الحياة على الموت، فالموت مهزوم مغلوب، والحياة جارفة غالبة. إنها عيد الخلود، رغمًا عن القبر.
وكم تبهجنا قيامة المسيح عندما تؤكد لنا أن أمواتنا أحياء. إنهم ليسوا في القبر بل مع المسيح الظافر، لأن الله ليس إله أموات بل إله أحياء. كأن الحياة لا تُدفن ولا تموت ولا تُفنى، فهي خالدة. وأحباؤنا الراقدون في المسيح أحياء وخالدون، ونحن سنحيا إلى الأبد ولن نهلك، ما دمنا في المسيح.
هكذا تضمِّد قيامة المسيح جراحنا، وتمسح دموعنا لأنها تعطي الحياة ووعد الحياة [أنا حي فأنتم ستحيون]، [ومن آمن بي ولو مات فسيحيا.]
ثم إن قيامة المسيح تدفعنا إلى التفكير في السماويات، لنطلب ما فوق. لقد افتكرت المريمات في الأرضيات فطلبن الحي بين الأموات. كان نطاق تفكيرهنّ ومجال بحثهنّ في الموت والأموات، لكن القيامة غيّرت كل شيء فبدأن يطلبن ما فوق.
قبل القيامة كان التلاميذ في ضعف واستسلام وخطية. هربوا، أنكروا، شكّوا، عادوا إلى أعمالهم الأولى. لكن القيامة غيّرت كل شيء، فتجمّعوا وجاهروا، وشهدوا، وعمّدوا، وفتنوا المسكونة.
الطرسوسي يسخر، ويضطهد، ويفتري، ولما اكتشف أن المسيح حي مقام، سلّم وتغيّر قائلاً: [يا رب، ماذا تريد أن أفعل؟]
القيامة فجر عهد جديد... عهد خروج من القبور، والظلام، والأفكار الرديئة، وطلب ما فوق، وإماتة الشر فينا، والسير مع الله، عهد [هوذا الكل قد صار جديدًا.]
القيامة لنا هي إن كنا نموت، عندئذ فقط نحيا.
ماذا عندك؟ موت؟ أم قيامة؟

المجموعة: نيسان (إبريل) 2018