الأخت أدما حبيبيلماذا أنا أكرهُ الدين!
ماذا لو قلتُ لكم: بأنَّ يسوعَ المسيح قد أتى لكي ينقضَ الدين؟

ماذا لو قلت لكم: بأنَّ التصويت مع الحزب الجمهوري لم يكن رسالته التبشيرية؟
ماذا لو قلت لكم: بأنَّ انتماءكم للحزب الجمهوري لا يجعلكم مسيحيين تلقائيًا؟
كذلك، وبمجرد أن تدْعوا البعضَ بالعميان، فهذا لا يعني أنكم أنتم من المبصرين آليًا.

* * *
أعني، إذا كان الدينُ عظيمًا جدًا، فلماذا كان السببَ في نشوب الحروب في العالميْن؟
لماذا يبني الدين كنائسَ ضخمة، لكنّه يفشل في إطعام الجائعين؟
الدينُ يمكن أن يعظَ عن النعمة، لكنَّ السلوك شيء آخر حتى صار نقمة!
يميلون إلى السخرية من شعب الله، فهذا ما فعلوه ليوحنا المعمدان الذي أتى داعيًا إياهم إلى التوبة!
لا يستطيعون حلَّ مشاكلهم، فيحاولون إخفاءها بوضع الأقنعة!
وهم بعدُ لا يدركون بأنَّ الدين هو كَمَن يرشُّ العطور على الأكفان،
أتَرَوا معي أنَّ المشكلة في الدين هي أنه لا يمسّ الداخل ولا الكيان،
بل هو مجرَّدُ تعديلٍ في السلوك، أي مثلُ قائمةٍ تحوي الواجبات والفرائض ليقومَ بها الإنسان،
وكأنَّنا نقول: دعنا نُلبِس أجسادنا ملابس، تجعلها للنظر مرتبة وجميلة،
لكن هذا شيءٌ مثيرٌ للسخرية، إذ هذا بالضبط ما كانوا يفعلونه للمومياء، بينما الأجساد داخلها هي متعفنة ومهترئة.
أنا لا أدينُ الآن، لكنني فقط أقول، انزِعوا القناعَ عن وجوهكم،
لأنَّ هناك مشكلة، إذا عرف الناس بأنكم مسيحيون فقط من التواصل الاجتماعي على صفحاتكم.
أعني، في كل منحى من مناحي الحياة، هذا ليس بمنطق مقبول
وكأنكم تقولون: "نحن نلعب مع فريق (الليكرز)" بمجرد أنكم اشتريتم قمصانهم، وهذا طبعًا غير معقول
انظروا، هذا ما كنتُه أنا أيضًا، لكن ما من أحد ٍبدا مهتما بي من قبلُ،
كنت أمثّل وكأني ابنُ الكنيسة، بينما كنت مدمنًا على المناظر القبيحة
أذهب إلى الكنيسة يوم الأحد، ويوم السبت كنت تحت تأثير الجرعات والمخدرات
ارتكبت الرذائل فضاع شبابي وذوي عمري
لاحظوا معي، أمضيت كلَّ عمري وأنا أنسجُ هذا القناع الأنيق
لكنني الآن وبعد أن عرفت يسوع صرت أفتخر بضعفي العميق،
لأنه إذا كانت النعمة كتدفق الماء، فينبغي على الكنيسة أن تكون محيطًا يفيض بالعطاء
لأنها ليست مِتحفًا يعرضُ الناسَ الأحياء، بل هي مشفىً لكل كسيرٍ وجريح من الأشرار،
وهذا معناه أنه ينبغي ألا أغطِّي فشلي، أو أحاول أن أخفي خطيتي
لأنَّ كلَّ ذلكَ يعتمدُ عليه هو، أي فاديّ، وليس عليّ أنا وعلى معاصيَّ
لأنني حين كنت عدوًّا لله وليس من المعجبين بالتأكيد،
نظرَ الله إليَّ من فوق إلى أسفل وقال: أريد هذا الإنسان بالتحديد،
وهذا بالضبط ما جعل المسيح يكره الدين والتدين، ولهذا أيضًا وصفهم بالجهال، وشملَ وصفُه كلَّ رجال الدين والمتدينين،
ألا تروا معي أنَّ هذا أفضل بكثير من اتِّباع مجموعة من الواجبات والقوانين؟
* * *
دعوني أوضِّح ما أعنيه - أنا أحب الكنيسة، وأحب الكتاب المقدس، ونعم، أعرف أنني من الخطاة،
لكن إن أتى المسيح إلى كنيستكم، فهل تدَعونه يدخل ليصبحَ من الرعاة؟
انتبهوا، وتذكروا ما قاله عنه الكتبة والفريسيون: بأنه أكولٌ وشريب خمر ومحب للعشارين والخطاة هكذا راحوا يدينون،
لكنّ ابنَ الله لم يدعم أو يوافق قط على البرِّ الذاتي لهؤلاء، كلا ليس الآن، وليس آنذاك، ولا حتى عند المماتِ!

* * *
والآن عودة إلى النقطة التي قلتها قبلًا، هناك شيء هام يجب أن أذكره وحالًا،
بأنَّ يسوعَ المسيح والدين هما على طرفي نقيض كما في ألوان الطيف،
الواحد منهما يمثِّل عملَ الله، بينما الآخر هو من اختراع الإنسان والأطياف، (أي الأنواع)
الواحد هو العلاج وفيه الشفاء، بينما الآخَر هو المرض والعلةُ والضرّاء،
الدين يقول: اعمَل! أما يسوع فيقول: قد عُملَ وقد أُكمِلَ
الدين يقول: أنتَ عبدٌ، أما المسيحُ فيقول أنت ابنٌ بحسب الوعد،
الدين يضعك تحت نير الأثقال، أما يسوع فينشلُك من الأوحال، ويجعلك حرًا طليقًا لا مُحالْ،
الدين يجعلك أعمى، أما يسوع فيجعلُك مبصرا،
ولهذا فإنَّ الدين ويسوع هما ضدَّان لا يجتمعان.

* * *
الديانة هي أن يفتش الإنسانُ عن الله، لكنَّ المسيحية هي أن يفتشَ اللهُ عن الإنسان.
لهذا فإنَّ الخلاص هو معطى مجانًا، والغفران هو ملكي أنا
ولا يعتمدُ ذلك على ميِّزاتي أنا، بل يعتمد على المسيح نفسِه الذي وحده أطاع، حتى الموت موت الصليب بدلًا عني أنا،
ولأنَّه ارتضى بإكليل الشوك، وبالدم المسفوك،
حمل بنفسه ما نستحقُّه جميعُنا، ولهذا السبب نقول: إنَّها النعمة المتفاضلة من أجلنا،
وحين كان يُصلب ويُهان، صرخ مانحًا الأعداء الغفران
فقال: يا أبتاه: اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون
ولأنَّه حين كان معلَّقًا على الصليب، كان يفكّر بكَ أنتَ وبكِ أنتِ، لكي تنجُوا من الموت الرهيب
وحمَلَ بنفسِه خطايا الجميع، ودفَنَها معه في القبر المريع،
لهذا أنا الآنَ أركعُ أمامَ الصليب لأقول لك: تعالَ يوجد مكان
ولهذا فأنا أكره الدين، والحقيقة هي أنني لا أكرهُه مطلقًا فحسب، بل أنا أرفضُه كلّيًا.
لأنه عندما قال الرب يسوع: "قد أُكمِل"، أنا أثقُ وأؤمن أنَّه كان يعني ما قال.

https://www.youtube.com/watch?v=1IAhDGYlpqY
Jefferson Bethke- Why I hate religion, but love Jesus /Spoken words- Rap Music

المجموعة: كانون الثاني (يناير) 2018