Rev. Rasmi_Ibrahimبينما كنت أقرأ كلمة الرب في حزقيال 20، لمع أمامي عدد 37 "وَأُمِرُّكُمْ تَحْتَ الْعَصَا." وبعد تفكير طويل ذكّرني الرب ما كان يحدث عن تجديد حقّ الرب من صغار الغنم والبقر.

كانوا يعزلون أمهات الأغنام والأبقار عن صغارهم ويكون بينهم حائط له بابان: الأول لإخراج صغار الغنم منه، وباب آخر لإخراج صغار البقر. كان كل باب لإخراج صغير واحد فقط، ويجلس شخص عند كل باب يمسك عصًا، وأثناء دخول صغار كل نوع يرفع الرجل عصاه ليدخل تسعة، والعاشرة تكون قدسًا للرب كما تكون حالتها ونوعها، وكانت توضع عليها علامة مميّزة. لا تُبدَّل، وإن حدث تكون هي وبديلها قدسًا للرب. وسأتأمّل معكم في ثلاث كلمات:

أولاً: عصا تُرفع


1- العصا الإلهية: عصا الله. هذه العصا يمسكها الله بنفسه. من يمسك بهذه العصا هو أبونا ونحن أولاده. "وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله." إنها بنوّة مشرّفة! يفتخر الأبناء إذا كان آباءهم أقوياء وأغنياء ومثقّفين ولهم مكانة اجتماعية. يجب أن نفتخر لأننا أبناء الله ورعيته ولأننا أعضاء جسمه من لحمه وعظامه.

2- عصا الرعاية اليقينية: الذي يمسك بهذه العصا هو الراعي الصالح. يقول يسوع في إنجيل يوحنا: "أنا هو الراعي الصالح والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف." ويقول أيضًا: "أنا هو الراعي الصالح... أعرف خاصتي وخاصتي تعرفني." ويقول إشعياء: "كراعٍ يرعى قطيعه. بذراعه يجمع الحملان وفي حضنه يحملها ويقود المرضعات." نستطيع أن نضمّ صوتنا إلى داود قائلين: "الرب راعيّ فلا يعوزني شيء." الراعي يحمل عصا ليدافع بها عن رعيته، وإن كان يستخدمها أحيانًا لإرجاعنا فذلك لكي لا نبتعد عنه.

3- عصا القيادة: الرب هو قائدنا. يقول أليهو: "يقودك من وجه الضيق إلى رحب لا حصر فيه، ويملأ مؤونة مائدتك دهنًا." ويقول إشعياء: "يقودك الرب على الدوام، ويُشبع في الجدوب نفسك، وينشّط عظامك فتكون كجنّة ريّا وكنبع مياه لا تنقطع مياهه."
إن لم يكن الرب هو إلهك وراعيك وقائدك فإن المتسلِّط عليك يكون عدوُّ كل خير وكل برّ.

4- عصا التعليم: يمسك المعلّم بالعصا ليقود انتباه الطلبة لئلا يفوتهم الدرس. من مِثلُ الرب يسوع معلِّمًا؟ قلْ للرب: "أسألك فتعلّمني." لأنه يقول لكل شخص: "تعلّموا مني لأني وديع ومتواضع القلب..." وأقول لكل من تعلّم من الرب يسوع: أثبت على ما تعلّمت، واستمرّ في التعلُّم منه. الرب يسوع يعرف متى وكيف وأين يقدّم الدرس لكل شخص.
5- إنها عصا المعجزات: سلّم موسى الرب عصاه وكانت عصًا عادية قيل أنه أخذها من العلّيقة. ولما سلّمها للرب صنع بها معجزات. وأطلق عليها الاسم "عصا الله". العصا التي استلمها الرب عمل بها معجزات كثيرة، نقرأ عنها في سفر الخروج... هذه العصا لا تخيفنا، إنها ترعب العدو لكنها تسبب لنا تعزية وفرحًا. "عصاك وعكّازك هما يعزيانني."

ثانيًا: علامة توضع
قلت في المقدمة أن "العاشر من صغار الغنم أو البقر" مقدّس للرب، وتوضع عليه علامة. ونحن عندما نمرّ تحت العصا توضع علينا علامة مميّزة.

1- علامة التخصيص: أصبحنا ملكًا للرب. ما أروع هذا التعبير، "إنسان الله!" يجب أن نرنّم بكل فخرٍ: "أنا للرب، أهتف له من كل القلب." تقول عروس النشيد بكل فخر: "أنا لحبيبي وحبيبي لي." إنه يمتلكني لأنه خلقني ورعاني وفداني.

2- علامة المحبة: إنني متأكد أن العلامة كانت بهيئة صليب لأن الصليب هو أعظم دليل على المحبة. "أحبني وأسلم نفسه لأجلي." "الله بيّن محبته لنا، لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا." تدهشني محبة الرب لي. لماذا أحبني؟ أحبني وانا خاطئ وعاصٍ.

3- علامة الحرية الحقيقية: أندهشُ كثيرًا عندما أسمع إنسانًا خاطئًا يقول: "أنا حرّ." من أين له الحرية وهو عبد للخطية؟ يقول الرب يسوع: "من يفعل الخطية هو عبد للخطية." الذي له الحق أن يقول: "أنا حرّ" هو الإنسان المؤمن لأنه عرف الحق فحرّره. نال الحرية الحقيقية من الرب يسوع الذي قال: "إن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارًا."

4- علامة العهد الإلهي: "وَأُمِرُّكُمْ تَحْتَ الْعَصَا وأدخلكم في رباط العهد." أي في عهد الذي يدخلكم فيه، المذكور في سفر إرميا: أجعل شريعتي في داخلهم وأكتبها على قلوبهم وأكون لهم إلهًا وهم يكونون لي شعبًا... لأني اصفح عن إثمهم ولا أذكر خطيتهم بعد."

ثالثًا: نتائج تتلألأ وتلمع

1) اكتشاف حقيقة نفوسنا: مرّ إشعياء تحت العصا فصرخ قائلاً: "ويلٌ لي! إني هلكت، لأني إنسان نجس الشفتين." ومرّ بطرس تحت العصا فقال: "اخرج من سفينتي يا رب، لأني رجل خاطئ!" واكتشاف حقيقة النفس هي خطوة أساسية في التنقية.

2) معرفة إلهنا: وردت في هذا الأصحاح العبارة: "وتعلمون أني أنا الرب." قال بولس الذي كان يعرف الرب معرفة جيدة: "لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه." ويحثنا الوحي في رسالة بطرس الرسول: "انموا في النعمة وفي معرفة ربنا ومخلصنا يسوع." هناك أناس يعرفون عن الله ولكن الأهم هو معرفة الرب نفسه. "وهذه الحياة الأبدية: أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته."

3) التمتّع بالرضى الإلهي: يقول الوحي في نفس الأصحاح: "أرضى عنكم." إن نوال رضا الرب هو أعظم بركة. "إن أرضت الرب طرق إنسان، جعل أعداءه أيضًا يسالمونه."

المجموعة: تشرين الثاني (نوفمبر) 2019