يرى الدارس للأناجيل الأربعة، وسفر الأعمال، والرسائل ست دوائر من الذين تبعوا الرب يسوع:
الأولى مكوّنة من أكثر من 500 أخ. والثانية مكوّنة من نحو 120. والثالثة مكونة من 70.

والرابعة مكونة من 12. والخامسة مكونة من ثلاثة هم بطرس ويعقوب ويوحنا. أما الدائرة السادسة فكان فيها "التلميذ الذي كان يسوع يحبه." فأين مكانك بالقرب من يسوع؟ تعال بنا لندرس معًا المواقف التي نرى فيها ذلك التلميذ الذي كان يسوع يحبه.

1- يوحنا في حضن يسوع
"وكان متكئًا في حضن يسوع واحد من تلاميذه كان يسوع يحبه... فاتّكأ ذاك على صدر يسوع." (يوحنا 23:13 و25) لقد كان يوحنا يتكئ في حضن يسوع وعلى صدره، وحضن يسوع هو مكان الدفء والحنان والراحة والحماية والأمن.

2- يوحنا عند صليب يسوع
"وكانت واقفات عند صليب يسوع، أمه، وأخت أمه مريم زوجة كلوبا، ومريم المجدلية. فلما رأى يسوع أمه، والتلميذ الذي كان يحبه واقفًا، قال لأمه: [يا امرأة، هوذا ابنكِ.]" (يوحنا 25:19-26)
لقد كان الصليب هو "عار" المسيح، وقد خرج يوحنا مع المسيح خارج المحلة ليشاركه عاره. وكان الصليب هو رمز "الألم"، وقد وقف يوحنا عند الصليب واعتصره الألم. وكان الصليب هو رمز "الاستهزاء"، ووقف يوحنا عند الصليب ليشارك الرب في الاستهزاء. هرب التلاميذ الآخرون، أما يوحنا فبقي واقفًا عند الصليب.
وما أحوجنا لاختبار الوقوف عند الصليب، إن هذا يعني موتنا عن العالم. "مع المسيح صُلبت، فأحيا لا أنا، بل المسيح يحيا فيّ." والشخص الذي مات لا يهمّه المدح أو الذمّ. لو أننا متنا مع المسيح لما اهتممنا بالعالم ورأيه فينا.
كتب "ليونارد رفنهل" في كتاب له يقول: "قبل أن يعطي الرب بركة لشخص، يوقع عليه حكم الموت... وهنا نرى شخصًا: لا مطامع له، ولذا فليس هناك ما يشتهيه... ولا شهرة له فليس هناك ما يحارب لأجله... ولا ممتلكات له فليس هناك ما يقلق عليه... ولا حقوق له فليس هناك ما يتذمّر بسببه... إنه مات فمن يستطيع أن يقتله؟" ليتنا نختبر عمليًا قوة الصليب في حياتنا... (غلاطية 14:6-20)

3- يوحنا في صباح القيامة
"وَفِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ جَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ إِلَى الْقَبْرِ بَاكِرًا، وَالظَّلاَمُ بَاق. فَنَظَرَتِ الْحَجَرَ مَرْفُوعًا عَنِ الْقَبْرِ. فَرَكَضَتْ وَجَاءَتْ إِلَى سِمْعَانَ بُطْرُسَ وَإِلَى التِّلْمِيذِ الآخَرِ الَّذِي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ... فَخَرَجَ بُطْرُسُ وَالتِّلْمِيذُ الآخَرُ وَأَتَيَا إِلَى الْقَبْرِ... فَسَبَقَ التِّلْمِيذُ الآخَرُ بُطْرُسَ وَجَاءَ أَوَّلاً... فَحِينَئِذٍ دَخَلَ أَيْضًا... وَرَأَى فَآمَنَ."
عند الصليب نختبر الموت مع المسيح، وفي صباح القيامة نختبر الحياة مع المسيح. "فَإِنْ كُنْتُمْ قَدْ قُمْتُمْ مَعَ الْمَسِيحِ فَاطْلُبُوا مَا فَوْقُ، حَيْثُ الْمَسِيحُ جَالِسٌ عَنْ يَمِينِ اللهِ. اهْتَمُّوا بِمَا فَوْقُ لاَ بِمَا عَلَى الأَرْضِ، لأَنَّكُمْ قَدْ مُتُّمْ وَحَيَاتُكُمْ مُسْتَتِرَةٌ مَعَ الْمَسِيحِ فِي اللهِ." (كولوسي 1:3-3)
إن حياة القيامة هي حياة طلب ما فوق، والاهتمام بما فوق، والنصرة على الخطية. أجل، هناك إمكانية لحياة النصرة على الخطية.
"أنبقى في الخطية لكي تكثر النعمة؟ حَاشَا! نَحْنُ الَّذِينَ مُتْنَا عَنِ الْخَطِيَّةِ، كَيْفَ نَعِيشُ بَعْدُ فِيهَا؟ أَمْ تَجْهَلُونَ أَنَّنَا كُلَّ مَنِ اعْتَمَدَ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ اعْتَمَدْنَا لِمَوْتِهِ، فَدُفِنَّا مَعَهُ بِالْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ، حَتَّى كَمَا أُقِيمَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ، بِمَجْدِ الآبِ، هكَذَا نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضًا فِي جِدَّةِ الْحَيَاةِ؟" (رومية 1:6-4) لقد اشتاق بولس أن يعرف "قوة قيامة المسيح." (فيلبي 10:3) إن حياة القيامة تعرب عن القوة التي بها ننتصر على الخطية، بل تؤكد لنا إمكانية حياة النصرة.

4- يوحنا صاحب العين البصيرة
"بَعْدَ هذَا أَظْهَرَ أَيْضًا يَسُوعُ نَفْسَهُ لِلتَّلاَمِيذِ عَلَى بَحْرِ طَبَرِيَّةَ... وَلَمَّا كَانَ الصُّبْحُ، وَقَفَ يَسُوعُ عَلَى الشَّاطِئِ. وَلكِنَّ التَّلاَمِيذَ لَمْ يَكُونُوا يَعْلَمُونَ أَنَّهُ يَسُوعُ... فَقَالَ ذلِكَ التِّلْمِيذُ الَّذِي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ لِبُطْرُسَ: «هُوَ الرَّبُّ!»" لقد كانت عين يوحنا بصيرة فعرف الرب، بينما لم يعرفه الآخرون... وعين المحب تستطيع أن ترى ما لا يراه الآخرون. لقد تحقق من شخصية الرب بعينه البصيرة.

5- يوحنا تابع المسيح
"فَالْتَفَتَ بُطْرُسُ وَنَظَرَ التِّلْمِيذَ الَّذِي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ يَتْبَعُهُ، وَهُوَ أَيْضًا الَّذِي اتَّكَأَ عَلَى صَدْرِهِ وَقْتَ الْعَشَاءِ، وَقَالَ: «يَا سَيِّدُ، مَنْ هُوَ الَّذِي يُسَلِّمُكَ؟»" (20:21)
وتابِع المسيح لا بدّ أن ينكر نفسه ويحمل صليبه خلف يسوع. "وَقَالَ لِلْجَمِيعِ: «إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي، فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ كُلَّ يَوْمٍ، وَيَتْبَعْنِي.]" (لوقا 23:9)
ومن يتبع الرب يمشي في النور. "ثُمَّ كَلَّمَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا قَائِلاً: «أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ.»" (يوحنا 12:8) لنضع أقدامنا مكان قدميه... ولنتبع آثار خطواته (1بطرس 21:2).

6- يوحنا الشاهد للمسيح
"اَلَّذِي كَانَ مِنَ الْبَدْءِ، الَّذِي سَمِعْنَاهُ، الَّذِي رَأَيْنَاهُ بِعُيُونِنَا، الَّذِي شَاهَدْنَاهُ، وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا، مِنْ جِهَةِ كَلِمَةِ الْحَيَاةِ. فَإِنَّ الْحَيَاةَ أُظْهِرَتْ، وَقَدْ رَأَيْنَا وَنَشْهَدُ وَنُخْبِرُكُمْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَ الآبِ وَأُظْهِرَتْ لَنَا." لقد كانت شهادته عن اختبار شخصي: "سمعناه... رأيناه... شاهدناه... لمسته أيدينا." فهل اختبرت المسيح؟ وهل تشهد له؟

7- يوحنا المتألم لأجل المسيح
"أَنَا يُوحَنَّا أَخُوكُمْ وَشَرِيكُكُمْ فِي الضِّيقَةِ وَفِي مَلَكُوتِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَصَبْرِهِ. كُنْتُ فِي الْجَزِيرَةِ الَّتِي تُدْعَى بَطْمُسَ مِنْ أَجْلِ كَلِمَةِ اللهِ، وَمِنْ أَجْلِ شَهَادَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ." (رؤيا 9:1) إن التلمذة الحقيقية تتطلّب الألم. وقد نُفي يوحنا إلى جزيرة بطمس من أجل كلمة الله وشهادة يسوع المسيح. ما هي آلامك لأجل يسوع المسيح؟

8- يوحنا المشتاق لرجوع الرب يسوع
"يَقُولُ الشَّاهِدُ بِهذَا: «نَعَمْ! أَنَا آتِي سَرِيعًا». آمِينَ. تَعَالَ أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ." (رؤيا 20:22) والتابع الأمين للمسيح يجب أن يعيش في سيرة مقدسة وتقوى منتظرًا وطالبًا سرعة مجيء يوم الرب. فهل أنت كيوحنا رائي المستقبل؟ وهل ترى أن كل العلامات تؤكد قرب المجيء الثاني للمسيح؟ وهل أنت مشتاق لعودة الرب يسوع؟!

المجموعة: نيسان (إبريل) 2020