"أنا هو القيامة والحياة. مَن آمن بي ولو مات فسيحيا." (يوحنا 25:11)
كان العالم المشهور "اسحق نيوتن" مؤمنًا وابنًا من أبناء الله المُخلصين. وذات يوم سأله أحد المُتشككين

 في جواز حدوث قيامة الأموات قائلًا: "كيف يتسنى للتراب المبعثر في جميع أنحاء العالم والمختلف عن أجساد ملايين الموتى عبر الأجيال أن يتجمّع معًا في يوم القيامة؟
ولم يردّ عليه "نيوتن" العظيم بالكلام، بل في صمت تام أخرج من درج المكتب في معمله ملء كفه برادة حديد ناعمة وخلطها مع كمية مماثلة من الرمل والتراب خلطًا جيدًا، وسأل المتشكك إن كان بإمكانه جمع هذه البرادة مرة أخرى، وقبل أن يجيبه أتى "نيوتن" بقطعة كبيرة من الحديد الممغنطة ووضعها أعلى الخليط فالتقط "المغناطيس" كل البرادة التي هناك. ثم التفت إلى مُحدّثه قائلًا:
"ألاَّ تظنّ أن الله الذي أعطى المغناطيس هذه القوة، ليس في مقدوره عمل شيء أكثر قوة وعظمة لجمع الراقدين عندما يرغب هو في ذلك؟"
وبدون كلام خرج المُتشكّك من المعمل وهو مستغرق في تفكير عميق. لقد لمس "نيوتن" شغاف قلبه، ولا شك في أن الروح القدس بدأ يعمل في قلبه ليقبل هذه الحقيقة، التي هي من أساسيات الإيمان المسيحي.
قال السيد المسيح لمرثا أخت لعازر عندما قالت له: "لو كنت ههنا لم يمت أخي!" أجابها المسيح: "سيقوم أخوك." فقالت له مرثا: "أنا أعلم أنه سيقوم في القيامة، في اليوم الأخير." قال لها يسوع: "أنا هو القيامة والحياة. مَن آمن به ولو مات فسيحيا."
تذكر لنا الأناجيل أن يسوع في أيام تجسده أقام ثلاثة أشخاص من الموت:
1) أقام ابنة يايرس، وهو واحد من رؤساء المجمع اليهودي. أقامها بعد موتها بفترة وجيزة ولم تكن مكفّنة بعد.
(مرقس 22:5-24، 35-43)
2) وأقام ابن أرملة نايين وهو مكفّن ومحمول في طريقهم لدفنه (لوقا 11:7-17).
3) وأقام لعازر بعد أربعة أيام من دفنه، وكما قالت مرثا أنه قد أنتن (يوحنا 1:11-44).
وإننا نعتقد أن المسيح أقام آخرين من الموت، ولحكمة إلهية اختار الروح القدس هذه المعجزات الثلاث فقط. وإقامة المسيح لهؤلاء الأشخاص الثلاثة، برهان أكيد وقوي على أنه هو القيامة والحياة.
ونرى في العدد التالي المبارك "أنا هو القيامة والحياة. مَن آمن بي ولو مات فسيحيا" حقيقتين:

الحقيقة الأولى: إن الرب يسوع هو الحياة ومصدرها ومعطيها
"فيه كانت الحياة، والحياة كانت نور الناس، والنور يُضيء في الظلمة، والظُلمة لم تدركه." (يوحنا 4:1-5) "وأما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل." (يوحنا 10:10) وقال عنه الرسول بولس: "إذ هو يُعطى الجميع حياة ونفسًا وكل شيء... لأننا به نحيا ونتحرك ونوجد." (أعمال 25:17 و28).
في بيت يايرس كان الميت ابنته، وفي مدينة نايين كان الميت ابن الأرملة، وفي بيت عنيا كان الميت لعازر. والجميع أقامهم يسوع سواء بكلمة، فقال لابنة يايرس: "طليثا، قومي!" الذي تفسيره: يا صبية، لكِ أقول: قومي! فقامت في الحال."
وأقام ابن أرملة نايين بلمسه النعش. "ثم تقدّم ولمس النعش، فوقف الحاملون... فقال: [أيها الشاب، لك أقول قُم!] فجلس الميت وابتدأ يتكلّم، فدفعه إلى أمه." (لوقا 14:7-15)
أما لعازر فأقامه بالصلاة وبصرخة. "ولما قال هذا صرخ بصوت عظيم: [لعازر، هلم خارجًا!] فخرج الميت ويداه ورجلاه مربوطة بأقمطة، ووجهه ملفوف بمنديل. فقال لهم يسوع: [حلّوه ودعوه يذهب.]" (يوحنا 43:11-44)
أيها الأحباء، قد يكون أحدنا مقيّدًا ومربوطًا بخطايا أو بعادات شريرة، أو قيود شيطانية... إن الرب يسوع المسيح مستعدّ أن يحرّرك الآن! فهل تأتى إليه الآن؟

الحقيقة الثانية، وعد بالحياة: "مَن آمن بي ولو مات فسيحيا."
إن شرط الحياة، هو الإيمان بالمسيح مصدر الحياة ومُعطي الحياة - بل حتى ولو كنت مدفونًا في قبر خطاياك، ولك ليس أربعة أيام بل سنين طويلة - فإن الوعد هو لك الآن: "مَن آمن بي ولو مات فسيحيا." والرب يؤكد هذا الوعد مرات عديدة على سبيل المثال: "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل مَن يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية." (يوحنا 16:3) وما هو نوع الحياة التي يعطيها الرب لمَن يؤمن به؟ إنها حياة أفضل، وأبدية معه! حياة من نوع حياة المسيح! فهل تصدق وتثق في هذا الوعد وتأتي إلى المسيح الذي قال: "أنا هو القيامة والحق والحياة. مَن آمن بي ولو مات فسيحيا؟"

المجموعة: نيسان (إبريل) 2020