تلعب الأبواب في كل الأزمنة والعصور دورًا رئيسيًا في حياة الإنسان فأنت تضع بابًا على بيتك للحفظ والحراسة... لا تقدر أن تدخل أو تخرج إلا بواسطة الباب. وكانت المدن في العهد القديم تستخدم أبوابًا محصنة قوية من حديد أو من نحاس...

وتستعمل كلمة باب للدلالة على القوة... حتى أن السيد الرب استخدمها في القول: "على هذه الصخرة أبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها." (متى 18:16) راجع في القراءة (يوحنا 1:5-9؛ 1:10-10؛ أعمال 1:3-10) وفيها نستعرض ثلاثة أبواب:

الأول: باب الضأن - باب الرحمة
إنه أول أبواب سور أورشليم القديمة بناه نحميا النبي... وكان سور أورشليم به عشرة أبواب كلها تتصل ببعضها... رمزًا للقوة والتماسك... ويُقال إنه كان يحرس تلك الأبواب حوالي 4000 بواب حاملي السلاح لحراسة المدينة والدفاع عنه ضدّ أي عدوان.
أما عن باب الضأن فقد سُمّي هكذا لأنهم كان يُدخلون منه الحيوانات المقدّمة للذبائح. ويقع مكان الباب عند بركة بيت حسدا (ومعناها بيت الرحمة)، وبالتالي فهذا الباب هو الطريق لطلب الرحمة. والذبائح تشير إلى المسيح، لأنه لا توجد رحمة للإنسان إلا على أساس ذبيحة المسيح. وبركة بيت حسدا كان لها خمسة أروقة - وعدد خمسة يشير إلى مسؤولية الإنسان - وتشير إلى المسؤولية التي في الناموس. وكانت هذه الأروقة بها المرضى ولكن هذه لا تقدم مساعدة للعاجزين مثل ذلك الرجل المريض منذ 38 سنة. وهذا ما تفعله الخطية في الإنسان بحسب الطبيعة، إذ تشلّه وتقيّده حتى يصبح عاجزًا عن الحركة وخلاص نفسه. والبِركة ترمز إلى الناموس الذي يعد بالحياة للذي يحفظه ويعمل وصاياه... ولم يستطع أحد أن يتمم أعمال الناموس من جنس آدم الساقط. وتحريك الماء يشير إلى العبادة الطقسية والفرائض التي يمارسها الناس لخلاص أنفسهم. وقد يستمرون مدة طويلة حتى يعلنوا عن عجزهم تمامًا... مثل هذا الرجل المشلول، إذ يعترف ويقول: "ليس لي إنسان يلقيني في البركة عند تحريك الماء." والجمهور الكثير يمثل التديّن الظاهري في انتظار ظهور الملاك وتحريك الماء. "لهم صورة التقوى لكنهم منكرون قوتها." والمريض هنا عاجز مشلول لمدة 38 سنة لكنه يصر على الحياة ويعلن إرادته ويعترف بقصوره وإرادة الحياة جعلته يؤمن بالمسيح مع أنه لا يعرفه. وظن أنه جاء وتحنن عليه ليلقيه في البركة عند تحريك الماء. ولم يكن يعلم أنه يتعامل مع رب الحياة الذي قال له: قم احمل سريرك وامشِ. فقام في الحال لأن يسوع يغيّر الأشياء والظروف والقدرات.

الثاني: باب الجميل - باب الشفاء
باب الجميل لأنه كان أجمل أبواب الهيكل. وكان يدخل منه أكثر الناس العابدين في الهيكل. وفي الشرق كانت عادة الشحاذين الجلوس عند أبواب أماكن العبادة. ظنًا منهم أن هذا المكان يُشعر الناس بالحنان ويجعلهم يعطفون على المتسولين طلبًا للصدقة. وفي ساعة الصلاة التاسعة (الثالثة بعد الظهر) دخل بطرس ويوحنا. ويُقال إن باب الجميل يحتاج لغلقه 20 رجلاً. وعند هذا الباب نرى حالة عجز أخرى... رجلاً مقعدًا من بطن أمه يُحمل! كانوا يحملونه ويضعونه أمام باب الجميل ليسأل صدقة. وفي هذه المرة مدّ يده يطلب صدقة، فتفرّس فيه بطرس وقال: "ليس لي فضة ولا ذهب ولكن الذي لي فإياه أعطيك... فأمسك بيده وقال: باسم يسوع الناصري قم وامشِ." فأقامه في الحال ودخل إلى الهيكل وهو يمجد الله. نفس الشيء مع حالة الخطية! العجز عن خلاص النفس وطلب العون، فالمشلول يقول للمسيح: "ليس لي إنسان يلقيني في البركة" لمدة 38 سنة، والثاني المقعد يقول له بطرس: ليس لي فضة ولا ذهب... لكن باسم يسوع قم، وفي الحالتين تظهر قوة الرب يسوع القادر أن يُخلّص ويشفي ويقيم ويُطهر ويعطي فرحًا وسلامًا.

الثالث: هو باب الحياة
الرب يسوع نفسه يقول: "أنا هو الباب. إن دخل بي أحد فيخلص ويدخل ويخرج ويجد مرعى." مجدًا لله! لأنه بيسوع لا يعوزنا شيء... كل الذين جاءوا إليه مؤمنين نالوا الخلاص والحياة. وهو يقول لمن يعتمد على غيره: "كل الذين أتوا قبلي هم سراق ولصوص... والسارق لا يأتي إلا ليسرق ويذبح ويهلك... أما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل... أنا هو الراعي الصالح والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف... وأعرف خاصتي وخاصتي تعرفني. وهي تعرف صوتي ولا تسمع لصوت الغريب... وأنا أعطيها حياة أبدية..."
عزيزي القارئ، هل عرفت الباب؟ هل ترغب في الخلاص؟ تعال إلى الرب يسوع فتجد خلاصًا وحياة وسلامًا ويدوم سلامك إلى الأبد.

المجموعة: تشرين الأول (أكتوبر) 2020