منذ وقت قايين وهابيل إلى اليوم، والإنسان يسعى أن يعدّ علاجه الخاص لمرضه – الخطية. وهو علاج لم ينفع قايين، ولم ينفع مع أي إنسان، ولن ينفع في الوقت الحاضر.

وحده الله يستطيع أن يشخّص مرض الإنسان تشخيصًا صحيحًا. ووحده الله يستطيع أن يقدّم العلاج. وقد اختار الله الدم وسيلة لفداء الإنسان. كتب الرسول يوحنا أن يسوع المسيح "قد غسّلنا من خطايانا بدمه." (رؤيا 5:1)
الدم هو رمز الحياة المقدمة ذبيحة عن الخطية. "لأَنَّ نَفْسَ الْجَسَدِ هِيَ فِي الدَّمِ، فَأَنَا أَعْطَيْتُكُمْ إِيَّاهُ عَلَى الْمَذْبَحِ لِلتَّكْفِيرِ عَنْ نُفُوسِكُمْ، لأَنَّ الدَّمَ يُكَفِّرُ عَنِ النَّفْسِ." (لاويين 11:17) وقد ورد في العهد القديم مرة بعد أخرى، بأن الله كان يتطلب حياة حيوان كامل لا عيب فيه، يسكب دمه على المذبح، ذبيحة عن الخطية. "وبدون سفك دم لا تحصل مغفرة." (عبرانيين 22:9) وكانت هذه الذبائح تُقدَّم في انتظار اليوم الذي فيه تقدم ذبيحة تكفي مرة واحدة؟ أما تلك الذبائح فقد كانت تتكرّر وقيل فيها: "لكِنْ فِيهَا كُلَّ سَنَةٍ ذِكْرُ خَطَايَا. لأَنَّهُ لاَ يُمْكِنُ أَنَّ دَمَ ثِيرَانٍ وَتُيُوسٍ يَرْفَعُ خَطَايَا." (عبرانيين 3:10-4)
عندما سفك يسوع المسيح، الإله والإنسان الكامل، دمه على الصليب، قدَّم حياته نقية بلا عيب للموت، كذبيحة أبدية عن خطية الإنسان. مرة واحدة أعدّ الله التدبير الكامل والتام لعلاج خطايا الإنسان. وبدون دم المسيح، تكون الخطية مرضًا فتّاكًا قتّالاً فعلاً.
لما جلس المسيح يتناول العشاء الأخير مع تلاميذه قال: "هذَا هُوَ دَمِي الَّذِي لِلْعَهْدِ الْجَدِيدِ الَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا." (متى 28:26)
وقد أكد الرسل هذا مرارًا:
كتب بولس: "الَّذِي فِيهِ لَنَا الْفِدَاءُ بِدَمِهِ، غُفْرَانُ الْخَطَايَا." (أفسس 7:1)
وكتب بطرس: "عَالِمِينَ أَنَّكُمُ افْتُدِيتُمْ لاَ بِأَشْيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ، مِنْ سِيرَتِكُمُ الْبَاطِلَةِ الَّتِي تَقَلَّدْتُمُوهَا مِنَ الآبَاءِ، بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَل بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيحِ." (1بطرس 18:1-19)
وكتب يوحنا: "ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية." (1يوحنا 7:1)
لا بد لكل شخص أن يختار أحد هذين الطريقين: طريق الإنسان أو طريق الله. الواحد طريق المحاولة الذاتية، والسعي لعلاج الإنسان نفسه بنفسه، ولتدبيره أمر فدائه. والطريق الآخر هو طريق التبرير بالإيمان بدم يسوع المسيح.

المجموعة: تشرين الأول (أكتوبر) 2020