قال الملاك للرعاة: "فها أنا أبشّركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب: أنه وُلد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب." (لوقا 10:2-11)

ولأول مرة في تاريخ البشرية تفتح السماء أبوابها لترسل إلى الأرض أعظم عطية يمكن للإنسان أن يحصل عليها، وهي أن المسيح ابن الله القدوس يترك الأمجاد السماوية والتسابيح الملائكية وينزل إلى أرضنا لكي يخلصنا من خطايانا، فهي:

1- بشارة سماوية من إله المحبة والحنان
"وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبّحين الله وقائلين: [المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرّة.]"

2- أعظم بشارة سمعتها أذن إنسان
ثم قال الملاك للرعاة: "[وهذه لكم العلامة: تجدون طفلًا مقمّطًا مضجعًا في مذود.]

3- بشارة السلام والفرح والاطمئنان
عندما ظهر الملاك لمريم العذراء المطوّبة ليبشّرها، يقول الكتاب: "فلما رأته اضطربت من كلامه، وفكّرت: [ما عسى أن تكون هذه التحيّة!] فقال لها الملاك: [لا تخافي يا مريم، لأنك وجدتِ نعمة عند الله. وها أنتِ ستحبلين وتلدين ابنًا وتسمِّينه يسوع. هذا يكون عظيمًا، وابن العليِّ يُدعى...}" (لوقا 29:1-32).

4- بشارة السماء لكل إنسان
يقول الملاك للرعاة المتبدّين: "ها أنا أبشّركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب..." "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية." (يوحنا 16:3)
كتب أحد المؤمنين الأفاضل عن محبة الله من يوحنا 16:3 فقال:
محبة الله عظيمة وشاملة: "لكل العالم"
عظيمة في بذلها: "بذل ابنه الوحيد"
عظيمة في حدودها: "لكل من"
عظيمة في بساطتها: "كل من يؤمن به"
عظيمة في غايتها: "لكي لا يهلك كل من يؤمن به."
عظيمة في نتيجتها: بل تكون له الحياة الأبدية."

5- بشارة الخلاص والغفران
يقول الملاك ليوسف: "يا يوسف ابن داود، لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك. لأن الذي حُبِل به فيها هو من الروح القدس. فستلد ابنًا وتدعو اسمه يسوع. لأنه يخلّص شعبه من خطاياهم." (متى 20:1-21) ويقول الملاك للرعاة: "أنه قد وُلد لكم اليوم في مدينة داود مخلّص هو المسيح الرب." (لوقا 11:2)
وسمعان الشيخ حمل الطفل يسوع على ذراعيه ونطق بنبوّته قائلًا: "الآن تُطلق عبدك يا سيّد حسب قولك بسلام لأن عينيّ قد أبصرتا خلاصك الذي أعددته قدّام وجه جميع الشعوب." وبولس الرسول يكتب لنا قائلًا: "صادقة هي الكلمة ومستحقّة كل قبول: أن المسيح يسوع جاء إلى العالم ليخلّص الخطاة الذين أوّلهم أنا." (1تيموثاوس 15:1)

6- بشارة قد كَرزت بها الأنبياء في غابر الزمان
كان الأنبياء قديمًا ينتظرون ويتوقّعون ويتنبأون عن مجيء مخلّص اسمه المسيّا المنتظر إذ لم يكن مجيئه ابن ساعته كما يظنّ البعض بل كانت جذوره ضاربة في أعماق الأزل. لأن الله حسب علمه السابق كان يعلم بأن الإنسان الأول لا بدّ وأن يسقط في خطية العصيان والتمرّد على الإله الذي خلقه وأبدع في خلقه، وكان يعلم أيضًا أن هذا الإنسان يحتاج إلى مخلّص يخلّصه من خطاياه ويكفّر عن ذنوبه. ففي سفر التكوين نرى أول وعد يعد الله به آدم وحواء عن مجيء هذا المخلّص "بأن نسل المرأة يسحق رأس الحيّة، عندما قال الرب للحية القديمة إبليس: "وأضع عداوة بينك وبين المرأة، وبين نسلك ونسلها." (أي، سيولد المسيح من نسل المرأة بدون زرع بشر) لأنه: "لمّا جاء ملء الزمان، أرسل الله ابنه مولودًا من امرأة، مولودًا تحت الناموس، ليفتدي الذين تحت الناموس، لننال التبنّي." (غلاطية 4:4)
فها إشعياء النبي يرفع منظاره النبوي مبشِّرًا بولادة هذا المخلص من عذراء بقوله: "هوذا العذراء تحبل وتلد ابنًا، ويدعون اسمه [عمانوئيل] الذي تفسيره: الله معنا." (متى 23:1؛ إشعياء 14:7). ثم نقرأ أيضًا "لأنه يولد لنا ولد ونُعطى ابنًا، وتكون الرياسة على كتفه، ويُدعى اسمه عجيبًا، مشيرًا، إلهًا قديرًا، أبًا أبديًّا، رئيس السلام." (إشعياء 6:9)
ويتنبّأ ميخا النبي عن مكان ولادته فيقول: "أمّا أنتِ يا بيت لحم أفراتة... فمنكِ يخرج لي الذي يكون متسلّطًا على إسرائيل، ومخارجه منذ القديم، منذ أيام الأزل." (ميخا 2:5)
ويوحنا الرسول يكتب لنا قائلًا: "في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله... كل شيء به كان، وبغيره لم يكن شيء مما كان... كان في العالم، وكُوِّنَ العالم به، ولم يعرفه العالم... والكلمة صار جسدًا وحلّ بيننا، ورأينا مجده، مجدًا كما لوحيدٍ من الآب، مملوءًا نعمة وحقًّا." (يوحنا 1:1، و3 و10 و14)
وبولس الرسول في رسالته إلى كنيسة فيلبي يكتب لنا عن تنازله العجيب بقوله: "الذي إذ كان في صورة الله، لم يحسب خلسة أن يكون معادلًا لله. لكنه أخلى نفسه، آخذًا صورة عبد... وإذ وُجد في الهيئة كإنسان، وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب." (فيلبي 6:2-7)
لقد كان تدبير الله منذ الأزل أن يأتي المسيح لكي يخلِّصنا من خطايانا بموته النيابي على الصليب: "لأنه لا يمكن أن دم ثيران وتيوس يرفع خطايا، لذلك عند دخوله (أي دخول المسيح) إلى العالم يقول: ذبيحة وقربانًا لم تردْ، ولكن هيّأت لي جسدًا." (عبرانيين 4:10-7)

7- بشارة من صاحب الإحسان
"ولكن الله بيّن محبته لنا، لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا... لأنه إن كنا ونحن أعداء قد صولحنا مع الله بموت ابنه، فبالأولى كثيرًا ونحن مصالَحون نخلص بحياته! (أي بحياته فينا) وليس ذلك فقط، بل نفتخر أيضًا بالله، بربنا يسوع المسيح، الذي نلنا به الآن المصالحة." (رومية 8:5 و10 و11)
لقد أراد الآب أن يولد المسيح في مذود بين الحملان لكي نتعلّم التواضع، ونتعلّم أيضًا أنه حمل الله الذي جاء خصيصًا لكي يرفع خطايا كل من يؤمن بخلاصه.

8- إنها البشارة التي يحصل عليها كل خاطئ بالإيمان
"الذي يؤمن به (بالابن) لا يُدان، والذي لا يؤمن قد دِين، لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد." (يوحنا 18:3) "تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين والثقيليِّ الأحمال، وأنا أريحكم. احملوا نيري عليكم وتعلّموا مني، لأني وديع ومتواضع القلب، فتجدوا راحةً لنفوسكم." (متى 28:11-29)
"... من يُقبِل إليّ لا أُخرجْه خارجًا." (يوحنا 37:6) فهل تركت للمسيح موضعًا في قلبك؟ إنه الآن ينادي هامسًا في أذنـك يريد الدخول.

المجموعة: كانون الأول (ديسمبر) 2021