1- ليستعيد سلطان الإنسان المفقود
عندما خُلق الإنسان الأول آدم أعطاه الله سلطانًا على كل الخليقة

تكوين 26:1-28 ولكن بسبب السقوط ودخول الخطية إلى العالم فقدَ هذا السلطان وأصبحت الخليقة لا تخضع له، وكان ذلك حصادًا لما زرعه آدم الذي خرج عن طاعة وصية الرب في الجنة. فجاء ربنا يسوع المسيح وصار إنسانًا بالتجسّد محتملًا الآلام والموت بسبب خطية الإنسان الأول لكي يستعيد سلطان الإنسان المفقود بسبب الخطية. فبعد أن تكلل الإنسان بمجد وكرامة فقدَ أيضًا هذا الامتياز وصار عبدًا للخطية. وبتجسّد الرب يسوع وموته على الصليب استعاد مرة أخرى المجد والكرامة في ربنا يسوع المسيح (يوحنا 12:1؛ رؤيا 1:5-6).

2- ليخلّص شعبه من خطاياهم
يسوع، وهو أحلى اسم نطقت به شفتا إنسان أو سمعته أذن بشر... يسوع الذي حُبل به بالروح القدس في بطن العذراء المطوّبة مريم – والذي يعني اسمه "يخلّص شعبه من خطاياهم". إنه مات من أجل خطايانا والآن يحيا لأجل شعبه. لذا "فمن ثمَّ يقدر أن يخلّص إلى التمام." (عبرانيين 25:7) وبتجسُّد الرب يسوع وموته النيابي على الصليب وضع أساسًا لخلاصٍ كاملٍ وأبديّ.
ليتك تعرّفت به مخلّصًا، فهو الذي قيل عنه: "وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ." (أعمال 12:4)

3- ليأتي بأبناء كثيرين إلى المجد
أتى الرب يسوع إلى أرضنا متجسّدًا لكي يأخذ من العالم أناسًا يشاركونه ويتّحدون معه بالروح القدس ويدعوهم "إخوته" (عبرانيين 12:2)، ويصبحون شركاء الطبيعة الإلهية... فأتى ليتمّم مشورة الآب السماوي الذي أراد أن يأتي بأبناء كثيرين إلى المجد يتمتّعون بامتياز القرب والإعزاز والوجود في حضرته دائمًا. وعندما يأتي الرب يسوع ليأخذنا إليه ويُدخلنا بيت الآب فيتمّم الآية "هأنذا والأولاد الذين أعطانيهم الرب." (إشعياء 18:8)

4- لكي يبيد إبليس ويعتق من الموت
جاء الرب يسوع في الجسد ليواجه إبليس. لذا كان عليه أن يصير إنسانًا حتى يمكنه أن يموت، وبموته وضع أساسًا لسحق الشيطان الذي له سلطان في عالم الموت وهي الحجة والشكوى ضدّ الإنسان، وهكذا استخدم الشيطان الموت كسلاح مرعب ومخيف يشهره في وجه البشرية؛ وما أكثر تأثّر الإنسان لسماعه خبر الموت. فلنذكر ما فعله حزقيا الملك التقيّ حينما سمع خبر موته "فوجّه حزقيّا وجهه إلى الحائط وصلّى إلى الرب... وبكى بكاء عظيمًا." (إشعياء 2:38-3) فبتجسّد الرب يسوع وموته على الصليب فقد الشيطان هذا السلطان وأُبطلت حجته. "فإذ قد تشارك الأولاد في اللحم والدم اشترك هو أيضًا كذلك فيهما، لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت، أي إبليس، ويعتق أولئك الذين خوفًا من الموت كانوا جميعًا كل حياتهم تحت العبودية." (عبرانيين 15:2) وهكذا لم يعد الشيطان قادرًا على إشهار سلاحه ضدّ المؤمن لأن الرب يسوع بعمل الصليب وضع أساسًا لإبطال مشكلة الموت ومخاوفه إلى الأبد. (1كورنثوس 26:15)

5- ليكون رئيس كهنة رحيمًا وأمينًا
لقد دخل المسيح في ظروف الحياة مشاركًا في أحزان الناس وأفراحهم. لقد جاء مملوءًا نعمة وحقًّا فتعامل مع كل واحد بحسب حالته فكان يرثي لظروفهم المختلفة فحمل أسقامهم ومتاعبهم، فلم ينتهر جهل أو ضعف أحد ولا دانهم لأجل خطاياهم؛ فنعمته هي التي أتت به إلى بئر سوخار ليتكلم مع امرأة خاطئة منبوذة سوّد الشيطان صفحات حياتها. لكن سيدي الذي تجسّد اختبر التعب والجوع والعطش والألم والمعاناة من ظلم الناس واحتقارهم ورفضهم له، وقمة الألم اجتاز الموت وكان ذلك طبقًا لمشيئة الله وقصده الصالح ليكون قادرًا ومهيّأً أن يقوم بخدمة رئيس الكهنة.فعندما نجتاز في التجارب المتنوّعة والمحن نجد الرب يسوع مستعدًا لمساعدتنا لأنه مجرّب في كل شيء مثلنا بلا خطية.

6- ليرفع خطية العالم
قال يوحنا المعمدان: "هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم." (يوحنا 29:1) والمقصود بخطية العالم حالة اللعنة التي سادت العالم نتيجة دخول الخطية، ولقد حصد العالم نتائج مريرة نتيجة دخول الخطية. فالإنسان لا يأكل الخبز إلا بعرق الجبين، والمرأة تعاني أوجاعًا شديدة ساعة الولادة، وإجمالًا كل الخليقة تئن وتتمخّض معًا بسبب دخول الخطية إلى العالم؛ لذا جاء المسيح في الجسد كحمل الله ليرفع خطية العالم فذهب للصليب ليضع الأساس لحلّ هذه المشكلة. وفي الملك الألفي سيتم رفع حالة اللعنة نسبيًا، وفي الأبدية حيث السماء الجديدة والأرض الجديدة ستُرفع اللعنة نهائيًا وتنتهي مشكلة الخطية ونتائجها إلى الأبد.

7- ليضع أساسًا لمصالحة كل شيء
فعمل المسيح على الصليب وضع أساسًا للمصالحة - ليس للجنس البشري فقط بل لكل الخليقة أيضًا - فكل شيء في السماء والأرض وضع أساس مصالحته مع الله بموت المسيح (كولوسي 20:1). إن المصالحة تتصل بحالة العداوة لذا كان يلزم تجسّد المسيح ومجيئه لعالمنا ليذهب للصليب ويسفك دمه لكي تتم المصالحة. "وَلكِنَّ الْكُلَّ مِنَ اللهِ، الَّذِي صَالَحَنَا لِنَفْسِهِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَأَعْطَانَا خِدْمَةَ الْمُصَالَحَةِ، أَيْ إِنَّ اللهَ كَانَ فِي الْمَسِيحِ مُصَالِحًا الْعَالَمَ لِنَفْسِهِ، غَيْرَ حَاسِبٍ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ، وَوَاضِعًا فِينَا كَلِمَةَ الْمُصَالَحَةِ. إِذًا نَسْعَى كَسُفَرَاءَ عَنِ الْمَسِيحِ، كَأَنَّ اللهَ يَعِظُ بِنَا. نَطْلُبُ عَنِ الْمَسِيحِ: تَصَالَحُوا مَعَ اللهِ. لأَنَّهُ جَعَلَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ." (2كورنثوس 18:5-21)

المجموعة: كانون الأول (ديسمبر) 2021