"لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ." (عبرانيين 12:4)
الكتاب المقدس هو الكتاب الذي واجه أكثر الهجمات، إلا أن جميع الهجمات باءت بالفشل ورجع كل المهاجمين وهم يجرّون أذيال الخيبة والفشل.

قال أحد المهاجمين: لن أموت قبل أن تكون آخر نسخة للكتاب قد أُحرقت. ولكن هذا المهاجم تحوّل بيته إلى مطبعة لطباعة الكتاب المقدس.
يقول كاتب المزمور التاسع عشر عن كلمة الله واصفًا إياها بأنها:
كاملة، صادقة، مستقيمة...
طاهرة، نقيّة، ثابتة،
حقّ وعادلة، شهية، وحلوة...
والآية التي وضعتها رأسًا لكلمتي هي
حية وفعّالة. ولي معكم من كلمة الرب ثلاثة أمور:

أولاً: طعام وغذاء
نجد هذا في كلمات نطق بها إرميا النبي: "وُجد كلامك فأكلته، فكان كلامك لي للفرح ولبهجة قلبي..."
وقدّم الرب لحزقيا درجًا وقال له: "كُلْ هذا الدرج." وما هذا الدرج إلا كلمة الله.
ويقول بطرس الرسول: "كأطفال مولودين الآن، اشتهوا اللبن العقلي عديم الغش لكي تنموا به." ما هذا اللبن العديم الغش إلا كلمة الله.
كنت مع زميلي في شركةٍ روحية، ولأنه كان فاقد البصر فتحت الكتاب المقدس وقرأت أصحاحًا بعد آخر حتى قرأت خمسة أصحاحات. ولكن زميلي قال: استمرّ في القراءة حتى نشبع من كلمة الله التي هي طعام وغذاء لأرواحنا ونفوسنا وعقولنا أيضًا.
قرأت قولاً أعجبني أن كل شيء تتركه يذبل ويجفّ ويُطرح إلا كلمة الله. من يتركها سوف يذبُل ويجفّ ويُطرح خارجًا.

ثانيًا: نور وضياء
"أمر الرب طاهر ينير العينين."
وفي مزمور 119 نقرأ: "فتح كلامك ينير، يعقّل الجهّال."
ونقرأ أيضًا: "سراجٌ لرجلي كلامك ونور لسبيلي."
نور يبدّد الظلام: "الشعب السالك في الظلمة أبصر نورًا عظيمًا. الجالسون في أرض ظلال الموت أشرق عليهم نور."
نور يكشف الأحجار والعقبات التي تصادفنا في هذه الحياة حتى لا نتعثّر فيها.
نور يكشف لنا الطريق الزلقة فنبتعد عنها.
نور يريح العينين...
دعني أقول لكل إنسان لا يقرأ الكتاب المقدس: "قومي استنيري لأنه قد جاء نورك."
بكل أسف أقول: إن هناك أشخاص يتمرّدون على النور كما نرى في سفر أيوب... بل وهناك من يبغض النور ويحب الظلمة... "وأحبّ الناس الظلمة أكثر من النور، لأن أعمالهم كانت شريرة. لأن كل من يعمل السيّئات يبغض النور، ولا يأتي إلى النور لئلاّ توبَّخ أعماله."

ثالثًا: علاج ودواء
تقول كلمة الرب: "أرسل كلمته فشفاهم."
كلمة الرب علاج للمجرّبين والمتألّمين.
نقرأ في مزمور 119 "هذه هي تعزيتي في مذلّتي، لأن قولك أحياني."
علاج ودواء للمرضى بداء الخطية.
"شاء فولدنا بكلمة الحق لنكون باكورة من خلائقه."
يقول الرسول بولس: "[الكلمة قريبة منك، في فمك وفي قلبك،] أي كلمة الإيمان التي نكرز بها: لأنك إن اعترفت بفمك بالرب يسوع، وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات، خلصت. لأن القلب يؤمَن به للبرّ، والفم يُعترَف به للخلاص."
تجدّد شخص على يد أحد الخدام. وذات مرة فيما كانا يجلسان معًا سأله الخادم: في أي يوم تجدّدت؟ فذكر له التاريخ. فرجع خادم الرب لأجندته وقال: هذه الخدمة التي قدمتها في هذا اليوم كانت نتيجة مجهود كبير. لقد كانت المقدمة ثمرًا لقراءة جزء من كتاب، فهل تجدّدت في المقدمة؟ فقال: لا. هل تجددت من الكلمة الأولى التي كانت نتيجة لقراءة كتاب كامل، فقال: لم أتجدد من الكلمة الأولى ولا الثانية ولا الثالثة ولا من الخاتمة. فسأله: إذًا كيف تقول إنك تجدّدت على يدي؟
أجابه: بينما أنت تقرأ الفصل الكتابي تأثرت كثيرًا بالآية التي تقول: "التفتوا إليّ واخلصوا يا جميع أقاصي الأرض."
إن أثمن كنز وفّره الله لكل البشرية هو الكتاب المقدس. يجب أن نسرّّ به ونخبّئه في قلوبنا ونلهج به نهارًا وليلًا.

المجموعة: تشرين الثاني (نوفمبر) 2021