بينما يشيِّد الإنسان اليوم أضخم المباني ويُصنِّع أقوى وأضخم الطائرات وأمتن السيارات يجد نفسه عاجزًا عن بناء مجتمع صالح. إن مدنيّته لم تعد تخدمه بل تهدّد كيانه ووجوده.

فالملايين اليوم يعيشون متوقّعين نكبة مدمّرة... يعملون ويأكلون وينشئون عائلات... وينفقون مصاريفهم بحافزٍ من اليأس ليس إلا، وكأن جميع تفاصيل حياتهم لا مفرّ منها... كأنها خطوات تفضي إلى كارثة مروّعة! فالخوف يستبدّ بالناس... هو ذلك الخوف الناشئ من فقدان الأمل.
فهل عجيبٌ أن يعمد الكثيرون إلى تعاطي الأدوية والمخدرات لتسكيت مطالبهم وتهدئة أعصابهم؟! وربما يظنون أنهم سيصلون إلى ما يطلبونه...
نشرت إحدى المجلات قول أحد الخريجين: "كل الأمور تبدو كلا شيء في نظري. وكل ما أعرفه هو أين أنا الآن، وما أنا فاعله في اللحظة التي أنا فيها... ولا أكترث بعد ذلك لأي شيء في العالم، حتى للبحث المطلوب مني تقديمه للصف غدًا." وقال خريج آخر: "الوضع خطير! هذا هو الحال في كل مكان في العالم. ولماذا أهتم وأقلق، بينما كل الموازين والمقاييس اختلّ توازنها."
يعبّر رأي هذا التلميذ عن وجهة نظر كل شخص آخر يعيش في هذا العصر تقريبًا...
وهناك فريق يؤكد إن مجيء المسيح لهذا العالم يجعله الحلّ الوحيد لمشاكل هذا الجيل المنهوك القوى، المحطّم والمهزوم..
لقد ظلّ مجيء المسيح الثاني على مرّ العصور أملَ المؤمنين ورجاءَهم. "مُنْتَظِرِينَ الرَّجَاءَ الْمُبَارَكَ وَظُهُورَ مَجْدِ اللهِ الْعَظِيمِ وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ." (تيطس 23:2) إن رجوع المسيح سيحقق كل الرغبات الصالحة والمطامح المقدّسة. ويذكّرنا الرسول بطرس بأن "الله أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي حَسَبَ رَحْمَتِهِ الْكَثِيرَةِ وَلَدَنَا ثَانِيَةً لِرَجَاءٍ حَيٍّ، بِقِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مِنَ الأَمْوَاتِ." ثم يقول: "فَأَلْقُوا رَجَاءَكُمْ بِالتَّمَامِ عَلَى النِّعْمَةِ الَّتِي يُؤْتَى بِهَا إِلَيْكُمْ عِنْدَ اسْتِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ."
وردت كلمة "رجاء" في الكتاب المقدس لتصف رجوع المسيح ثانية. والإيمان به يلطّف الطبع، ويكيّف المزاج، ويوجّه المؤمنين نحو السماء... يخلق شعورًا من الطمأنينة والاستقرار كما كتب الرسول بولس: "لأَنَّهُ قَدْ ظَهَرَتْ نِعْمَةُ اللهِ الْمُخَلِّصَةُ، لِجَمِيعِ النَّاسِ، مُعَلِّمَةً إِيَّانَا أَنْ نُنْكِرَ الْفُجُورَ وَالشَّهَوَاتِ الْعَالَمِيَّةَ، وَنَعِيشَ بِالتَّعَقُّلِ وَالْبِرِّ وَالتَّقْوَى فِي الْعَالَمِ الْحَاضِرِ، مُنْتَظِرِينَ الرَّجَاءَ الْمُبَارَكَ وَظُهُورَ مَجْدِ اللهِ الْعَظِيمِ وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ." (تيطس 11:2-13)
إن مجيء المسيح الثاني هو هدف التاريخ ومحوره. والصراع المحتدم بين الخير والشر منذ القديم لن يدوم إلى ما لا نهاية، بل سينتهي بمجيء ربنا ملك الملوك. عندئذ ستصير "ممالك الْعَالَمِ لِرَبِّنَا وَمَسِيحِهِ، فَسَيَمْلِكُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ." (رؤيا 15:11)

المجموعة: تموز (يوليو) 2021